مـقـالات - عبدالمجيد التركي

المستقبل للشعر.. لا للشكل

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - كتب أحد النقاد مقالاً مطولاً عن مستقبل قصيدة النثر، مؤكداً أنها “هي الجنس الأدبي المستقبلي القادر على مواكبة القفزات المتتالية للأدب، والأكثر عالمية عن غيرها من الأجناس الشعرية، حيث إنها قادرة على التعامل مع كل القراء والأذواق باختلاف اللغات والألسنة”. بالتأكيد أن هذا الكلام لم يتحقق حتى اللحظة، وسنجد أن أكثر القراء مازالوا ينظرون إلى قصيدة النثر باستغراب، لأنها غريبة عنهم، ولا تلامسهم....

تأملات مبكِّرة

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - في يوم من أيام طفولتي المبكرة، توقفت امرأتان للراحة والثرثرة بجانب بيتنا في شهارة، واحدة منهما كانت تحمل على رأسها حزمة من قصب الذرة الطري، كانت المرة الأولى التي أرى فيها جرادة وهي تأكل بشراهة من ورق الذرة، اقتربت أكثر لأتأملها وأدقق في الخطوط التي تغطي عينيها، وأحاول أن ألمس الشوك في رجليها الغريبتين. كانت دهشتي بتلك الجرادة تفوق دهشة ...

بين الحداثة والتحديث

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - سألني أحد الصحفيين عن سبب إلقائي قصيدة عمودية في إحدى الفعاليات، ظناً منه أنني قاطعت الشعر الموزون بعد كتابتي لقصيدة النثر، وهو سؤال ناتج عن ملاحظة واعية من هذا الصحفي للمشهد الشعري. ولا شك أن للفعاليات الشعرية طبيعتها، ولها جمهورها المختلف، الذي يكون عادةً من الشباب، فأن تقرأ قصيدة نثر...

سقطرى.. فهرس الدهشة والجمال

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - سقطرى.. الجزيرة التي تشبه حلماً جميلاً، لكنه حلمٌ تكاد تلمسه بيديك لشدة واقعيته. أينما وجَّهت وجهك في جزيرة سقطرى ترى السحر يتجسَّد ويقف أمامك، كأنه يمدُّ يده لمصافحتك. حين تتمشَّى على الطريق الإسفلتي -بمحاذاة الجزيرة- سترى أشجار “دم الأخوين” متراصَّةً كأنها وقفت لاستقبالك.. هذه الشجرة الفريدة المتفردة صارت أسطورة لشدة حقيقتها.. إنها تعويذة الجزيرة وواحدة من أهم مميزاتها......

صفحة من كتاب شهارة

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - كلما شاهدت صورة لشهارة أستحضر روائح أحجارها. للحجارة رائحة، وللماء رائحة، حتى وإن قال مدرس العلوم غير ذلك. لا أشعر في أزقتها برهاب الأماكن الضيقة، بقدر ما أتمنى أن ألتحم بجدرانها وأرتدي أحجارها لأصبح كأولئك العمالقة الحجريين في فيلم “نوح”. فلا يليق بهذه المدينة سوى الأساطير. لا أكتب عن شهارة لأنها تنام فوق الغيم، وتحدِّق في التاريخ كأنه طفل قادم من بعيد. ارتباطي بها روحي ووجداني.. أشعر بالضعف أمام دهشتها وجلالها....