حوار خاص / لا ميديا -
الرفيق الأول للسيد حسين بدر الدين الحوثي، وُصف عند العامة بأقوى شخصية قيادية في حركة أنصار الله، الشجاعة والبسالة والقيادة والوفاء لآل البيت تجسدت في مسيرة حياته. ولد في محافظة صعدة من عائلة متدينة وذات مرجعية قبلية وعرفية عريقة في قبيلة همدان بن زيد (إحدى أهم القبائل اليمنية). تربى في حجور العلم والتقوى والزهادة والعبادة، وفي هذه المدينة التاريخية التي تُعد المعقل الأكبر للعلماء والفضلاء، تتلمذ على يد الكثير من علماء ومرجعيات المذهب الزيدي، كان أبرزهم العلامة بدر الدين أمير الدين الحوثي الذي مثل المُلهم الأول لـ»عبدالله الرزامي» إذ تتلمذ على يديه واغترف علوم الفقه والخطابة والعلوم الدينية المختلفة منه. مارس العمل السياسي حيث شغل منصب عضو مجلس نواب في البرلمان اليمني عن حزب الحق مع السيد حسين الحوثي في التسعينيات من القرن الماضي، كما كان أحد أبرز المؤسسين لحركة الشباب المؤمن، ومن ثم حركة أنصار الله. شارك في الدفاع عن السيد حسين الحوثي خلال الحروب الست التي شنها النظام السابق آنذاك، ودافع ولايزال يدافع بكل بسالة وإيمان عن مظلومية اليمن واليمنيين وضد الحرب المفروضة من تحالف العدوان. تحت قيادته عدد من الكتائب والألوية العسكرية التي ترابط في جبهات الحدود وعشرات الجبهات المفتوحة على طول امتداد المساحة الجغرافية لليمن. إنه الوالد العلامة والمجاهد عبدالله عيظة صالح الرزامي المعروف بـ«أبو يحيى الرزامي»، الذي نستضيفه في هذا الحوار.

وعود إلهية
 العلامة أبو يحيى الرزامي، في ظل تحول اليمن ونجاح مسيرة الأنصار في الوصول إلى الأقطار الدولية، وباعتباركم هامة في هذه المسيرة وأحد أركانها، هل توقعتم هذا الوصول؟
أولاً الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
لقد جاءت رسل ربنا بالحق.. نعم إننا كنا نتوقع هذا وأكبر وأعظم منه من قبلُ، بناءً على الوعود الإلهية التي تناولتها الآيات القرآنية والتي بينها لنا مولانا السيد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي (عليه السلام).

أمريكا و«إسرائيل» رأس الكفر والشيطان الأكبر
  هل كان السيد حسين وأنتم بجواره تتوقعون العدوان السعودي الإماراتي على اليمن؟ وماذا تقولون في هذه التطورات العسكرية اليمنية الملحوظة التي استطاعت كسر شوكة الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات؟
مولانا السيد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي (عليه السلام) رجل قرآني، والقرآن يركز على أن اليهود هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، لذا أعلن صرخته في وجه المستكبرين المتمثلة في الشعار: «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام» في وقتٍ ساد الصمت والتراجع من الجميع، وأيضاً قدم ثقافة قرآنية من خلال ملازمه، وهو أيضاً يعلمنا ويوجهنا عن علم أن نُحمّل أمريكا و«إسرائيل» المسؤولية عن كل ما يجري من أحداث في العالم ولاسيما الأمة العربية والإسلامية باعتبار أمريكا و«إسرائيل» رأس الكفر والشيطان الأكبر كما سماها الإمام الخميني (رحمه الله)، ولها توجُّه بقصد وعناية في إفساد البشر والهيمنة على كل الشعوب ونهب خيراتها وضرب الأمة بعضها ببعض، وكنا نتمنى ألا تتورط السعودية والإمارات في حرب اليمن، ولكن الشيطان كما قال الله عنه يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير.
وأما بالنسبة للتطور الذي حصل في جميع المجالات فالفضل أولاً لله الذي وفق وألهم وأعان ونصر وسدد، كما قال في محكم كتابه: «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين».
وأيضاً نتوجه بالشكر لسماحة مولانا وسيدنا وقائدنا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله ورعاه) على ما بذله من جهود متواصلة حتى وصلت الحال إلى ما وصلت إليه. وأيضاً نشكر القيادة السياسية المتمثلة في الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى الرئيس مهدي المشاط، والإخوة في التصنيع العسكري من الجيش واللجان الشعبية ورجال القبائل وكل مكونات هذا الشعب العظيم رجالاً ونساءً على ثباتهم وصمودهم ودعمهم المستمر، وهذا ليس غريباً على أبناء هذا الشعب العظيم المظلوم المحق في جهاده.

