عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

إنها معركة مذهلة بحق، ولعل أكثر الناس ذهولا بما تحقق هم المرتزقة من حزب الإخوان الخائنين، فهم من بدأها بغية تحسين موقعهم في العمالة، وهم يعرفون أن سادتهم في دول العدوان بدؤوا يتململون من هؤلاء الجشعين الذين لا تشبع بطونهم التي كأنها بئر الشيطان نفسه، وقوى العدوان لن تصبر عليهم إلى ما لا نهاية وهم ينهبون الثروات ويبنون إمبراطوريات في تركيا ودول أخرى، هذه الثروات التي تحسبها السعودية والإمارات من حقها فقط.
تم إعلان النتائج غير النهائية التي كانت غير متوقعة وتعبر عن تدخل إلهي حقا، وتجسيداً لمعنى كلمة التمكين التي قال الله عنها: "وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم"، وهؤلاء قد خانوا الله عندما كانوا يحدثون الناس بلسان الدين ويلوون ألسنتهم حتى يصدقهم الناس وهم يشاهدون لحاهم وأعواد السواك بأيديهم أينما ذهبوا، وخانوا بلدهم عندما تآمروا مع من جاء لاحتلاله وكذبوا وهم يبررون سبب مجيئه، وخانوا شعبهم عندما تآمروا مع احتلال يقتل الأبرياء دون حق وفي كل مكان حتى المستشفيات والأعراس والأسواق، لقد كذبوا وكذبوا وكذبوا... ليرضوا هؤلاء المجرمين مقابل حفنة من المال المدنس.
وفي الأخير كان لا بد من انكشاف تواطؤهم مع أعداء الله ودينه، أمريكا و"إسرائيل"، حينما تواطؤوا معهم بالسكوت على مؤامرة القرن لاحتلال مقدسات المسلمين، وناصبوا العداء كل من وقف في وجه هذه المخططات من أحرار الأمة. لقد فرحوا لما يفرح اليهود وقدموا أنفسهم كأدوات لقتل كل من يأمر بالقسط في هذه الأمة، وتشابهت قلوب المجرمين، وكان لا بد من هذه النتيجة المخزية لكل منافق وآفاق.
لقد ابتغوا العزة عند أولئك الشياطين، ولهذا كان السقوط مدويا، ولولا اللقطات المصورة التي أظهرها الإعلام الحربي لما صدق أحد ما حدث. وقد بلغت دهشة المرتزقة حد الجنون وهم يشاهدون هذه الهزيمة المدوية التي كان إعلام العدوان يكذبها بقوة، حتى أن محلليهم بهتوا وقالوا عنها إنها أفلام من إنتاج هوليوود! ثم اعترفوا وهم يحاولون تقليل أثر الصدمة. وأنا ألتمس لهم العذر فعلا؛ فهول المفاجأة كان مزلزلا.
17 لواء، 20 كتيبة، عتاد عسكري ضخم، مئات الغارات، آلاف القتلى والجرحى والأسرى، مساحة جغرافية كبيرة وهامة، جهود 5 سنوات من الإعداد والتخطيط وكل أشكال الحروب الحديثة، عشرات الدول، مليارات من الدعم اللامحدود، غطاء دولي... إلى آخر كل ما تم إعداده، انتهى كل هذا في أيام، وأمام ثلة مؤمنة لا يملكون من التسليح والإمكانات ما يمكن أن يشكل خطرا على تلك القلاع التي بنوها في نهم! فلنضع أنفسنا في محلهم! حري بهم أن يختاروا بين اثنتين: فإما أن يموتوا كمدا، وإما أن يعترفوا أن هذه هي قوة الله التي طالما سمعوا عنها وأنكروها. لكننا نعرف عقولهم العفنة كيف ستفكر!
أما هذا الشعب المظلوم فقد حق له أن يسر بهذه المشاهد التي تشفي الصدور، وأن يشاهد بفخر هؤلاء الأبطال وهم يقتحمون الحصون وينكلون بأعداء الله، وأن يسبحوا الله ويستغفروه ويسجدوا حمدا وشكرا لما تحقق. ما حصل سيسجل في التاريخ كآية من آيات الله في هذا الزمان الذي استفحل فيه الظلم والطغيان. وهذا النصر يجعلنا نترقب ونحن نلهج بالدعاء ونواصل صمودنا ودعمنا وتحركنا مع من أيدنا بنصره، فالقادم أعظم كما قلنا من قبل، وكم نحن مشوقون لرؤية النصر الإلهي القادم بترقب، وكلنا ثقة بأن هذه الأرض سيورثها الله لعباده المتقين الصابرين المجاهدين، يقول عز من قائل: "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص" صدق الله العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات