توفيق هزمل / لا ميديا -
بدأ الوجع الصهيوني الكبير باستهداف بورصة الألماس، والتي تعد عصباً اقتصادياً رئيسياً؛ لأنها أكبر بورصة في العالم لتجارة الماس، وكما هو معلوم فلا شيء يوجع اليهود مثل وجع المال.
هنا بدأ العويل الصهيوني على الشيوخ الرضع والأطفال الركع، وعن جرائم إيران ضد «الشعب اليهودي الأعزل»!
لذا أصبحت المعركة في مفترق طرق تاريخي: إما أن تتدخل أمريكا لإنقاذ رضيعها «الإسرائيلي»، وهذا يفتح الباب لتطورات وتداعيات لا يمكن السيطرة عليها، سواء عسكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً؛ وإما أن يتم «تعشيق الريوس» الصهيوني بإخراج يضمن أقل قدر من الخسائر السياسية. هذا التعشيق حسب اعتقادي سيتضمن القيام بضربة دعائية ضد مفاعل «فرودو» العميق بواسطة أقوى القنابل التي تملكها أمريكا بدون تبنٍّ أمريكي، أي سيتبناها الكيان، ورغم معرفتهم بعدم تأثير هذه الضربة سيعلن بعدها أن الكيان تمكن من تدمير البرنامج النووي الإيراني، وبالتالي يتم الدعوة للسلام وإيقاف إطلاق النار.
سيدعي ترامب والنتن أنهما حققا انتصاراً ساحقاً، وأن إيران هي التي طلبت وقف إطلاق النار، وبالتالي يتفاديان الخطر الوجودي الذي يتعرض له الكيان. فبقاء خطر إيران النووي يعني أن الكيان لم يعد صالحاً للاستيطان، ثم يُصار إلى توقيع اتفاق مع طهران يضمن حقها في التخصيب السلمي، ورفعاً جزئياً للعقوبات، كجزء من صفقة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة ترامب والنتن، وبالوقت نفسه تلبية مطالب إيران التي طرحتها في المفاوضات السابقة مع الأمريكان.
هذا المخرج السياسي سينهي حلم «إسرائيل الكبرى»، وسيغير معادلات المنطقة، وسيمكن إيران من إعادة بناء نفسها، فيما ستقوم دول الخليج بإعادة إعمار الكيان الصهيوني ليعود الوضع كما كان عليه قبل الثامن من أكتوبر 2023.
الخيار البديل الذي ذكرته في البداية هو أن يغامر ترامب بمستقبله السياسي وبمصير الكيان ويدخل معركة لن تنتهي إلا بالتلويح باستخدام السلاح النووي من قبل الأمريكان، فإن أخرجت إيران كرتها النووي سينتهي مستقبل ترامب وحزبه ومستقبل النتن وحلفائه، وتكون نهاية المشروع الاستيطاني في فلسطين قد بدأت، حيث سيتآكل الكيان ديموغرافياً واقتصادياً حتى يتلاشى.
المصدر توفيق هزمل
زيارة جميع مقالات: توفيق هزمل