تَعرُّض المؤتمر الشعبي العام للاختراق عند تأسيسه نتيجة ميثاقه الوطني الذي شارك الإخوان المسلمون في صياغته، وأسقطوا آراءهم عليه، يتطلب الكثير من الاهتمام، خصوصاً وأننا في حالة حرب مع تحالف العدوان ومرتزقته، وبالتالي فإننا أكثر عرضة من ذي قبل للاختراق من جانب الطرف المعادي.
ولا يجب على المؤتمر أن يبقى سلمياً طول الطريق، وعليه الخروج إلى حمل السلاح، كما أنه لا يجب على أنصار الله البقاء في وضع القتال إلى الأبد، وعليهم الرجوع قليلاً إلى الخيار السياسي، وهذا تحقق بفعل الاتفاق السياسي بين المكونين، كما أن الحوار مع بن سلمان وبن زايد هو المهم في أية تسوية قادمة لإنهاء العدوان والحصار، وليس مع مرتزقة الرياض الذين لا يملكون هذا القرار.. وبالنسبة لمحافظة تعز، فالإخوان المسلمون وأيديولوجيتهم الوهابية هي السبب في عدم ظهور المحافظة بالشكل المرجو منها في مواجهة العدوان، (وتلقيت طلباً من توكل كرمان تبدي فيه رغبتها بالعودة إلى الوطن، ولكن بعد أن أعدها بأنه لن يتم احتجازها، فاعتذرت عن ذلك، لأن المخول في هذا هو المجلس السياسي، وليس عبده الجندي). . هذه مقتطفات من حديث عضو الأمانة العامة في حزب المؤتمر الشعبي العام ومحافظ تعز الأستاذ عبده محمد الجندي، في حوار خاص أجرته معه أسبوعية (لا)، ناقش مواضيع أخرى تخص الشأن المحلي، إليكم نصه.
الفعالية مواجهة للعدوان ومعركة مع خونة الحزب
ـ ما دلالة استثنائية ذكرى تأسيس المؤتمر هذا العام من حيث التحشيد والاستعداد؟
تعيش اليمن في حصار وعدوان منذ أكثر من عامين ونصف، وبالتالي فإن أية فعالية في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوى الوطنية تصب في مواجهة العدوان، وفعالية الذكرى التأسيسية للمؤتمر تسعى لتوجيه رسائل لعدة جهات، الأولى لتحالف العدوان بأنه يواجه شعباً بأكمله، وليس طرفاً سياسياً بعينه، فعندما يخرج المؤتمر بجماهيره ويخرج أنصار الله بجماهيرهم، يتضح للعالم أن العدوان هو على الشعب اليمني بأكمله، والرسالة الثانية لمن يزعم أنه يمثل المؤتمر الشعبي العام، وخصوصاً عبدربه منصور وأحمد عبيد بن دغر ومجاميعهما الذين كانوا جزءاً من المؤتمر، كي نقول لهم فيها هذه حشودنا فأين حشودكم سواء في الشمال أو في الجنوب.

غموض البوسترات
ـ ما هو تفسيرك لخلو بوسترات الفعالية من مضمون صريح يفيد مواجهتها للعدوان؟
اللجنة الإعلامية للفعالية هي من ابتدعت هذه البوسترات مثل (أنا نازل)، وإن كانت تقصد فيها بأنها نازلة إلى ميدان السبعين ضد العدوان، ولكن تركها غامضة يجعلها قابلة للتأويل، لهذا كان يجب ألا تظل بذلك الغموض، فالبلاد ليست في حالة انتخابات، وإنما في حالة معركة مع تحالف دولي.

في خدمة المعركة مع العدو
ـ ما الذي ستضيفه الفعالية إلى خندق المواجهة؟
المعركة هي عسكرية وسياسة واقتصادية وإعلامية ونفسية، ونحن نخوضها بكافة عناصرها، والفعالية التي يجهز لها المؤتمر تخدم معركتنا في ما يخص العنصر السياسي والإعلامي، بالإضافة إلى النفسي.
وبما أن أنصار الله في حالة حشود دائمة، حتى تفاجأ الكثير بقدرتهم على التوفيق بين الحشد إلى الميدان والحشد إلى الجبهات، فهذه ضرورة لإعطاء المقاتلين من الجيش واللجان الشعبية في الجبهات دفعات معنوية تساعدهم في الاستمرار في خوض المعركة وهم مطمئنون بأن خلفهم حضوراً شعبياً كبيراً، وبالتالي فإن قضيتهم وطنية، وليست قضية قتال فقط.

