سماسرة التطبيع
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي  / لا ميديا -

في خطوة أشبه ما تكون بالمسرحية الهزلية، صرح السمسار وتربية الاستخبارات الأمريكية والعميل المعتمد لدى أمريكا والدول الإمبريالية، بندر بن سلطان، بأن على المملكة أن تهتم بأمنها ومصالحها بدل المواجهات والتحديات مع "إسرائيل". صحيح "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"! في أي عصر وزمان كانت المملكة في مواجهة مع العدو، وتقف متحدية لخططه ومشاريعه الاحتلالية وحرب الإبادة الفاشية على الشعب الفلسطيني وهدم المنازل على رؤوسهم وتشريد النساء والعجزة وذبح الأطفال من الوريد إلى الوريد وحملات التجويع والخطف والاعتقالات والنهب والقتل اليومي؟! فذلك حدث ويحدث دون أن يصدر من المملكة طوال تاريخها المظلم كلمة احتجاج أو إدانة أو رفض يذكر. السعودية والصهيونية متلازمتان متلاصقتان وتربطهما مصالح مشتركة، ولا يمكن تدمير الصهيونية بدون تدمير السعودية.
وضمن تصريحاته، وفي غمرة حماس ذلك السمسار الراجح والحصيف والمفتي وتنظيراته الحاقدة، اتهم القيادات الفلسطينية المقاومة وجميع الفصائل الفلسطينية والعربية والإسلامية المناضلة والتي تقاوم باسم الأمة وكرامتها وعقيدتها وحماية مقدساتهما بالفشل! وبكل تأكيد تلك التصريحات تتفق كل الاتفاق مع سياسة مملكته، وهدفها في الأساس تمهيد الطريق أمام مملكة الشر للتطبيع الرسمي والعلني مع العدو تنفيذاً للتوجيهات الأمريكية، ومتفقة مع تلك الأنظمة المطبعة والمطيعة والتي ترى أن تنظيم الصفوف العربية وتسويتها وراء الإمام الأمريكي سيكون ضماناً لأمنها ومصالحها، وليس هناك أفضل من تسوية الصفوف وإدارة أسطوانة تضامن الأنظمة العربية المتخاذلة مع العدو والاستسلام والتطبيع و"صفقة القرن" وعقد الاتفاقيات، ولا بد أيضاً من عزل وتجميد ومحاربة أي إمكانية لقوى عربية أو إسلامية مقاومة وأساسية في الصراع الدائر مع العدو، بحجة أن تلك القوى تسعى لتأزيم الموقف ومنع الاستقرار في المنطقة.
 الشعوب العربية والإسلامية تدرك تماما من يقف مع القضية الفلسطينية ومصالح الأمة العربية والإسلامية والحق العربي والتحرر والاستقلال ومواجهة المخططات الأمريكية - "الإسرائيلية".  والسعودية لم تكن يوماً في مواجهات وتحديات مع العدو الأمريكي - "الإسرائيلي"، بل كانت دائماً ضد الشعوب العربية والإسلامية وغير الإسلامية وحركاتها التحررية المستقلة، ومدافعة عن المصالح الأمريكية والإمبريالية والأنظمة القمعية، وجعلت بلدها وبلدان الأمة العربية والإسلامية مزرعة وبقرة حلوباً لمصالح أمريكا واحتكاراتها، ولم تساعد فلسطين والمقاومة الفلسطينية بثمن رصاصة واحدة، بل وصلت الوقاحة والدناءة بهؤلاء اللصوص أن يطالبوا الوطنيين الذين دافعوا بدمائهم من أجل فلسطين وكرامة الأمة العربية والإسلامية بأن يتخلوا عن السلاح ويصبحوا عبيداً وأدوات للمحتل ومشروعه في المنطقة. ولم يشهد التاريخ أن شعباً من الشعوب نال استقلاله بدون مقاومة.
إن كل ما يقوم به هؤلاء السماسرة المتهالكون هو الترويج العلني للتطبيع لإرضاء "إسرائيل" وطمأنتها وإشعارها بأنهم معها في جبهة واحدة، بينما فرق المقاومة العربية والإسلامية تعمل ليل نهار لبث الرعب في قلب العدو. وبندر بن سلطان الذي لم يفطم من العمالة والدناءة ولايزال يرضع من ثدي العلاقات الفاحشة والمشبوهة والمحرمة ديناً وشرعاً لا يستطيع أن يخلق الفتنة بين القيادة الفلسطينية وشعبها، وبين فصائل المقاومة الفلسطينية ودول محور المقاومة العربية والإسلامية مجدداً.
نحن جسد واحد، وعدونا واحد لا يتغير ولا يتبدل مهما حاولوا استبداله. أنتم من حارب إلى جانب "إسرائيل" ضد كل الثورات العربية، وخذل الثورة المصرية وأذل كبرياء الأمة العربية خدمة لـ"إسرائيل". أنتم من تآمر ووقف إلى جانب "إسرائيل" في حرب تموز 2006 ضد حزب الله، لكنه انتصر عليكم وعلى "إسرائيل". 
إن من يهون عليه دم أخيه وأسرته يهون عليه كل شيء... كل شيء.     

أترك تعليقاً

التعليقات