حاورتها: بشرى الغيلي / لا ميديا -
من مزرعةِ الكلية بدأ طموحها الصغير يكبر يوما بعد آخر حتى صار جزءا من برنامجها اليومي، وبمجرد أن تذوق منتجاتها الأهل والمقربون شجعوها على الاستمرار لميزة وجودة ما تقوم بصناعته بطريقة صحية، ومن مطبخ منزل عائلتها صار المشروع الصغير يساعدها باحتياجاتها الجامعية ومساعدة أسرتها التي هيأت لها سبل النجاح، جوى التي تقول لنا: معنى اسمي الحُب الكبير، لذلك أصنع منتجاتي بكل حُب، وصار اسمها مقترنا بمنتجاتها.. تحلم أن يكون لها مزرعة أبقار خاصة ومعمل لتغطي محافظات اليمن بمنتجات «جوى» ثم مصنع لتصدرها عالميا.. طموح لا حدود له وهي ماتزال طالبة على مقاعد الدراسة، هكذا هم العظماء عندما تتجاوز طموحاتهم الشخصية هموم الوطن الكبير ليصبحوا أهم أعمدته اقتصاديا.. هنا تواصل»لا» مع قرائها الكرام ومتابعيها نقل قصص النجاح الرائعة على صفحاتها، وضيفتنا في هذا اللقاء جوى عبدالإله الوزير، فإلى تفاصيل الحوار.

جبنة جوى
 جوى.. صانعة الأجبان والزبادي بجودةٍ عالية وهي ماتزال على مقاعدِ الدراسة.. حدثي قراء «لا» عن بداياتكِ وكيف جاءتكِ الفكرة؟
أول ما ظهرت نتيجتي للمرحلة الثانوية دعوت الله أن يختار لي ما فيه الخير لمستقبلي، وأن يكتب لي الخير بالكلية المناسبة ويصرف عني شرها، رغم أنني لم أكن على درايةٍ وإلمام بالتخصصات الجامعية حينها، وعند دخولي كلية الزراعة أعجبتني لأنها مجال عملي وممتعة للغاية، فسجلت فيها وتم قبولي بحمد الله، درست أنا ولجين توأمي زراعة سنتين عام وبعدها قمنا باختيار تخصصاتنا المفضلة، لجين دخلت «قسم الإنتاج الحيواني»، وأنا دخلت «قسم علوم وتقنية الأغذية»، هذا القسم من أفضل الأقسام في كلية الزراعة لأن لديه مستقبلاً ومشاريع واسعة.
جاءت فكرتي في صناعة الأجبان والزبادي من خلال تخصصي الدراسي، وكانت الفكرة أن أصنع منتجات غذائية من مواد خام طبيعية ونظيفة ذات قيمة غذائية مرتفعة جداً وخالية من المواد الحافظة والملونة والمثبتة وغيرها من المواد المسرطنة المضرة بالصحة، والتي تقصر من عمر الإنسان، ثم بدأت أصنع أجباناً طرية من حليب أبقار الجاموس من مزرعة كلية الزراعة، وأضيف للجبنة زبدة بجودة عالية، أو زيت زيتون من نوعية ممتازة، بعدها انتقلت لمرحلةِ توزيع منتجاتي من الأجبان والزبادي للأصدقاء، والأهل، وأعجبهم كثيراً، وشبهوها بالأجبان العالمية لقيمتها الغذائية العالية، وتوسعت في الترويج للأجبان فقمت بفتح صفحة على «فيسبوك» سميتها «مزرعتي في بيتي»، وبدأ الطلب عليها بشكل كبير وقمت بتسمية الجبنة باسمي «جبنة جوى»، ومعنى اسمي: الحب الكبير، أي أني أصنع المنتجات الغذائية بحب ومصداقية، سميت جميع المنتجات التي أصنعها والتي سوف أصنعها باسم «جوى»، بعد أن لاحظت الطلب على الجبن كبيراً، فطلب مني الزبائن أن أصنع الزبادي، فقمت بتصنيع الزبادي، وأعجب الأهل أيضا من حولي، كذلك كبار السن بشكل كبير وبنسبة 100 ٪ فأثنوا على الزبادي لأنه عالج لهم الكثير من الأمراض المعوية والقولون والمعدة، وصحتهم تحسنت، ثم بدأت أوزع المنتجات في مركز المدينة «مخبز بيتي» بشارع العدل.