نصيب الأسد للإخوان في الميثاق الوطني
ـ هناك من يقول إن أيديولوجية الإخوان المسلمين هي من شغلت الإطار التنظيمي العام للحزب، ماذا تقول؟
حالياً لا أعتقد ذلك. 
ـ لماذا؟ 
لأن المؤتمر الشعبي العام اليوم شريك في مواجهة العدوان، وهذه الشراكة أيقظته، فهو يملك جمهوراً كبيراً جداً، ولكن كان في حالة جمود، والآن استيقظ لمواجهة الخطر الذي يهدده، وهذا الخطر هو القائم حالياً، ويهدد اليمن بشكل عام.
ولا شك أن هناك إخواناً مسلمين داخل الحزب، كونه حزباً كبيراً، وبالتالي هو قابل للاختراق، حتى يمكن أن نقول داخل أنصار الله أيضاً توجد مثل تلك العناصر أو أخرى متعاطفة معها.
فالمنتصر دائماً يكسب الجميع، بمن فيهم أعداؤه، والمهزوم يبقى في حالة خسارة. وأنا قلت ذات مرة لو استيقظ المؤتمر بجماهيره في المحافظات المتواجد فيها، وأعلن عصياناً، لأرهب الإصلاحيين ومؤيدي العدوان، فما بالك إذا ما شارك بالسلاح. وأنتقد المؤتمريين بشدة كونهم كامنين، فمثلاً في محافظة تعز داخل المديريات الواقعة تحت سيطرة المرتزقة، يوجد كثير من أبنائها من المؤتمريين، ولكنهم ما زالوا في حالة جمود، منتظرين ما سيتحقق في المناطق الأخرى كي يستجيبوا على إثره للمنتصر، لهذا من الضروري تحفيزهم ليستيقظوا، وفعالية 24 أغسطس تحقق هذا الأمر.
وكوننا في حالة حرب، فإننا بحاجة إلى استخدام كل ما بوسعنا، ونتوقع أن نتعرض لاختراق من قبل الطرف المعادي، فتصدر مواقف محسوبة علينا يساء تفسيرها وفهمها، وهناك أشخاص في المؤتمر يحاولون خلق ثغرة لم يستطيعوا خلقها في ما مضى من أشهر العدوان عبر هذه المناسبة، حتى إنني دعوت السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن يشير في خطاب له إلى أن أنصار الله بحاجة للمشاركة في الفعالية، ويوجه أنصاره بدخولها بشكل غير منتظم وعفوي، لدحض الدعايات التي تقول إن المؤتمر يحشد ضد شريكه في مواجهة العدوان، وأن ذلك الشريك متضرر من الفعالية. بينما لا يوجد ضرر لهم، فهم في فعاليات وحشود مستمرة بشكل كبير، ولو استطاع المؤتمر منافستهم فيها لأرعبوا العدو.
فالميثاق الوطني الذي تمت صياغته كان للإخوان المسلمين نصيب الأسد فيه، كون اللجنة التي تم تشكيلها لحل مشكلة الفراغ الحزبي عندما كان الشعار السائد هو (من تحزب خان)، وكلفت بصياغة الميثاق الخاص بحزب المؤتمر، حصل الإخوان على مقاعد كثيرة فيها، وسقطت آراء أعضائها على ما تمت صياغته، فكانت وجهة نظر الإخوان موجودة وبقوة. كما أن المؤتمر الشعبي العام عند تكوينه لم يكن حزباً واحداً، بل مجموعة من الأحزاب والأفكار الأيديولوجية المتنوعة.
ولهذا هناك أمور في الميثاق الوطني الخاص بحزب المؤتمر الشعبي العام تحتاج إلى تطوير، وليس إلى تغيير، ولابد من مراجعته، فالأيديولوجية هي كالكائن الحي تولد وتنمو وتتطور حتى تصل إلى مرحلة الشيخوخة، والقول بأن الميثاق صالح لما كان وما هو كائن وما سيكون، واعتقادك بأنك ستظل القوة المسيطرة، يعد فكرة خاطئة تماماً، وبالتعددية والديمقراطية أصبح اليوم من حق القوى التي كانت متهمة بأنها رجعية وظلامية، تكوين أيديولوجيتها الخاصة، ولهذا لا يجب على المؤتمر أن يبقى متمسكاً بتلك الأفكار التي فيها نوع من الضيق، بل عليه أن يراجع رؤيته لينفتح على بقية القوى.

