علي القرشي

علي القرشي / لا ميديا -
منذ أن دوّى «طوفان الأقصى» صباح السابع من أكتوبر 2023، والعالم بأسره يتقلب بين الذهول والإنكار؛ إلا اليمن، هذا الشعب الذي أدرك منذ البداية أن ما يحدث في فلسطين ليس معركة حدود، بل معركة وجود، ومعركة كرامة الأمة كلها.
وفي حين صمتت أنظمة التطبيع، وانشغلت العواصم العربية بتبرير عجزها، وقف اليمن وحيداً في الساحة بصوتٍ جهوريٍّ وصادقٍ، يقوده رجلٌ لا تساومه العروش ولا تغريه الوعود: السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
منذ اللحظة الأولى لـ»طوفان الأقصى»، أعلن قائد الثورة أن اليمن جزء لا يتجزأ من معركة الأمة ضد الكيان الصهيوني، وأن الموقف الإيماني والإنساني يحتم على اليمنيين أن يكونوا في مقدمة الصفوف دفاعاً عن فلسطين.
لم تكن تلك مجرد شعارات، بل أفعال تزلزل الأرض تحت أقدام المعتدين.
اليمن أطلق الصواريخ والمسيّرات دعماً لغزة، وفتح معركة البحر الأحمر في وجوه البوارج الأمريكية والبريطانية، وحوّل مياهه الإقليمية إلى ساحة كرامة عربية، حيث تتكسر فيها هيبة الغزاة.
لقد قال السيد القائد في خطاباته التاريخية: «نحن مع فلسطين قولاً وفعلاً، وموقفنا من العدوان على غزة ليس تضامناً عابراً، بل هو واجب ديني وإنساني وأخلاقي».
ومنذ ذلك اليوم، تحولت صنعاء إلى عاصمة الوعي والموقف، تخرج فيها الملايين أسبوعياً تهتف: «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام».
وبينما كانت بعض الأنظمة العربية تغلق حدودها وتمنع المظاهرات، كان اليمن يفتح ساحاته، ويحول كلماته إلى أفعال، وموقفه إلى صواريخٍ تمزق الغطرسة الصهيونية في البحر الأحمر.
لقد أثبت اليمن أنه ليس دولة فقيرة كما يصوره الأعداء، بل غني برجاله ومبادئه وإيمانه، وأنه اليوم ضمير الأمة الحيّ الذي لم يبع ولم يخضع.
أما السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي فقد سجل اسمه في التاريخ كأول قائد عربي يقرن القول بالفعل، ويقف في مواجهة أمريكا و«إسرائيل» دون خوف أو تردد.
في زمنٍ باع فيه الحكام أقصى ما يملكون مقابل رضا البيت الأبيض، اختار اليمن أن يشتري كرامته بدمه.
«طوفان الأقصى» لم يُرعب الكيان وحده، بل أرعب أيضاً كل من تآمر على فلسطين؛ لأن صوت اليمن أيقظ النائمين، وكشف الخونة، وأعاد للأمة بوصلة العزّة.
إن التاريخ سيكتب أن اليمن كان الدولة الوحيدة التي لم تكتفِ بالكلام، بل شاركت بالفعل، ودافعت عن الأقصى وهي تبعد عنه آلاف الكيلومترات، لأنها تعرف أن القدس ليست مجرد مدينة، بل رمز إيمانٍ وامتحان صدقٍ لكل عربي ومسلم.
اليوم، من صنعاء إلى غزة، ومن صعدة إلى الأقصى، يهتف الأحرار بصوتٍ واحد: لن نترك فلسطين، ولن نخون العهد، ما دام في اليمن قائدٌ اسمه عبدالملك بدر الدين الحوثي.

أترك تعليقاً

التعليقات