وعد.. أما بعد!
 

أشرف الكبسي

د. أشرف الكبسي / لا ميديا -
يقترض أحدهم منك مالا، ويعدك بالسداد، آخر الشهر..
يبدو مؤثرا وصادقا، وعلى ملامحه ابتسامة حزينة كتلك التي تشتهر بها لوحة الموناليزا!
ينتهي الشهر، والعام، والعقد، والقرن.. وتذهب روحك إلى السماء السابعة، حيث تقابل ليوناردو دافنشي، وتمضيان معا إلى عوالم الخلود، بلا أدنى مؤشر سداد!
يزورك صديق، يتفحص مكتبتك، ويطلب كتابا يسكن قلبك، ويعدك بإعادته بعد أسبوع.. أقسم بديستويفسكي!
يبدو مثقفا، وترتسم على محياه، ملامح تبعث على الثقة، فيبدو شبيها بتشيخوف!...
يمر اثنا عشر أسبوعا، والعشاء الأخير ليسوع، ولا يعود الوعد المقطوع يعني شيئا للثورة البلشفية!
يعدك صاحب العمل، في العام المقبل أو الذي يليه، بزيادة مغرية في المرتب، وامتيازات تأمين صحي وترفيه نفسي ورحلة حج وعمرة!
يبدو مقنعا ومنصفا، وتتوسط جبينه سجدة إيمان مضيء، تبدد كل شك وأي ريب، إنه أبو القعقاع!
تمر الأعوام، تشيب، تتدهور صحتك، وبلا ترفيه، يظل الراتب كما هو، هذا إن ظل! المؤكد، أنه وأنت لن تذهبا إلى الحج، خلافا لأبي القعقاع!
يعدك النجار بتسليم النوافذ، عمل درجة أولى، في 30 فبراير!
إنه اليوم الذي لا باب له ولا نافذة! سلام الله على ليلة القدر!
يعدك المحامي بحكم لصالحك من أول جلسة.. تخسر القضية، في الجلسة السابعة والسبعين بعد المائة، وترتدي البدلة البرتقالية، بانتظار حكم المفتي!
تعدك الحكومة بـ...! (يبدو «الباص» مقنعا بما يكفي لعدم إكمال العبارة!).
الجميع يقدم الوعود، كنشارة من خشب، على أطباق من ذهب! قل، لا تخجل! كم طبقا إضافيا تريد؟!
الوعد كالرعد، والإيفاء كالمطر.. تمتع جافا بالرعود!

أترك تعليقاً

التعليقات