الغرور مقبرة الأحزاب
ـ إذن، من هو المؤتمري من وجهة نظرك؟
هو الشخص الذي ولاؤه للوطن والشعب، والخالي من العقد الأيديولوجية المتزمتة، وينظر إلى الأمور بنظرة نسبية دون أن يدعي الكمال، والخوف على المؤتمر الشعبي يجب أن يكون الآن أكثر من أي وقت مضى، فعندما يرى جماهيره الغفيرة ويعتقد أنه القوة الموجودة على الأرض، دون أن يعمل حساباً للآخر، فهذا سيؤدي به إلى الهلاك، فالغرور مقبرة الأحزاب كما هو مقبرة الأبطال. وقد يكون الحزب قوياً في العمل السياسي نوعاً ما، ولكنه ليس بتلك القوة عند المواجهة المباشرة في ميادين الحرب والقتال كأنصار الله، ولن يتمكن من مجاراتهم فيها.

جارٍ التطهير
ـ الزعيم علي عبدالله صالح قال إن المؤتمر تطهر في 2011 ويتطهر إلى الآن، ما هي الطهارة التي قصدها؟ وإلى أي مستوى وصل فيها الحزب؟
الطهارة التي قصدها هي خروج العناصر الخائنة من الحزب، فالإخوان خرجوا، وقد يكونون ما يزالون موجودين حالياً وبكثرة، لهذا الحزب مستمر في التطهر.

هدف التحالف تحقق
ـ إلى أي حد يلبي تحالف المؤتمر والأنصار تحديات اللحظة، كونك من أول الأصوات الداعية إلى إنشاء هذا التحالف؟ وهل تحقق ما كنت تصبو إليه؟
هناك جوانب كثيرة تتحقق، المؤتمر الشعبي العام هو حزب سياسي وسلمي، لكننا لا نريد أن يبقى على هذا الحال طوال الطريق، وعليه الخروج إلى ميادين القتال، بينما أنصار الله نشأوا مقاتلين سواء عندما كانوا في مرحلة الدفاع أو الهجوم، ولا نريد أن يبقوا هكذا أيضاً، وعليهم الرجوع قليلاً إلى الخيار السياسي، وهذا تحقق في التحالف، فشعار الصرخة خاصتهم هو شعار الثورة التي ما زالت مستمرة بفعل العدوان، وشعار الثورة ليس شعار الدولة، ولكن ما زال مقبولاً حالياً لحشد الشعب في مواجهة العدوان الذي اتخذت قراره الدول دائمة العضوية كأمريكا وغيرها.
الشعب اليمني لم يعد يخاف ما يخسره سوى إرادته، ومهما اشتد بنا الجوع والوباء لن يخسرها وقد حقق ما لم تحققه معظم الشعوب التي كانت في مواقف شبيهة بموقفه، وهزمت شر هزيمة على يد ذات القوى الظلامية والاستكبارية، واستسلمت لها.

لا يشكلون رقماً
ـ ما هو سبب إنشاء ائتلاف اشتراكي ناصري مع أحزاب أخرى في القاهرة، في هذا التوقيت؟ وما هو الميدان الذي سيعمل فيه، سيما وأن الإصلاح أبدى استياءه منه؟
شعورهم بالضياع وإدراكهم أن شعبيتهم اختفت في الداخل، وأن قيمتهم ضئيلة في الخارج، دفعهم إلى محاولة إنشاء هذا الائتلاف علهم ينقذون أنفسهم وما تبقى لديهم. وبالنسبة للميدان الذي ذكرته في سؤالك، فبرأيي ليس موجوداً، لأنهم لا يشكلون رقماً.

