حوار / عادل عبده بشر / لا ميديا -
تصاعدت الأحداث في الأيام الأخيرة عسكرياً وسياسياً، نتيجة قوة واستراتيجية المعادلة التي فرضها اليمن في معركة الانتصار للشعب الفلسطيني، وتطور الأمر إلى عدوان غاشم لتحالف أمريكي بريطاني على صنعاء وعدد من المحافظات في خارطة السيادة اليمنية، وسبق ذلك قرار «الفضيحة» الصادر من مجلس الأمن، وفي سياق ليس ببعيد كشفت وسائل إعلام عبرية عن مبادرة قطرية لإيقاف الحرب في غزة مقابل نفي قيادات المقاومة من القطاع، وتزامن ذلك مع جولة لوزير خارجية أمريكا في المنطقة، أعادت تسويق التطبيع مع الكيان المؤقت، الذي أكمل مائة يوم من حربه الإجرامية في غزة والضفة.
حول كل ذلك أجرت صحيفة «لا» حواراً مع الدكتور ماهر الطاهر، مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي.

مبادرة الخروج من غزة
تحدثت وسائل إعلام عبرية، مؤخراً، عن مبادرة قطرية لوقف الحرب مقابل خروج قيادة المقاومة من غزة وتبادل الأسرى على مراحل.. ما صحة هذه المبادرة وموقف فصائل المقاومة منها؟ وما الجديد المطروح على طاولة المقاومة منذ اغتيال الشهيد صالح العاروري؟
في البداية أوجه التحية لصحيفة «لا» اليمنية والتحية العظيمة الجليلة لأنصار الله وللشعب اليمني، الذين رفعوا رأس الأمة العربية والإسلامية عالياً، ورفعوا رؤوس أحرار العالم كله في مواجهة الظلم ومواجهة الاستكبار العالمي والإمبريالية الأمريكية عدوة الشعوب والإنسانية، نوجه التحية لشعب الإباء والشهامة والحضارة في اليمن، الذين وقفوا إلى جانب شعبنا الفلسطيني بكل قوة ومبدئية معبرين عن أصالة شعب اليمن وعروبته وتمسكه بالحق حيث لا يخشى في قول الحق لومة لائم.
أما بخصوص سؤالك عن المبادرة القطرية، نقول بوضوح، بأن خروج قيادات المقاومة من غزة أو من أي مكان في فلسطين هو عبارة عن أوهام وأضغاث أحلام يفكر بها العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، هذه أرضنا لن نخرج منها، شعارنا الشهادة أو النصر، وبالتالي كل حديث عن خروج قيادات المقاومة من غزة لن يتم ونقول لهذا لعدو إننا ثابتون وباقون على أرضنا إلى الأبد وسنحررها ونطرد آخر جندي صهيوني منها. أما المطروح على طاولة المقاومة منذ اغتيال الشهيد صالح العاروري بل وقبل ذلك أن المقاومة أعلنت بوضوح أنه لا تبادل للأسرى إلا برضوخ العدو الصهيوني لشروط المقاومة، وهي وقف العدوان وحرب الإبادة التي يمارسها العدو في غزة والضفة الغربية وتبادل شامل للأسرى بمعنى تحرير كل أسرانا في سجون الاحتلال، وما عدا ذلك لن نقبل بهدن مؤقتة، لأن هذه الهدن المؤقتة يهدف من ورائها العدو الصهيوني الحصول على أسراه لدى المقاومة وبعد ذلك يريد مواصلة العدوان، ولذلك موقفنا واضح وهذا موقف جماعي لكل الفصائل الفلسطينية، حيث عقدنا اجتماعات في دمشق وفي بيروت لقادة الفصائل وحضرت حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية القيادة العامة والجبهة الديمقراطية والصاعقة، واتفقت الفصائل الفلسطينية على ورقة موحدة تؤكد أنه لا يمكن أن نقبل بأي هدن مؤقتة ولا بد من وقف العدوان وتحرير كل أسرانا وهذا موقف ثابت لن نحيد عنه، ويحلم العدو الصهيوني إذا اعتقد أنه يمكن أن يُخرج أحدا من قادة المقاومة من قطاع غزة.

