آخر أسلحة العدوان الفتاكة
 

حامد البخيتي

 أكثر من 300 يوم من العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي على اليمن أرضا وإنسانا، استخدمت خلالها دول العدوان أحدث وأفتك الأسلحة الحربية التي تمتلكها من قنابل عنقودية الى الفراغية وغيرها، واستخدمت أحدث الطائرات التي تمتلكها جيوش العالم، كل ذلك لاستعباد شعب الإيمان والحكمة، وغزو أرض اليمن واحتلالها، والمعروفة بأنها مقبرة الغزاة، لكن كل ذلك ذهب مع الريح أمام صمود الشعب اليمني، فلجأت دول العدوان الى أقوى الجيوش وأكثرها خبرة قتالية، محاولة بذلك احتلال بعض أراضي الوطن، معدة بأحدث الأسلحة القتالية من أبرامز وبرادلي وأباتشي وباتريوت، وفوق كل هذا كانت تلك الجيوش مسنودة بالغارات الجوية، ولكنهم هزموا أمام اتحاد الجيش واللجان الشعبية، وأمام بأسهم الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بالشديد، والذي يعبر عن إرادة وبأس كل يمني، كما كان للقوة الصاروخية للجيش اليمني بالتوشكا الذي يعتبر سلاحاً بدائياً أمام ما يستخدمه ويمتلكه العدو، لكنه نصر ببأس اليمني الذي يستمده من الله تعالى، فاستطاع المقاتل اليمني أن يفضح جنسيات دول العدوان في ميادين وجبهات القتال، أيضا القوى السياسية الوطنية المعبرة عن الشعب اليمني الرافض للخضوع والذل والعبودية، والذي يتعرض لكل تلك الجرائم، كان لتلك القوى دور هام على الطاولة السياسية، وذلك عبر فضح مشاركة أمريكا والأمم المتحدة سياسيا أمام العالم، وأيضا مشاركتها في تلك الجرائم التي ارتكبت ولازالت ترتكب في حق الشعب اليمني، فيا ترى ما هو السلاح الفتاك الذي تمتلكه دول العدوان كآخر سلاح تراهن به على كسر الشعب اليمني واحتلال أرضه وتحقيق مطامعها؟
 لقد كشف صمود اليمنيين ومواجهتهم لدول الغزو والاحتلال والعدوان، حقيقة ما يطمع فيه العدو، وما يسعى لتحقيقه، حيث اتضح أن العدو يسعى للسيطرة على باب المندب كموقع استراتيجي هام دوليا، وعلى الشريط الساحلي اليمني، وعلى مناطق الثروات في اليمن، وهي حضرموت وأجزاء من شبوة والجوف وأجزاء من مأرب، فيما يغذي بقية المحافظات بالصراع والاقتتال والتناحر الداخلي، إما عن طريق الجماعات التكفيرية متعددة الجنسيات، أو عن طريق شب النار في الصراع المناطقي أو العنصري أو السياسي، وهذا ما يتضح جليا من خلال ما يحدث في المحافظات الجنوبية الواقعة تحت احتلال دول العدوان، واعتبرها نموذجا يمكن أن يصدره الى المناطق التي لم يستطع أن يحتلها بسبب رفض وصمود ووعي أبنائها وقتالهم لعدوهم الحقيقي.
 ومن هنا يتضح لنا كشعب وصفه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بأنه شعب إيمان وحكمة، أن السلاح الفتاك الذي هو آخر أسلحة العدو، ويسعى جاهدا في استخدامه، هو استهداف وعي هذا الشعب الكريم واتحاده وتوحده في مواجهة هذا العدو، لذا سيعمد العدو الى استهداف هذا الوعي عبر وسائل الإعلام ونشر الشائعات وتغذية الخلافات ونشرها وتهويلها إعلاميا كي يستهدف ذلك التوحد في مواجهة تحالف عدوهم على أساس القاعدة المعروفة لديهم (فرق تسد). ومن المتوقع أن تقوم وسائل إعلام تحالف العدوان بنشر شائعات عن خلافات مختلقة بين المؤتمر وأنصار الله سياسيا، والجيش واللجان الشعبية عسكريا، وخلافات قبلية، وتغذية الأخبار والجرائم التي تسبب بها احتلالهم لبعض المحافظات اليمنية لتتشتت أوجاع اليمنيين وراء ما يشاع عن اختلاف اليمنيين سياسيا وعسكريا ومناطقيا وقبليا الخ... حتى لو لم يجد العدو سوى أن يغذي عامل السخرية بين اليمنيين حتى يفرقهم في مواجهته. 
وأمام كل ذلك يجب على شعب الإيمان والحكمة أن يتذكر قوله تعالى في القرآن الحكيم: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون).

أترك تعليقاً

التعليقات