مستقبل الجنوب في خطر
ـ كيف تنظر إلى مستقبل الجنوب في ظل الاحتلال وغياب المكونات المناهضة له؟
مستقبل الجنوب في خطر، وهذا الخطر ناتج عن التطرف الزائد سواء إلى أقصى اليمين أو إلى أقصى اليسار، فهو ينتج قوى متخلفة جداً، والهدف مما يحصل فيه هو تحقيق الانفصال، ظناً ممن يتبنونه أنه لصالحهم.
فنحن سلمنا بالفعل سلطة اليمن بأكمله لأيادٍ جنوبية، فالرئيس ورئيس الوزراء ووزراء الحقائب السيادية جميعهم من الجنوب، ونتيجة ذلك أن أبناء تلك المناطق لم يذوقوا فقراً ولا مهانة مثل الآن، مع أنهم استعانوا بدول الخليج وأدخلوها أرضهم لتغنيهم وتمنحهم الحياة الرغدة، لكنها لم تبنِ لهم سوى السجون والمعتقلات تعذبهم فيها حتى الموت، بل وصل الأمر بتلك الدول التي استنجدوا بها إلى ارتكاب جرائم جنسية بحقهم.
وقد قلت للصبيحة لا تصدقوا بأنكم تستطيعون حكم الجنوب، لأننا سبق أن عرضنا على محمود الصبيحي أن يتولى زمام الحكم بعد أن فر هادي إلى عدن، لكنه انقلب على أنصار الله وذهب إلى عدن، وحباً فيه عندما عاد من عدن وضعوه في السجن معززاً مكرماً، لأنه إذا خرج منه ستأخذه أمريكا أو يستضيفه المقيمون في فنادق الرياض ويأمرونه بقتال شعبه.

الإخوان حولوا تعز إلى عاصمة للصراع
ـ لماذا لم تحضر تعز في مواجهة العدوان بشكل يليق بحجمها ومكانتها؟
كانت تعز سباقة للاحتفاء بالأيديولوجيات المختلفة أياً كانت، فعندما أتى الاشتراكيون ذهبت في مقدمتهم، وعندما أتى الناصريون ذهبت في طليعتهم، وعندما جاء الوهابيون قفزت إلى حضنهم، فكان أبناؤها يهدفون من هذا لأن يكونوا في مقدمة الأحزاب بتنوعاتها، وفي حين حدثت مواجهة مسلحة بين أطراف معينة، يتجنبونها في محافظتهم، ويشاركون فيها في المحافظات الأخرى، ولكن الآن يحدث العكس تماماً، فهي هرولت إلى وسط المواجهة، ومن قادها إلى ذلك هم الإخوان المسلمون الذين حولوها من عاصمة الثقافة إلى عاصمة الصراع والحروب الطائفية والمناطقية المتطرفة، وهم السبب في عدم حضورها في مواجهة العدوان بالشكل المطلوب.
وطالبنا قيادات المرتزقة في تعز بأن يجنبوا المدينة حدوث مزيد من الدمار والقتل، وتسليمها للسلطة المحلية، وسنبادر نحن بذلك، وعلاوة على هذا يتولى إدارتها القيادي في صفوفهم علي المعمري، لكنهم رفضوا، واستمروا متمترسين بالأطفال والنساء. والمواطنون اليوم في المدينة يقولون رضي الله على أنصار الله.

توكل.. رغبة مشروطة في العودة
ـ ما هي نظرتك تجاه من يبدي رغبته من المرتزقة، خصوصاً في تعز، بالعودة إلى الصف الوطني؟ وكم عدد هؤلاء؟
يجب علينا أن نفتح قلوبنا لهؤلاء، فهم لم يذهبوا إلا لأسباب من بينها خداع قياداتهم لهم، والإصلاح اليوم في خطر كبير، فمحمد اليدومي قال أنا لست إخوانياً، مع إدراكه أن الجميع في الداخل والخارج يعرف أنه ينتمي للتنظيم، ويبدو أن نكرانه حقيقة انتمائه هو لتغطية الفضيحة التي وقعت فيها الجماعة، ولم يعد بمقدورها إخفاؤها بالتضليل على الناس.
كما أن حديث القيادي الإصلاحي محمد الحزمي مؤخراً، ومطالبته جماعته بالعودة إلى الوطن، يدل على وجود ذلك الخطر، وكونه في فترة من الفترات كان يمثل حجة عند المنتمين للحزب، فإن كلامه محسوب على الإصلاح، ويمثل توجهاته، بالإضافة إلى الكثير من القيادات.
وفي ما يخص تعز، فقد تلقينا طلبات كثيرة ممن هم في صف العدوان، أبدوا رغبتهم بالعودة إلى الوطن من خلالها، ولكنهم يريدون ضمانات لذلك، ولم نستطع بعد حصرهم في نسبة معينة توضح عددهم. والموافقة على إعطائهم الضمانات التي طلبوها تحتاج إلى مناقشة مع القيادة الممثلة بالمجلس السياسي الأعلى، كونه المخول بالتصريح بتلك الضمانات، وليس عبده الجندي، ومن ضمن من قدموا الطلبات واشترطوا ضمانات لعودتهم توكل كرمان التي أرسلت شخصاً من طرفها يقول لي بأنها تريد العودة، ولكن بعد أن أعدها بأنه لن يتم احتجازها، فأخبرته أنني لا أستطيع وعدها بهذا، ولكن سأحاول أن آتي لها بوعد من القيادة السياسية في البلد.