لن ينفعهم الصهاينة
 ماذا توجهون للإمارات من نصح أو تهديد بعدما شعرت بحجم الخطر اليمني؟
نقول للإمارات وغيرها إننا الآن قد تجاوزنا سبعة أعوام في الحرب ولم تحقق الإمارات ولا غيرها أي شيء يذكر لهم، وإنما هم عبارة عن منفذين لتوجيهات أمريكا و»إسرائيل»، وأن الذي لم يحققوه خلال سبع سنوات لن يستطيعوا أن يحققوه في ما سيأتي من الوقت، وإنما سينقلب عليهم الوضع رأساً على عقب وستخسر كل شيء، ولن ينفعها الصهاينة بشيء اللهم إلا تسريع زوالهم وذهاب ملكهم وخسارتهم في الدنيا والآخرة وتقلص اقتصادهم، وهو نتاج طبيعي لخيانتهم للأمة العربية والإسلامية لاسيما فلسطين، وذلك بتحالفهم مع اليهود والأمريكان أعداء الإسلام والمسلمين.

من يرتمي في حضن العدو ليس منا
 ما هو سبب هذا النجاح اليمني في إسعاد قلوب العرب قبل اليمنيين بضرب وتأديب الإمارات؟
السبب أن الشعوب العربية والإسلامية لايزال فيها من يعادي اليهود والأمريكان؛ باعتبارهم أعداء الأمة الإسلامية والعربية، فعندما خرجت دويلة الإمارات من حضنها العربي ومحيطها الإسلامي وارتمت في حضن «إسرائيل» بهذه الوقاحة لم يعودُوا منا، كما قال الله عمن تولى اليهود والنصارى: «يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين».
وهو شيء طبيعي أن يفرح أي مسلم بضرب أبوظبي ودبي أثناء تواجد أشد أعداء الأمة فيها، وهو رئيس اليهود وكبيرهم.

التبعية سبب استمرار الحرب
 كيف تتوقعون المرحلة القادمة هل لاحت نهاية الحرب أم أنها بدأت؟
استمرار الحرب يرجع إلى استمرار التبعية من حلفاء اليهود لليهود وتقديم مصلحة اليهود على مصالحهم، فمتى ما عادت للعرب عوازب أحلامها ورفضت اليهود والسير خلفهم وتنفيذ خططهم، فالعرب بطبيعتهم سيلتقون وبإمكانهم وقف الحرب بسرعة.

تميز القيادة الثورية
 ما هي دلالات ضرب الإمارات اليوم تزامنا مع وصول رئيس الكيان الصهيوني إليها؟
من أهم دلالات ذلك الضرب إظهار اليهود على حقيقتهم وأنهم ضعفاء وليس كما يروج لهم من الهول الإعلامي التابع لهم.
وأيضاً من الدلالات الواضحة تميز القيادة الثورية المتمثلة في مولانا السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، حيث تجلى أنه من يحمل هم الأمة ومن يعادي عدوها ومن يوالي وليها، ولاسيما في هذا الزمان الذي يضعف فيه الكثير ممن هم محسوبون على الأمة.
ومن دلالاتها ما قاله الإمام علي (عليه السلام): «إذا كان الرفق خُرقاً كان الخُرقُ رفقاً».
ومن دلالاتها تحقق ما قاله الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم: «إني أجد نفس الرحمن من قِبل اليمن».

جاء وعد الآخرة
 وماذا تقولون للكيان الصهيوني بخاصة عندما أعلن مسؤولوه أنهم يشعرون بالقلق من الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة؟
نقول لهم ما قال الله: «يا أهل الكتاب آمِنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا».
وأيضاً قوله تعالى: «فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً وبالحق أنزلناه وبالحق نزل».
وقوله تعالى: «فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً».. وخلاصة ما نقول لهم جاء وعد الآخرة.