حامد البخيتي

حامد البخيتي / لا ميديا -

بالتأكيد الكثير ممن سيقرؤون ما أكتب هنا لن يستوعبوا عنوان المقال ومضامينه، بالرغم من تعلقهم بالشهيد القائد ودروسه وتحركاتهم العملية على مضامينها، سواء كانوا من المتقدمين أم من المتأخرين، فحجم الاستهداف للشهيد القائد ومشروعه ومراحل الاستهداف قد أخذت منا جميعا مأخذها بالرغم من قوله تعالى: "وتعيها أذن واعية"، وقوله تعالى: "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد"، أو قول أصحاب النار: "لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير".
ويستخدم العدو المرئيات والتأثيرات على العين في ضرب الأمة وإفقادها أولوية الاستماع سواء للوعي أو في تجنبها الأخطار أم في استماعهم لمن ينادي للإيمان.
في الذكرى السنوية للشهيد القائد، التي تتزامن هذا العام مع اليوم الوطني للصمود في مواجهة العدوان وما تحقق من بركات الشهيد القائد وتحركاته التي حرك بها الأمة، ومن أهمها وأكثرها اتضاحا ملامح الصمود والثبات وما قدمه أهل اليمن من تضحيات وما صنعوه من انتصارات، نتطلع إلى الشهيد القائد في عظمته وعظم ما قدمه للبشرية وللشعب اليمني في مرحلة خطيرة وفاصلة من كافة الجوانب. ونخصص هنا جانباً هاماً جدا، ربما يجب أن نلتفت إليه جميعا، وهو تركيزه على تفعيل حاسة السمع والصوت كمنطلق له في إيصال ما يطرحه من هدى وبصائر ونور للناس وما يصنعه من وعي وإيمان ومسؤولية واهتمام عملي للأمة التي صنع تحركها وحراكها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.
إن من أجلّ وأهم وأعظم النعم على الإنسان وعلى الأمة هي نعمة الهداية، وكلما كان لهذه النعمة تأثير واستشعار وتقديس وشكر، كان تأثيرها على الأمة وعلى الإنسان أكثر. وبإقرار الكثير بعظم النعمة التي جاءت عن طريق الشهيد القائد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، فإنني أحب أن أذكر الكثير بطريقة الشهيد المؤسس في تقديمه للهدى في بدايات انطلاقاته والتي تحتاج من القارئ للمقال المتواضع أن يلتفت إلى طريقة استخدامه للسمع والاستماع والصوت كمدخل للتوعية والتصبير والهداية.
فالشهيد القائد، ورغم أنه جاء في زمن المرئيات والبصريات والتصوير التلفزيوني والمؤثرات المرئية، إلا أنه انطلق من خلال الصوت والاستماع في انسجام تام مع الوحي والقرآن وآياته التي تقدم السمع والاستماع والأذن كمنطلق للهدي والاهتداء والوعي على النظر والبصر والإبصار في كثير من الجوانب وكثير من السور والآيات.
فمن اهتمام الشهيد القائد بإلقاء المحاضرات على مسامع الحاضرين إلى اهتمامه بنسخ المحاضرات على أشرطة الكاسيت بشكل سمعي إلى ربطه للمستمعين لتقييم ما يلقيه على مسامعهم على ضوء ما يسمعونه من خلال الأحداث والأخبار وقضايا الأمة ليعطيها معياراً هاماً، وأساسياً في تقييمها عن طريق الاستماع، فكم تكررت في دروسه: "سمعنا من إذاعة كذا"، وأيضاً "يتكرر على مسامعنا"، وتحذيره لمن لا يفعل السمع ولمن لا يؤمنون إلا بعد أن يداهمهم الخطر.
وعلى ضوء ما سبق، وكل ما نواجهه من جانب أعدائنا بسبب عدم سماعنا للشهيد القائد الذي نادى للإيمان قبل 19 عاماً وسمع الجميع بمشروعه وصرخته وخدعت مسامعهم بما شاهدوا من تضليلات وما جنينا بسبب ذلك من حروب، كان لجهلنا بأهمية الاستماع وانخداعنا بما نشاهده من العدو، فإنني أضع أمام القارئ نقطة أعتقد بأهميتها من أهمية استشعارنا لنعمة الهداية ونعمة الشهيد القائد وما تلته من نعم منذ إطلاقه للمشروع إلى الصناعات العسكرية والصمود والثبات والانتصارات والتضحيات، وأدعو الجميع لتفعيل السمع والصوت في التعامل مع القرآن ودروس الشهيد القائد والسيد القائد (حفظه الله) وكل ما من شأنه تقوية الأمة في حملها للمشروع وتجسيده في مقابل اعتماد عدوها على المرئيات والمؤثرات البصرية وأن تحذر من أن التأثر والوعي بالمرئيات ليس كالتأثر والوعي بالمسموعات.

أترك تعليقاً

التعليقات