السيد حسين بدر الدين.. حذر باكراً
 

حامد البخيتي

منذ 26 مارس 2015 أعلن العدوان على اليمن من واشنطن لتؤكد نوعية جرائمه على اليمن واليمنيين، وهو ما حذر منه السيد حسين بدر الدين الحوثي بعد حادثة المدمرة (كول) قبل عقد من الزمن، عن أمريكا وأسلوبها في توظيف العرب والمسلمين وبعض اليمنيين للتغطية على جرائمها واستمرار عدوانها في استهداف اليمن والأمة العربية والإسلامية عموما، عن طريق إشغالنا بقضايا وعداوات تصنعها وتروج لها إعلامياً لتنتج تبريرات وتحليلات تمزق توحدنا ضدها، وتنتج مواقف لا تستهدف عدو اليمن الحقيقي أمريكا، ولا تدفع اليمنيين للعمل ضدها مباشرة.
حيث بدأ العدوان الشامل على اليمن، تحت عناوين وأهداف زائفة من دعوى إعادة الشرعية، إلى زعم الدفاع عن عروبة اليمن في مواجهة نفوذ إيراني، ثم التجني على اليمن بأنه يهدد المملكة بالصواريخ الباليستية، إلى غيرها من الأكاذيب التي روجت لها قوى العدوان لتضليل الرأي العام (المحلي والإقليمي والدولي) عن حقيقة الأهداف التي تكشّف منها الكثير، ومن يقف بالأساس خلف العدوان ومن المستفيد منه، وذلك باعتراف الأمريكان بشكل رسمي وواضح بدورهم البارز في الحرب على اليمن!
وهذه الحقائق قد تكشفت لأهل اليمن من خلال جرائم أمريكا في اليمن، والتي تنوعت ما بين حصار مفروض على اليمن، ومنع سفنها في المياه الإقليمية من دخول سفن الغذاء والدواء والنفط، ومقايضة اليمنيين بإطلاق جواسيس أمريكيين لدى الأجهزة اليمنية مقابل السماح لسفن محدودة بالدخول. 
بالإضافة إلى ذلك، تجلي جرائم العدوان الأمريكي الأخرى وتنوعها في استهداف المدنيين والنازحين والأطفال والنساء والمرتزقة والبنية التحتية لليمن من مستشفيات وطرق وجسور ومدارس ومساجد وموانئ ومطارات، وهي أهداف أمريكا تحددها أمريكا وحدها بحسب ما تصرح به بشكل مستمر في مسؤوليتها عن تحديد أهداف الغارات وأسلوبها في تمرير جرائمها التي تدمر شعب اليمن أرضاً وإنساناً من خلال توظيف من يمكن توظيفه للتبرير لجرائمها واستمرارها بالتحليلات والتبريرات التي تطلق إزاء كل جريمة تحقق لأمريكا إبعاد مسؤوليتها عن كل الجرائم على اليمن واليمنيين. وما تحميل السعودية مسؤولية الجرائم من قبل المنظمات التي تخدم أمريكا، إلا محاولة أمريكية للتهرب من مسؤوليتها في ذلك من خلال توظيف تبريرات وتحليلات تخدمها لاستمرار العدوان على اليمن واستمرار أدواتها الإجرامية لتنفيذ جرائمها.
كما كشفت تغذيتها للجماعات التكفيرية - ذراعها الاستخباراتية والإجرامية - وإعطاؤها غطاء لتمددها وسيطرتها على المحافظات الجنوبية قبل وأثناء العدوان على اليمن، وقوف أمريكا وراء انتشارها بالتزامن مع نشر وسائل إعلام غربية تحميل السعودية والدول العربية مسؤولية ما يسمى (الإرهاب)، لتضمن بذلك بقاء تلك الدول كغطاء إعلامي لاستمرار عدوانها على اليمن، ودفعها لتكون غطاءها أيضا في سوريا وغيرها.
أيضا كشف عسيري بقوله إن الأمريكيين والبريطانيين هم من يديرون عمليات العدوان على اليمن بعد أن بات هذا الأمر معروفاً للجميع أن أمريكا تريد إبقاء الجيوش العربية لمشاركتها في العدوان على اليمن، بالرغم من أن نفسيات ومعنويات تلك الجيوش منهارة ويائسة من تحقيق أي انتصارات في اليمن، وأن الحرب على اليمن لا تخدم الشعوب العربية بل تخدم أمريكا وحدها. 
كما أن تصريح جون كيري بمشاركة أمريكا في العدوان على اليمن هو إبقاء حكام الدول العربية راضخين للسياسة الأمريكية بالترغيب والترهيب، لتتمكن أمريكا من توظيف أموال وجيوش وإمكانيات تلك الدول في استمرار مشاركتهم لأمريكا في حربها على الشعب اليمني، وهذا ما كشفه السيد حسين بدر الدين الحوثي عليه السلام، في دروس من هدي القرآن، حول أسلوب أمريكا في الخداع والتضليل وتوظيف الكثير من الناس لخدمة مشاريعها. 
كل هذه الحقائق التي كشفت للكثير من اليمنيين مسؤولية أمريكا عن الجرائم والعدوان المستمر، وتوجب على الجميع التوحد ضد أمريكا وتوحيد جهودنا لمواجهتها وفضحها باعتبارها العدو الحقيقي والمسؤول عن الجرائم التي ترتكب في اليمن والمسؤولة عن استمرار العدوان على اليمن واليمنيين.
الأمر الذي دفع باليمنيين لتدشين حملة - امريكا- تقتل- الشعب- اليمني،  للتوحد ضد الحرب الأمريكية على اليمن في الأهداف والمشروع لرفد الجبهات بالمقاتلين والمال وتعزيز الوعي بخطر العدو الأمريكي وتحميل أمريكا مسؤولية كل الجرائم التي ترتكب في اليمن.
فإذا لم تكن قضية اليمنيين هي مواجهة أمريكا فإن العدوان سيستمر، والتبريرات ستستمر، والتحليلات ستستمر، فتستمر جرائم أمريكا في حق أبناء اليمن جميعاً.
منذ حادثة المدمرة (كول) عام 2000 بدأت أمريكا في ارتكاب جرائمها على اليمن واليمنيين، وحتى اليوم، وستستمر طالما لم نتوحد في معاداتنا لها، ولن يوقف جرائمها سوى أن نترفع عن مواقف وعداوات وتبريرات وتحليلات إزاء الأحداث والمستجدات تستخدمها أمريكا إعلامياً الى اليوم للتغطية على نفسها، وتستهدف توحدنا في مواجهتنا من أجل استمرار جرائمها في اليمن. 
هذا ما يمكن أن يفهمه من يقرأ للسيد حسين الحوثي عليه السلام، الذي جعل من حادثة المدمرة (كول) نقطة بداية للمشروع القرآني لدفع اليمنيين للتوحد في مواجهة عدوهم حتى لا يصل بهم الحال الى ما هم عليه الآن، وأسوأ طالما ابتعدوا عن قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، في مواجهة أمريكا وأدواتها وحلفائها.
كما حذرنا السيد حسين بدر الدين الحوثي أن استمرارنا في تبني قضايا لا تستهدف أمريكا، يدفعنا لاتخاذ مواقف وعداوات وتبريرات وتحليلات لا تستهدفها، ويساهم في بقاء جرائمها على اليمن واليمنيين مستمرة.

أترك تعليقاً

التعليقات