تخصصي أضاف لي الكثير
 تحرصين على جودة المنتج الذي تقومين بتصنيعه وتضيفين مواد صحية وخالية من المواد الحافظة والمسرطنة.. هل تخصصكِ الجامعي أضاف لكِ هذه الخبرات لتكون انطلاقتكِ مدروسة؟
تخصصي علمني الكثير في الصناعة الغذائية وكيفية المحافظة على المنتج من التلف ومعرفه أنواع البكتيريا والجراثيم والفطريات الضارة والنافعة، ومعرفة التراكيز والنسب في المنتج، ومعرفة كيفية التعقيم والبسترة في الجبن، وتعلمت كيف أنزل منتجاً للسوق للبيع وكيف أحافظ عليه من التلف، ومعرفة قيمة مكونات الغذاء وما أهميتها للجسم مثل الكربوهيدرات، والبروتين، والدهون، وكم السعرات الحرارية التي يحتاجها الفرد في اليوم، وما هي المواد الضارة الموجودة في المنتج المستورد الذي يباع في السوبر ماركت، ومدى خطورته على الجسم في المدى القصير، والمدى الطويل.

نوعان من الجبن
 نوعان من الجبن تقومين بصناعتهما، ما هي المميزات بينهما؟ وهل يتم إعدادهما حسب طلب الزبائن؟ وأيهما أكثر عائدا بالربح لكِ؟
أصنع نوعين من الجبن: «جبن بإضافة الزبدة» وجبن بـ«إضافة زيت الزيتون».. كلا النوعين مربحان لأن كبار السن ومرضى ضغط الدم المرتفع والصحيين يفضلون الجبنة بزيت الزيتون، أما فئة الشباب وبقية الفئات فيفضلونها بـ«إضافة الزبدة»، لأن مذاقها ألذ من جبنة زيت الزيتون، ولكن عند طلبهم للجبن فإنهم يطلبون النوعين كل مرة، والبعض لا يفكر في نوعية الجبنة، يعود سبب ذلك لمعرفته بأهمية القيمة الغذائية التي تحتوي عليها.

اكتفاء ذاتي
 بما أنكِ ماتزالين طالبة، هل ساعدكِ مشروعكِ بتحسين دخلكِ واحتياجاتكِ ودخل أسرتكِ؟ وبماذا تنصحين زملاءكِ من نفس التخصص؟
نعم نوعا ما ساعدني في توفير احتياجاتي الخاصة والجامعية، من ملازم وكتب وغيرها.. فكرة المشروع جدا رائعة لأنها تجعل الشخص يكتفي ذاتيا، وتجعله يعتمد على نفسه ويصرف على أهله. ونصيحتي لكل الشباب والمتخصصين الغذائيين أن يصنعوا منتجات غذائية من مكونات طبيعية وصحية مغذية تهاجم الأمراض والفيروسات، وترفع من قوة الجهاز المناعي.

مصنع خاص بالأجبان
 ما هي طموحاتكِ المستقبلية لتطوير وتوسيع مشروعكِ الإنتاجي؟
طموحي أن أفتح معملا، ثم مصنعاً مع توفير الأجهزة الداخلة في صناعةِ الجبن والزبادي كي أنتج بكميات كبيرة وأوزعها في جميع مناطق اليمن، ثم أتوسع بتصدير منتجنا المحلي عالميا، وبإذن الله سوف أصل لذلك.

حضّانات لصنع الزبادي
 المشاريع الصغيرة التي تبدأ بدايات قوية ومثمرة تحتاج لمن يقف معها حتى تكبر وتنهض باقتصاد البلد.. ما هي رسالتكِ للجهات المختصة؟
رسالتي للجهات المختصة بدعم المشاريع الصغيرة وتوسيعها والتشجيع بالشراء من أصحابها وعدم الاستيراد من الخارج، وأتمنى مساعدتي للتمكن من شراء الآلات الخاصة بصناعة الأجبان، وحضّانات لصنع الزبادي وغيرها من الآلات.

دور تشجيعي كبير
 لاحظنا أن الجو الأسري مهيأ لنجاح مشروعكما أنتِ وتوأمكِ لجين.. ما هو دور الوالدة والوالد في ما وصلتما إليه؟
كان لهما الدور الكبير بعد الله في تشجيعنا في مشاريعنا، تشجيعنا معنوياً ومادياً.
 ذكرت أنكِ تصنعين الأجبان في مطبخ بيتكم.. هل كلفكِ ذلك شراء معدات خاصة؟ أم أنه بالإمكان إنتاجها بالأدوات العادية؟
يمكنني إنتاجها بالأدوات العادية، لأن صناعة الجبن تحتاج إلى غاز، وخلاط، وثلاجة، وأتمنى توفير أجهزة كبيرة لصناعة أجبان بكميات أكبر لأتمكن من مضاعفةِ الإنتاج.

