انخساف!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم/ لا ميديا -
يقف العالم أمام أكبر انكشاف عام، وسقوط تام للأقنعة ينذر بانخساف. كل شيء بات واضحا كالشمس، ولا شبه أو التباس، مثلما لا أحد يستطيع أن يواري سوءات النظام العالمي بقيادة الحلف الأنجلو-صهيوني، ثلاثي الشر (أميركا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي).
انكشف الصراع القائم، على نحو لا يشوبه أي ظلال غائمة. صراع قوى العالم الغربي لبسط النفوذ وفرض الهيمنة صار في أوضح صوره. على نحو سافر جدا، يشبه في سفوره الصور الإباحية. بعدما خلعت قوى الهيمنة دثاراتها، ونزعت أقنعتها، كما لم تفعل قبلا...
ما يجري يبعث على الذهول. إنه يتجاوز حدود المعقول، فضلا عن كونه غير مقبول. كيف يقف الجميع كالمشلول أمام مثل هذا الطغيان المهول، كيف لا يتحرك تماما كما المغلول، صامتا لا يتكلم يمنعه جُبن المذلول؟! كيف يتنصل الجميع وهو المسؤول؟!
حرب إبادة جماعية مع سبق الإصرار والترصد، تتواصل علنا في “غزة”. ما كان هذا ليحدث بالمرة، لولا إذعان شعوب الأمة وخذلان أهل السلطة! قدم هذا الإذعان والخذلان تصريحا مهينا لقوى الشر والعدوان العالمية (أميركا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي).
تحدث هذه الجريمة البشعة عمدا وتتواصل علنا، وهولها لا يتوقف عند الإمعان في قتل الفلسطينيين وتشريدهم وتجويعهم وسلب أرضهم، بل يمتد إلى تبعاته، فما يحدث في “غزة” مقدمة لا نهاية، لن يبقى منحصرا في غزة، وسيمتد إلى أقطار الأمة تبعا.
نهب فلسطين وسلب الحق العربي والإسلامي فيها، لن يكون نهاية الصراع بل حلقة من حلقاته. العداء ليس للفلسطينيين وحدهم بل للعرب والمسلمين جميعهم، وما يحدث في “غزة” للشهر السابع، يمكن أن يحدث في أي لحظة، على أي مدينة وقرية عربية.
وارد جدا أن ينالك شر المرد، غزوا واعتداء بلا حد أو صد، فيشرع بتدمير ما تملك والهد لدارك وإجبارك على التشرد، ويقتل والديك وزوجك والولد، وينهب أرضك وما كنت تجني وتحصد. يحاصرك بما لا تطيق معه من الجَلد، وأنت تقف وحيدا وبك يتفرد!
ستدور الكأس على الجميع، يخذلك أهلك دونما أي منجد، ويتكالب عليك جمع المرد. تبقى وحيدا بلا سند أو مدد، تنادي وتستغيث من غير رد! يتفرج الكل ما تقاسي وينقسمون بين منتقد ومؤيد، فيتمادى المعتدي بجرمه ويمدد، رغم مقاومتك له بما تجد!
قد تستبسل بمقاومة المجرم وتجتهد في ردع بغي الطغاة والرد، وحينها سيظهر من يدينك ويتوعد ويهدد، ويزداد المعتدي عتوا ويعربد. ربما يظهر من يشجب ويندد، ويسعى لتهدئة وهدنة لا تذود، قدر ما تسوغ للباغي عدوانه المتجدد، وتبقى نكبتك محل أخذ ورد!
لهذا كان المحجمون عن دفع الظلم وردع الجرم ومنع انتهاك الحُرم، ظالمين أنفسهم قبل غيرهم، آثمين في الدنيا والآخرة. ولهذا “من لا يهتم لأمر المسلمين ليس منهم”، ولهذا قيل في الأمثال و”ما أمسى في جارك يصبح حتما في دارك”.. فهل من متعظ قبل فوات الأوان؟!

أترك تعليقاً

التعليقات