مـقـالات - عبدالمجيد التركي

«ذهب الذين أحبهم»..

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - «ذهب الذين أحبهم».. هذا ليس شطراً من قصيدة عمرو بن معد يكرب. لقد ذهب الذين أحبهم فعلاً.. ذهب أبي، ابني، أخي، أختي، جدتي، جدي.. ذهبوا واحداً تلو الآخر، وغادروني جميعاً.. ذهبوا بعد أن عرفوا حقيقة الدنيا فزهدوا فيها.. ذهبوا ليؤكدوا أن العالم قبيح، وأن الحياة ثقيلة تجاه شفافية أرواحهم....

الإنسان.. وصداه

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - في عصور الوحشة البشرية كان الصدى هو المؤنس، وهو الآخر مقابل الذات التي ينقسم صوتها من أجل الاستئناس في حيود الوحشة. كان الإنسان يبحث عن زاوية تتحدث معه، أو فضاء يرد عليه، فكانت الحيود والمغارات المليئة بترددات الصوت هي المكان المناسب للغناء والصراخ والحديث مع النفس، والاندهاش برجع الصدى.. فكان الغناء، وكان الشعر، وكان الأنا والآخر....

عيون خائفة..

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - آخر الليل تكثر الوفيات.. الفيس بوك مليء بالتعازي وتبشير الصابرين.. أحدهم يكتب منشوراً عن استكمال تجهيز مغسلة الموتى، وآخر يتبرع بأكفان وعطور وحنوط.. لا أريد معرفة الحنوط سأتخيل أنه آخر تذكار من الحياة أو تذكرة خروج مجانية.. أكره الذين ينشرون صور أقاربهم الموتى والأطفال الغرقى الذين يضعون في أنوفهم الصغيرة سدادات قطنية، ما جدوى السدادات بعد أن امتلأت رئاتهم بالغرق؟...

شهارة.. والسُّرَّة المدفونة

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - من التجارب التي تركت أثراً عليَّ، كنت أسمعهم في طفولتي يتحدثون عن الجن، وكان بيتنا في القرية مبنياً على طرف الحيد الشاهق، وليس أمامه سوى الفضاء المفتوح والسحاب، وحين انتقلنا إلى العاصمة بقي البيت مغلقاً لعشرين عاماً، وحين فكرت بزيارته قيل لي: سيكون الآن مسكوناً بالفعل، وهذا ما يجعلني أتردد أمام المنزل المهجور. هذه التجربة تفتح باباً واسعاً لفهم علاقتي بالمكان والذاكرة والخوف من المجهول. يبدو أن البيت في القرية لم يكن مجرد مكان ...

ما يشبه السيرة

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - أنا عبدالمجيد التركي.. إنسان عادي ليس في سيرتي ما يدعو للالتفات. أخرج من بيتي ساعة واحدة ظهر كل يوم وأقضي الثلاث والعشرين ساعة في غرفتي كأنني ألعب دور الرجل الخفي. أحب القطط وأخاف من الجرثومة، وأتمنى اقتناء كلب فأتذكر كل الأحاديث عن نجاستها.. النجس هو صديقي الذي وشى بي عند أبي. أنا عبدالمجيد لم أشارك في أية مسابقة ولم أفز بأية جائزة، رغم تأكيد رئيس لجنة إحدى الجوائز بأن اسمي سيفوز،...

  • 1
  • 2
  • 3
  • ..
  • >
  • >>