تأثير ‏الحمار والفيل في الواقع العربي
 

حامد البخيتي

حامد البخيتي / لا ميديا - 

سنحاول في هذه المقالة وضع مقارنة واقعية بين "الأمر الإلهي" عن الفيل والحمار في القرآن، وبين "الأمر الأمريكي" عن فيل الجمهوريين وحمار الديمقراطيين وسياساتهم وأساليبهم في أمريكا، وكيف كانت انعكاسات الفيل والحمار الأمريكي على الواقع والوعي العربيين، شعوباً وحكومات وهوية ومقدسات.
نبدأ من الأمر الإلهي عن الفيل والحمار، حيث ورد ذكر الفيل في القرآن في سورة كاملة، لتعزز الثقة بالله والانتصار الإلهي، والثبات والصمود أمام أشد وأخطر وأسوأ التهديدات والتحديات والمخططات الإجرامية التي تستهدف المشروع الإلهي وحملته ومقوماته وركائزه.
أما الحمار فقد ورد ذكره في القرآن خمس مرات، الأولى في "سورة البقرة" في الحديث عن الحمار ليتبين لصاحبه قدرة الله على إحياء الأرض الميتة، والثانية في "سورة النحل"، حيث أورد اسم الحمار كإحدى وسائل الركوب. ووردت الثالثة في "سورة لقمان" لوصف صوت الحمار كأنكر الأصوات.
وبينما الرابعة كانت في "سورة الجمعة"، وجاءت في ذم اليهود كمثال وتحذير لكل من يتعامل مع هدى الله (القرآن) كما يتعامل مع الأسفار والأساطير وليس كمنهج للعدل والأخلاق والقيم ومشروع للحرية والتنوير والبناء الحضاري، وردت المرة الخامسة بصيغة الجمع في سورة المدثر "كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ".
قد يقول قائل إن ما أوردته هنا أمر ليس جديدا، ويعرفه كل عربي ومسلم، لكن ماذا لو سألتك: ماذا يعني لك الأمر الإلهي في مقابل ما تعنيه لك أمريكا؟! وماذا يعني أن تسمى تلك الدولة أمريكا؟! ومن أطلق عليها هذا الاسم؟! وما دور اليهود في ذلك؟! وما دور الفيل والحمار الأمريكي في خدمة اليهود والمشروع الصهيوني؟! وأين تقع آيات الله التي تنص على "يدبر الأمر" في ثقافتك الإنسانية عند تقييمك لما يكتب ويقال ويشرع ويسبب وينتج في واقعك وواقع من حولك، وتحديدك لمصدر كل ما كتب وقيل وشرع وتسبب؟! ولمصلحة من تكون النتيجة؟!
لو لاحظنا فترة تزعم الفيل لأمريكا في عهد بوش الأب وبوش الابن وترامب، ألم تكن سورة الفيل تغني كافة الحكومات والشعوب والدول العربية والإسلامية للصمود والثبات في مواجهة غزو الفيل الأمريكي واستعراض العضلات والقدرات والقوة والبطش بدلا من الخضوع والذل لرؤساء أمريكا "الفيليين"؟!
كما أن الآيات القرآنية التي تتحدث عن الحمار، ألم تكن كفيلة برفض العرب والمسلمين، حكومات وشعوباً، كافة الأساليب والمخططات التي حاول فرضها الحمار الأمريكي في عهد الرئيسين كلينتون وأوباما، وسيحاول الرئيس المنتخب مؤخرا جو بايدن، وادعاءاتهم في الحضارة والتنوير والبناء والأخلاق والقيم والعدل كبديل لما يأمر به الله الذي يدبر الأمر في كتابه الكريم؟!
وفي الأخير، نأمل ألا يظل العرب في خدمة حمار بايدن الديمقراطي كما كانوا في خدمة فيل ترامب الجمهوري.

أترك تعليقاً

التعليقات