100 يوم من العدوان
 بعد مرور 100 يوم من حرب الإبادة المستمرة في غزة وأيضاً الضفة الغربية، ما الذي أثبتته المقاومة الفلسطينية؟ وفي ذات الوقت ما الذي حققه جيش الاحتلال؟
معركة «طوفان الأقصى» هذه المعركة التاريخية التي دخلت شهرها الرابع رسمت لوحة تاريخية من مشهدين، الأول الصمود الأسطوري المنقطع النظير للشعب الفلسطيني على أرض غزة والضفة وكل أرض فلسطين، بعد 100 يوم من حرب الإبادة والمجازر لم يخرج فلسطيني واحد من قطاع غزة يطالب بوقف المقاومة، بل شعبنا من مختلف فئاته يقولون: استمروا بالمقاومة سنستمر في صمودنا وسنواجه هذا الاحتلال ونطرده عن أرضنا وبلادنا.
المشهد الثاني، أن معركة «طوفان الأقصى» كانت كاشفة للعورات، برهنت أنه لا يوجد شيء اسمه قانون دولي وقانون إنساني، وأن شريعة الغاب وقانون القوة هو السائد في هذا العالم، وبالتالي ليس أمامنا من طريق كشعب فلسطيني وأمة عربية وإسلامية إلا مقاومة العدوان والظلم ومقاومة محاولات الهيمنة على منطقتنا وهذا هو الطريق الوحيد الذي نستطيع من خلاله تحقيق أهدافنا وطموحاتنا، أما المراهنة على ما يسمى المجتمع الدولي والقانون والشرعية الدولية فقد اتضح تماماً أن أمريكا والكيان الصهيوني قد داسوا بأقدامهم على هذا القانون واحتقروا العالم أجمع عندما استعملت واشنطن أكثر من مرة حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع وقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة.. أما الجيش الصهيوني فلم يحقق خلال المائة يوم أي إنجاز سياسي أو عسكري، المقاومة الفلسطينية مازالت ثابتة على الأرض وفي الميدان توقع به خسائر حقيقية لا يتجرأ على إعلانها، وكونوا على ثقة بأن حجم الخسائر بين صفوف ضباطه وجنوده ومستوطنيه أضعاف ما يعلنه هذا الكيان، وبالتالي وبعد عجزه عن تحقيق أي من أهدافه المعلنة، بدأ العدو بالهروب إلى الأمام بممارسة الاغتيالات التي طالت الشهيد القائد صالح العاروري والشهيد الرمز رضا موسوي وقيادات ميدانية في حزب الله وفي العراق، والتفجير الإرهابي في محافظة كرمان بإيران.

العدوان الأمريكي البريطاني
بالتأكيد تابعتم العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على اليمن، نتيجة وقوفها إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية، ما تعليقكم على ذلك؟
الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت تفقد هيبتها في المنطقة وتعيش حالة تراجع حقيقي على المستوى الدولي وتشعر بقلق عميق على مستقبل الكيان الصهيوني، قامت بهذا العدوان الغادر على اليمن، من أجل استعادة بعض هيبتها ولكي تقول إنها مازالت تمتلك قوة الردع، ولكننا نقول لها بأن اليمن شعباً وقيادة، لا تهزهم مثل هذه الاعتداءات الغادرة وأن شعب الحضارة والقتال والمقاومة لا تهزه مثل هذه الممارسات العدوانية، ونحن على ثقة بأن اليمن سيتصدى لهذا لعدوان ولن يمر دون عقاب، وإرادة الشعب اليمني عالية في السماء ولا تنكسر، ونؤكد أن عدوان واشنطن ولندن ومن في حلفهما لن يحقق أهدافه وفي نهاية المطاف النصر سيكون للشعب اليمني وللشعب الفلسطيني ولمحور المقاومة وكل قوى الحرية والعدل في هذا العالم.

قرار مجلس الأمن
 هذا العدوان على اليمن سبقه قرار مجلس الأمن رقم 2722 بإدانة العمليات التي ينفذها الجيش اليمني في البحر الأحمر ضد السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ الاحتلال، ضمن العمليات اليمنية المساندة لغزة والضفة الغربية، ما تعليقكم؟
اسمح لي هنا أن أوجه التحية من القلب باسم الشعب الفلسطيني لأحرار اليمن والشعب اليمني وأنصار الله الذين واجهوا بكل شجاعة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ودخلوا المعركة فعلياً من أجل الوقوف إلى جانب أهلنا في غزة، وهذا الموقف سيسجله التاريخ لليمن ولحركة أنصار الله، ونحن كشعب فلسطيني لن ننسى جيلاً بعد جيل هذا الموقف التاريخي لأهل الشهامة والكرامة والشجاعة والعزة، لن ننسى هذه الوقفة اليمنية الأصيلة التي وقفت الى جانب شعبنا عندما عزّ الرجال، ونحن على ثقة بأن الشعب اليمني العظيم سوف يلعب دوراً أساسيا بتحرير ليس فقط فلسطين بل تحرير الأمة العربية بأسرها.
ونقول بكل وضوح إن القوات المسلحة اليمنية وحركة أنصار الله أعلنوا مراراً أنهم لا يستهدفون الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بل يستهدفون السفن التابعة للكيان الصهيوني وتلك المتجهة إلى الموانئ المحتلة، وذلك تعبيرا عن وقوف اليمن مع الشعب الفلسطيني، لكن أمريكا تريد حماية كيان الاحتلال، وبالتالي عندما اتخذ هذا القرار في مجلس الأمن الهدف الحقيقي منه ليس حماية الملاحة في باب المندب، بل حماية الكيان الصهيوني، ومن الواضح أن الشعب اليمني العظيم وأنصار الله ردوا بشكل مباشر على هذا القرار وقالوا بأان العمليات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب ستستمر ضد الكيان الصهيوني ومن يسانده. ونحن نؤكد أن التحالف البحري الذي أنشأته الولايات المتحدة ويسمى «حارس الازدهار» ولد ميتاً، ولذلك تسعى أمريكا لحماية الكيان المؤقت، لأنها باتت تدرك حجم الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تعرض لها العدو الصهيوني جراء الإجراءات اليمنية في البحر الأحمر، ومحاولة واشنطن تعزيز حمايتها للصهيوني بقرار مجلس الأمن هي محاولة فاشلة وسيتصدى لها الشعب اليمني العظيم وقيادته ونحن على ثقة بأن أمريكا ستفشل في اليمن كما فشلت في فلسطين والعراق وأفغانستان.