غياب دور البيوت التجارية
ـ لم تُسيِّر تعز منذ بداية العدوان إلا عدداً محدوداً من القوافل للجبهات، مع أنها محافظة تجارية وصناعية، ما الذي يجري؟
في الحقيقة، تعز هي مجموعة من البيوتات (هائل سعيد أنعم - توفيق عبدالرحيم وغيرهم)، هؤلاء الآن ليسوا متواجدين في البلد، وأنا مثلكم أستغرب غيابهم حتى في جانب الإغاثات الإنسانية، كما أنني خجل جداً لأن محافظتي لا تقدم تلك القوافل.
الحوار المباشر مع العدوان 
جوهر أية تسوية قادمة
ـ ما هو تصور عبده الجندي لشكل التسوية السياسة في حال تم اختيارها لوضع نهاية للعدوان والحصار؟
لا بد من أن نجلس نحن اليمنيين على طاولة واحدة لحل خلافاتنا، والاتفاق على تشكيل السلطة التي لم تعد موجودة بمنشآتها المدمرة بفعل قصف الطيران السعودي لها.
ولإيقاف العدوان يجب أن يكون الحوار مباشراً مع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، لأن الأطراف الداخلية التي شاركت معهم في العدوان علينا، لا تملك القرار الحاسم لإيقاف هذا، كون السعودية تغرق في المستنقع اليمني، ولو لم تشن حربها عليه لما اضطرت عائلتها الحاكمة إلى دفع كل تلك المليارات لترامب، كما هو الحال للإمارات التي أتت لتعيد محاولة الاستعمار البرتغالي في اليمن، وتحاول السيطرة على سواحل وموانئ الجمهورية.


وفي حوار سابق 


فعالية الذكرى التأسيسية الـ35 لحزب المؤتمر
الأستاذ عبده محمد الجندي في حوارمع صحيفة (لا) :اللجنة الإعلامية هي من ابتدعت شعارات الفعالية وتتحمل مسؤولية غموضها

منذ قرابة شهر وحزب المؤتمر الشعبي العام يبذل جهوداً تنظيمية هي الأولى من نوعها للحزب في تحشيد جماهيره استعداداً لإحياء الذكرى الـ35 لتأسيسه، والتي ستقام في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء في 24 أغسطس الجاري.
ويرى كثيرون أن الجهود المبذولة من قبل الحزب استثنائية تفوقت على تلك التي كانت تبذل في 2011 لحشد جماهير الحزب في مواجهة حشود اللقاء المشترك في ساحة الجامعة.. ولا شك أن لهذه التجهيزات الضخمة أسباباً خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد بسبب العدوان والحصار الذي ينفذه التحالف الأمريكي السعودي منذ أكثر من عامين، ومن الضروري توضيحها، خصوصاً وأن البوسترات الخاصة بها غامضة نوعاً ما، مما يدفع الشارع لطرح تساؤلاته بشأنها، سيما وأنه يرحب بأية فعالية من شأنها تعزيز الصمود في مواجهة العدوان لأي طرف من الأطراف الوطنية.استعداد هو الأول من نوعه في تاريخ الحزب
تمثلت الفعاليات التي يقيمها المؤتمر الشعبي العام لإحياء ذكرى تأسيسه خلال السنوات الماضية، في خطابات متلفزة وأحياناً مكتوبة لرئيس الحزب, بالإضافة إلى بعض الفعاليات الفنية والخطابية بشكل بسيط.
إلا أن الذكرى الـ35 لتأسيس الحزب، والتي ستقام في الـ٢٤ من الشهر الجاري, تحظى بتحشيد كبير من قبل الحزب، وجهود كبيرة لاستكمال التجهيزات اللازمة للفعالية. حيث عقد الحزب لقاءات تنظيمية في معظم محافظات الجمهورية قبل شهر تقريباً، دعا فيها أنصاره للمشاركة في فعالية السبعين، وتستمر قيادات المؤتمر بالمتابعة والإشراف على التجهيزات في تلك المحافظات.
وتسهم وسائل إعلام المؤتمر الشعبي العام في عملية الحشد من خلال دعواتها المتكررة على شاشة قناة أو صحيفة (اليمن اليوم) والمواقع الإلكترونية وكذلك صحيفة (الميثاق) الناطقة باسم الحزب, ولكن معظمها أضفت على دعواتها شيئاً من الغموض كما هو البوستر الخاص بالفعالية الذي دشن في مواقع التواصل الاجتماعي, والنشيد الخاص بها.