منتجات حسب الطلب
 هل تقومين بتوزيع «جبنة وزبادي جوى» على البقالات يوميا أو أسبوعيا؟ وبكم سعر العلبة الواحدة؟
نعم بدأت أوزع في بقالات، ولكن بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع تعرفتها تنطفئ ثلاجاتهم لساعات، وهذا يؤثر سلباً على الجبن والزبادي الطبيعي، أيضاً في «مركز بيتي» أمام مدرسة خالد بن الوليد شارع العدل، كذلك حسب الطلب عبر «فيسبوك» اسم الصفحة «مزرعتي في بيتي»، وسعر علبة الجبنة 1500 ريال، بينما سعر علبة الزبادي 300 ريال.

نشتري صحتنا
 علبة الجبنة 1500 ريال، والزبادي 300 ريال.. هل هذه الأسعار برأيكِ تتناسب مع وضع المواطن اقتصاديا، أم أن هناك أسباباً أخرى لرفع التسعيرة؟
بعض الزبائن لديهم الوعي الصحي قالوا لي: نحن نشتري صحتنا، لأنه إذا لم يوجد غذاء صحي للجسم، في المستشفيات، يدفع لها 100 ألف فحوصات وأدوية، برغم أن دخل المستهلك ضعيف، إلا أنه يمتنع عن شراء غذاء صحي كونه مرتفعاً سعره، وبالمقابل قادر على دفع 70 ألف ريال ثمن فحوصات وأدوية تتراكم في كبد الإنسان، وهذا يجعلني أعاني بسبب قلة وعي المستهلكين، ولكن والحمد لله بدأنا نتجاوز ذلك، إذ إن هناك كثيرين بدأوا يعون أهمية جبنة وزبادي جوى، لما لهما من تأثير إيجابي على صحتهم، بالإضافة إلى أني أستخدم أفضل أنواع الزبدة وزيت الزيتون، وغيرها من المكونات الداخلة في الصناعة، مكونات أسعارها مرتفعة، وكوني مهندسة في تصنيع الأغذية أستطيع صنع أجبان من مكونات رديئة كي أحصل على أرباح خيالية، ولكن هذا لا يخدم وطني كونه مدمراً لصحة الإنسان، يكفينا هدماً لصحتنا، فنحن نبني أجسادنا على مكونات أغذية في قمة الرداءة وسيئة جدا لأننا لا نعرف مكونات الأغذية التي نتناولها، والتي نستوردها، وكم كمية المواد الحافظة الهائلة الداخلة في الغذاء والصبغات، والمثبتات وغيرها.

أحصل على الحليب من مزارع أبقار
 الأجبان عادة تحتاج إلى جاموس، هل متوفرة لديكِ بالمنزل أو تأتين بها من مصدر آخر؟
مشتقات الحليب مثل الأجبان والزبادي وغيرها يمكن صنعها من أي حليب، ولكني أحرص أن أصنع من حليب بقر جاموس لأنه طبيعي ومغذ، ولا يوجد لدي أبقار خاصة، ولكنني أحصل على الحليب من مزارع الأبقار.

أطمح لتوفير مزرعة خاصة
 هل تطمحين لوجود مزرعة أبقار خاصة بكِ تصنعين منها الأجبان؟
بالتأكيد أطمح لتوفير مزرعة خاصة بي، مزرعة أبقار كي أعتني بتغذيتها السليمة ومعرفة مكونات الأغذية المقدمة لها، وخلوها من الأمراض وغيرها من الإجراءات الصحية، وأن تكون المزرعة قريبة من المصنع لتفادي حدوث تلوث للحليب، وغيرها من الطموحات التي أسعى إليها.
 لنتفاءل معكِ يا جوى ونغمض أعيننا لنفتحها على ماركة «جوى» تنافس أكبر المصانع الإنتاجية، هل تحلمين يوما بتصدير منتجكِ عالميا؟
بالطبع أسعى لتحقيق طموحي الكبير وتوزيع منتجاتنا للعالم، وأن نصبح دولة يمنية ذات اقتصاد قوي ومكتفية ذاتيا.

شكرا «لا»
 بماذا تختمين لقاءنا معكِ؟
أختم بالشكر الجزيل لصحيفة «لا» لأنها منحتني الفرصة أن أتحدث على صفحاتها عن مشروعي، وأن أشجع الشباب والشابات في عمل مشاريعهم الخاصة، ورسالتي أن نكتفي ذاتياً، ونتوقف عن شراء المعلبات والمواد الغذائية من الدول الخارجية، وأن نصنع وننتج محليا، لأن وطننا تزرع تربته فواكه، وخضروات، وتوابل وغيرها من المواد الداخلة في التصنيع الغذائي، ذات جودة عالية ونكهة قوية، ولذيذة ومغذية.. «بلدة طيبة ورب غفور». صدق الله العظيم.