حماس: «إسرائيل» عاجزة عن البقاء دون حماية وهزيمتها ممكنة
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
بعد واحد وثلاثين يوما من «اتفاق وقف إطلاق النار» في قطاع غزة، يتبدّى المشهد بوضوح: لا هدنة حقيقية، بل استراحة تكتيكية تسمح للعدو الصهيوني بمواصلة جرائمه اليومية، وبغطاء سياسي وعسكري أميركيٍّ كامل.
وشهدت غزة، أمس، تسعة اعتداءات طالت مختلف مناطق القطاع، وشملت غارات جوية ومدفعية وعمليات نسف منازل في شرقي خان يونس وجباليا ورفح، ما يؤكد أن الهدنة ليست أكثر من قشرة تهدئة رقيقة فوق الإبادة الملتهبة.
ولم يتوقف الطيران الحربي والمسيّرات الصهيوني عن التحليق والقصف في قطاع غزة، وشنت طائرات الاحتلال غارتين على أراضي عبسان الجديدة بينما استهدفت المدفعية المناطق الشرقية والشمالية من القطاع طوال يوم الأمس.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان لازال يؤكد أن الانتهاكات تتجاوز جرائم الحرب إلى مستوى «الإبادة الجماعية»، وأن معدل الشهداء لا يزال يقارب ثمانية يومياً حتى أثناء سريان الهدنة، في دلالة صارخة على الطبيعة العدوانية المتجذرة في سياسات الاحتلال.
الإبادة تخلف 6 آلاف معاق
وزارة الصحة في غزة أعلنت تسجيل ستة آلاف حالة بتر أطراف خلال عامين من العدوان، من بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، ما يضع آلاف الجرحى أمام حاجة عاجلة لبرامج تأهيل طويلة الأمد لا تتوفر. الحديث عن أكثر من 69 ألف شهيد وإصابات بعشرات الآلاف، ودمار طال 90% من البنى التحتية في أجزاء واسعة من القطاع، يجعل من سيناريو ما يُسمّى «إعادة البناء» مجرد شعار فارغ ما لم يزح الحصار وتُرفع القيود عن وصول الإمدادات الطبية والاحتياجات الأساسية.
عرقلة المساعدات مستمر
على صعيد المساعدات أكدت الأمم المتحدة أن إيصال المساعدات ما يزال يواجه عراقيل كبيرة؛ منها القيود الصهيونية التعسفية، وقلة المعابر، واستمرار الحظر على بعض شركاء الإغاثة ما يحول دون وصول الغذاء والدواء إلى مئات الآلاف المحاصرين بين الركام. المسؤولون الأمميون يصوغون كلمات الاستنكار بينما تظل الحواجز والمعابر مغلقة فعلياً أمام منقذي المدنيين، ما يجعل من كل هراء دولي بلا أثر إن لم يقترن بضغط فعلي يفرض فتح الممرات والسماح بعمل المنظمات الإنسانية.
حمدان: هزيمة «إسرائيل» ممكنة
سياسيا، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن اتفاق شرم الشيخ ما زال في مرحلته المبدئية، مشيرا إلى أن الحركة أنجزت المرحلة الأولى من ثلاث محطات يجري العمل عليها.
وأكد أن جميع الأطراف، باستثناء «إسرائيل»، تبدي إرادة لوقف «الحرب».
وأضاف حمدان أن “أخطر ما يواجه الفلسطينيين ليس القتل والدمار فقط، بل مشروع نتنياهو لإقامة إسرائيل الكبرى”، معتبرا أن الكيان الصهيوني يمثل تهديدا إقليميا يمتد إلى لبنان واليمن وسورية والعراق وحتى قطر.
وأوضح أن الحرب المستمرة على غزة منذ عامين كشفت أن “الكيان الصهيوني” غير قادر على البقاء وحده، مؤكدا أنه “لا يزال بحاجة إلى دعم وحماية من القوى التي صنعته”.
وأضاف أن هذه الحرب أظهرت أيضا أن «إسرائيل» كانت تهدف إلى استسلام المقاومة، لكنها فشلت في ذلك فشلا ذريعا، وقال “لم يرفع أي مقاوم الراية البيضاء، ولم يُلق أحد سلاحه، ولم يتوقف القتال خلال عامين كاملين من العدوان”.
وشدد حمدان على أن يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 سيظل “محطة تاريخية في تاريخ الشعب الفلسطيني، وفي تاريخ الكيان الزائل”، لأنه أثبت أن هزيمة إسرائيل ممكنة، قائلا “7 أكتوبر قال إن هزيمة إسرائيل ممكنة ليس بسلاح مكافئ، وإنما من خلال إرادة وحسن تدبير في الضرب على نقاط ضعف العدو”.
الشريك الأميركي: من يموّل الآلة ويؤسس لتمدد عسكري
كما هو معروف فإن واشنطن ليست مراقباً محايداً، بل شريك استراتيجي في صناعة هذا الواقع المأساوي في غزة؛ تقارير تكشف عن خطط أميركية لإنشاء قاعدة عسكرية ضخمة على مشارف غزة.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، التابعة للاحتلال أمس، أن الولايات المتحدة تخطط لإقامة قاعدة عسكرية بتكلفة نصف مليار دولار في منطقة «غلاف غزة»، في إطار ترتيبات أمنية جديدة عقب الحرب.
هذا التمدّد العسكري الأميركي يكرّس النفوذ الميداني ويحول الوجود العسكري إلى أداة لضمان مصالح العدو الصهيوني الإقليمية على حساب حياة المدنيين الفلسطينيين، ويؤكد أن الدعم الأميركي ليس مساعدة بل تمكين للعدوان.
«خطة ترمب» تمزق غزة
خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي دخلت حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، منحت العدو الصهيوني سيطرة فعلية على نحو 53% من أراضي القطاع، بما فيها معظم الأراضي الزراعية ورفح وأجزاء من مدينة غزة.
ووفق مراقبين فإن النتيجة هي تقسيمٌ جغرافي وسياسي يجعل من إعادة الإعمار مقصورة على مناطق خاضعة للاحتلال، بينما يُركن بقية السكان إلى خيام وسط أنقاض مدنهم.
وذكر ستة مسؤولين أوروبيين لرويترز مطّلعين مباشرة على جهود تنفيذ المرحلة التالية من الخطة، أن الخطة توقفت فعليا، وإن إعادة الإعمار من المرجح الآن أن تقتصر على المنطقة الخاضعة للسيطرة «الإسرائيلية».
جرائم في الضفة
في الضفة الغربية المحتلة تظهر جرائم الغاصبين وجهاً آخر من عنف الاحتلال اليومي ومخططاته الإجرامية، إذ لم تعد الاعتداءات حالات منفصلة بل أصبحت سياسة ميدانية متسقة تقوّي البنية الاستيطانية وتفقر المجتمع الفلسطيني.
وهاجم الغاصبون أمس، منطقة «اللدائن» الصناعية قرب قرية بيت ليد شرق طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، وأضرموا النار في أراض ومنشآت صناعية، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين.
وأضرم الغاصبون النار في عدد من شاحنات المصانع والأراضي الزراعية المحيطة، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة في المكان.
وذكرت مصادر فلسطينية، أن هجوم الغاصبين امتد إلى تجمع بدوي في المنطقة، وسط محاولات الأهالي السيطرة على ألسنة النار ومنع تمددها، في ظل حماية قوات الاحتلال التي منعت الطواقم من الوصول إلى بعض المواقع المشتعلة.
هذه الحوادث ليست استثناءً بل تتكرر يومياً وبمستويات متزايدة من العنف والتدمير.










المصدر لا ميديا