غموض بوسترات الفعالية يجعلها قابلة للتأويل 
لا شك في أن عدم صراحة مضمون البوسترات الخاصة بالذكرى الـ35 لتأسيس حزب المؤتمر في مواجهة العدوان، يدفع الوطنيين الصامدين في وجه العدوان إلى التشكيك في وطنية الفعالية، وبالتالي وطنية الحزب.
فمعظم المنتمين للحزب من قيادات تنظيمية وإعلامية وغيرها اتخذت من (أنا_نازل) شعاراً لصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي, ما دفع القاعدة الشعبية إلى استخدامه مع أنه لا يحمل أية كلمات أو جمل تؤكد على أن الفعالية تصب في خندق مواجهة تحالف العدوان الذي تقوده السعودية.
بالإضافة إلى أن كلمات الأبيات الشعرية التي اتخذتها اللجنة التنظيمية للفعالية نشيداً رسمياً لها, متجردة من أي مدلول لمواجهة العدو الذي شن حربه وفرض حصاره على الوطن لأكثر من عامين، ولم تعرّف به صراحة كما في (يا الرجال الأشاوس يا الجبال الغرر.. احشدي كل فارس خصمنا قد فجر), واكتفت بالحث على تحشيد الجماهير للحضور.

الجندي يحمل اللجنة الإعلامية للفعالية مسؤولية غموض بوستراتها
حمّل الأستاذ عبده الجندي، عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اللجنة الإعلامية للفعالية مسؤولية ما ستفضي إليه الشعارات الغامضة كـ(أنا نازل) وغيرها من تأويلات وتفسيرات لدى البعض، حتى وإن كان القصد في تلك الشعارات هو النزول إلى ميدان السبعين للمشاركة في الفعالية.
وقال الجندي لصحيفة (لا): اللجنة الإعلامية للفعالية هي من ابتدعت هذه الشعارات، وتتحمل ما يترتب عليها وما قد يطلقه البعض من تفسيرات, فالمرحلة ليست مرحلة انتخابات، بل مرحلة عمليات عسكرية في الجبهات لمواجهة عدوان، وما كان يجب أن تتخذ كشعارات للفعالية.

