إخوان «جدعون»!
 

توفيق هزمل

توفيق هزمل / لا ميديا -
بدأ الكيان في الجزء الأخير من خطة تدمير وتهجير سكان غزة، هذا العملية التي سماها الكيان «عربات جدعون» لإعطائها بعداً دينياً يهودياً تلمودياً؛ فـ»جدعون» -حسب الأساطير اليهودية- هو القائد العسكري الذي اختاره الرب لإبادة قوم مدين، والمذكورة قصته في «سفر القضاة».
أي أن اليهود يعلنونها حرباً دينية، يلعب فيها «إخوان الصهاينة» الدور الرئيسي. فهدف العملية هو دفع سكان القطاع إلى منطقة رفح تمهيداً لتهجيرهم إلى كل من غرب ليبيا وسورية، حسب ما أعلن ترامب، في مقابل تسليم أموال القذافي لحكومة غرب ليبيا ورفع العقوبات عن جولاني سورية.
وغرب ليبيا وسوريو كما هو معروف مناطق تحت سلطة وإدارة حركة «إخوان الصهاينة» بزعامة خليفتهم أردوغان.
بالطبع سيحاول الخونج تبرير مشاركتهم في عملية ذات طابع ديني يهودي بالقول إنها للحفاظ على «بيضة الإسلام»، فالتمكين في سورية وليبيا واستيعاب أهالي غزة فيهما هي خطوة على طريق استعادة دولة الخلافة الإسلامية، والتي ما إن تتمكن وتصبح ذات شوكة حتى يتم تجييش الجيوش والزحف بالملايين لتحرير فلسطين!
هذه ليست برجماتية، ولم تخطر حتى على بال ماكيافيللي، وتجاوزت حتى قضية تولي اليهود، أن تشارك اليهودي في معركة دينية يهودية ضد المسلمين، سواء من خلال قطع خطوط إمداد المقاومة في لبنان، وإنهاء أي وجود للمقاومة الفلسطينية في سورية، والاستعداد لخوض معركة مع اليهود ضد اليمن لوقف إسناد غزة، وصولاً إلى المشاركة في تهجير سكان غزة لضمان نجاح عملية «عربات جدعون».
التعريف الوحيد لسلوكك هذا هو أنك يهودي أجدت لعب دور «الإخوان المسلمين» لخداع ملايين المغفلين. ولكن بعد «عربات جدعون» لن يبقَ مخدوع؛ فإما مسلم صريح، وإما يهودي صريح.

أترك تعليقاً

التعليقات