في كل مرة يفاجئ فصل الشتاء السلطات السعودية، باعتبار أنه ليس بالأمر المتوقع. هكذا يتعاطى النظام السعودي مع أزمة غياب الخدمات، من منطلق المفاجآت غير المحسوبة. فقد تسببت سيول مدمرة الخميس الماضي في سقوط ضحايا وتعليق الدراسة والرحلات الجوية في محافظة جدة غربي المملكة، وإغلاق عدد من الطرق والأنفاق في مكة المكرمة المجاورة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في مكة المكرمة العقيد محمد القرني إن "حالتي وفاة سجلتا"، داعيًا "الجميع إلى عدم الخروج إلا للضرورة حتى نرى مستجدات الأرصاد".
وبثّ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر سيولًا عارمة، وهي تجرف في طريقها كل ما على الطرقات، بما في ذلك عدد كبير من السيارات.
بدورها، قررت إمارة مكة المكرمة إغلاق طريق "مكة -جدة" بسبب السيول، بالإضافة إلى "إغلاق عدد من الأنفاق المرورية". وبثّ أحد الناشطين مقطع فيديو لسيول تقطع طريق "مكة -جدة" وتعطل حركة السير.
ما شهدته المحافظتان، أثار موجة من السخط والاعتراض على إهمال السلطات، من قبل العديد من الناشطين السعوديين على "تويتر".
وقال عادل السعيد، نائب رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان: "جدة تغرق من الفساد وعدم الرقابة والمحاسبة. استطاعت السعودية تهجير ما يقارب ربع السكان وتدمير ممتلكاتهم في غضون أشهر، من أجل إعادة تخطيط المدينة كما تدعي، ولكنها لم تستطع إنشاء بنية تحتية قوية في مدينة تتعرض للسيول كل عام تقريبا، على امتداد 14 سنة".