الفعالية وطنية ضد العدوان وخونة الحزب
نتيجة لما صدر ويصدر من شخصيات محسوبة على المؤتمر في منشوراتها التحشيدية للفعالية على صفحاتها في (فيسبوك)، من مهاجمة للمكون الوطني الأبرز في المواجهة، والمتمثل في جماعة أنصار الله, وأن الفعالية هي لتعريفهم بحجم المؤتمر الشعبي العام, يعتقد الشارع أن الفعالية ليست لمواجهة العدوان، وإنما نكاية بشريك المؤتمر في الدفاع عن الوطن، لهذا وجب بيان حقيقة إحياء الفعالية وكشف مدلولاتها، خصوصاً في هذا العام وهذه الظروف, ففي حال رفع المحتشدون لافتات من شأنها خدمة العدوان والمساس بتضحيات الشعب ودماء شهدائه التي بذلوها في سبيل الانتصار وعدم الخضوع، فسيحدث انشقاق في الصف الوطني ويضعف الطرف المقاوم لصلف العدوان.
وكشفت بعض قيادات الحزب في لقاءات لها على شاشة قناة (اليمن اليوم)، بعضاً من اللبس في هذا الموضوع، حيث أكدت أن الفعالية وطنية غرضها الأول وعنوانها الرئيسي هو مواجهة العدوان لا غيره.
وفي حديثه لأسبوعية (لا) حول هذا الموضوع، أكد القيادي في حزب المؤتمر عبده الجندي أن قضية الفعالية الرئيسية هي مواجهة العدوان، خصوصاً وأن المعركة قائمة معه, كما تسعى لتوجيه رسائل لأكثر من جهة متصلة به، الأولى للدول المعتدية بأن حربها ضد شعب وليس طرفاً بعينه، وتتحقق هذه الرسالة من الحشود التي تخرج سواء للمؤتمر أو لأنصار الله, والثانية موجهة لمن يدعي أنه يمثل المؤتمر الشعبي العام كعبد ربه منصور وأحمد بن دغر ومجاميعهما التي كانت بالفعل تنتمي للحزب، ومفادها (هذه حشودنا فأين هي حشودكم).
وأشار الجندي إلى أن المعركة التي نخوضها مع العدوان هي سياسية وعسكرية وإعلامية ونفسية واقتصادية، كون هذه هي عناصر الحرب, وبالتالي فإن الفعالية تخدم صمود الشعب في المعركة السياسية والإعلامية. مضيفاً أن أنصار الله في حشود دائمة وغرضهم إعطاء دفعة معنوية للمقاتلين في الجبهات ليتمكنوا من الثبات والصمود في المواجهة، وبالتالي يتحقق الجانب العسكري والنفسي.

الشهداء الذين سترفع صورهم في الفعالية
تستمر الأصوات التي حاولت دفع أنصار شريك المؤتمر في الاتفاق السياسي إلى التشكيك بوطنية فعالية إحياء ذكرى تأسيسه الـ35, في مزاولة أنشتطها الرامية إلى حرف مسار الفعالية، حيث وصل بها الأمر إلى حد إضفاء الغموض على من بذلوا أرواحهم في مختلف ميادين وجبهات القتال من أبطال الجيش واللجان الشعبية في سبيل الذود عن تراب الوطن, مع أن رئيس الجمهورية السابق زعيم المؤتمر الشعبي العام دعا إلى رفع صور الشهداء سواءً الذين ضحوا بأنفسهم في جبهات القتال مدافعين عن الوطن أو الشهداء الذين سقطوا جراء غارات طيران تحالف العدوان في الفعالية.
حيث تضمنت منشورات هذه الأصوات المحسوبة على المؤتمر تعليمات ادعت أنها تنظيمية, تمنع رفع صور الشهداء من أفراد اللجان الشعبية ما لم تتم إزالة شعار الصرخة منها, مع إدراكها أن جميع من استشهدوا سواء من الجيش واللجان يتم تمييز صورهم بالخلفية الخضراء وشعار الصرخة، أولهم الشهيد العميد حسن الملصي (أبو حرب) ضابط القوات الخاصة في الحرس الجمهوري، وغيره من الجنود الذين انطلقوا في سبيل الله منذ بداية العدوان وحتى الآن.
وتحدث الكثير عن أن عملاء ومرتزقة العدوان عمدوا إلى نشر صور قتلاهم في شوارع العاصمة دون شعار الصرخة والتي تميز من استشهدوا وهم يدافعون عن الوطن عمن قتل وهو مع الطرف المعادي. وأبرز من دعوا إلى هذا الأمر هم من عملوا على خلخلة الصف الوطني خدمة للأعداء كالمحامي محمد المسوري وغيره.
إن التباينات الظاهرة في الفعالية الخاصة بذكرى التأسيس، أكدتها الممارسات غير الوطنية الصادرة من بعض المنتمين للمؤتمر الشعبي العام، والمنافية لتوجه الزعيم علي عبدالله صالح, رئيس الحزب، على أن المعركة بينه وبين الخونة في حزبه قائمة حتى الآن، وأن عملية تطهير حزبه التي تحدث عنها في 2011 لم تتم كلياً, وبالتالي فإن ميدان السبعين سيكون في الـ24 من الشهر الجاري ساحة لمعركة بين الزعيم صالح والوطنيين من حزبه من جهة، وبين الخونة بقيادة الفار هادي من جهة أخرى، وربما تحسم الصراع القائم منذ 5 سنوات، وتحدد المنتصر فيه.