خطاب سيد الثورة
بعد ساعات من قرار مجلس الأمن ظهر السيد عبدالملك الحوثي، في خطاب له عصر الخميس 11 كانون الثاني/ يناير الجاري، موجهاً العديد من الرسائل.. كيف تقرؤون أبرز مضمون الخطاب؟
أولاً، أوجه التحية لهذا القائد العربي الكبير، وهذا الرمز العظيم السيد عبدالملك الحوثي الذي يثبت بمواقفه أصالة هذه الأمة وأصالة شعب اليمن وأصالة محور المقاومة، معبراً بكل شجاعة وبكل مبدئية عن مواقف سيسجلها التاريخ لشعب اليمن ولحركة أنصار الله.
لقد أكد السيد الحوثي أن اليمن لن تتراجع عن موقفها في إسناد الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، وقال بأن اليمن سترد على أي اعتداء أمريكي أو بريطاني، ونحن نعرف أن اليمن تاريخياً مقبرة للغزاة وكل من تجرأ على مواجهتها كان مصيره الفشل والهزيمة، ونحن على ثقة بأن هذه الرسالة التي وجهها السيد عبدالملك لأعداء أمتنا ستترك أثرها العميق وستُدرك قوى العدوان أنها لن تتمكن من كسر إرادة اليمن وشعبها العظيم، وما لم يتوقف العدوان على غزة سيستمر عظماء اليمن في موقفهم الشجاع بإسناد الشعب الفلسطيني.

التنسيق بين صنعاء والمقاومة الفلسطينية
ما مدى التنسيق والتواصل بين القيادة في صنعاء وبين قيادة المقاومة الفلسطينية؟
تواصلنا دائم ومستمر كقيادة فلسطينية مع صنعاء ومع الإخوة أنصار الله، وهناك تنسيق عميق ومستمر بين كل أطراف محور المقاومة، وأقول هنا إن البعض حاول أن يشكك في بداية المعركة بمحور المقاومة بأنه لماذا لم تدخل إيران الحرب لماذا لم يدخل حزب الله بكل قوته، وبدأت محاولات تستهدف إحداث شرخ في محور المقاومة، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، نحن كشعب فلسطيني وكمقاومة فلسطينية نعرف مدى وحجم التنسيق بين كل أطراف المحور، ونعرف مدى حجم التنسيق بيننا وبين القيادة في صنعاء، وبالتالي أية محاولات تستهدف إضعاف محور المقاومة وإحداث شرخ بين صفوفه مصيرها الفشل. محور المقاومة متماسك، محور ينسق تماماً وفي نفس الوقت هناك استقلالية لدى كل طرف من أطرافه في كيفية اتخاذ القرار وكيف يقود المعركة، والجميع لاحظ أن محور المقاومة لم يتأخر في الالتحام بملحمة «طوفان الأقصى»، حركة أنصار الله والقوات اليمنية دخلت المعركة مباشرة، حزب الله دخل المعركة في 8 تشرين الأول/ أكتوبر، المقاومة في العراق وسورية، وبالتالي نستطيع التأكيد والقول بكل ثقة بأن محور المقاومة يتطور موقفه ودوره يوما بعد يوم ارتباطاً بمجريات الأمور في قطاع غزة على الأرض وفي الميدان، وأقول بكل وضوح نحن كشعب فلسطيني خلال معاركنا التاريخية مع هذا العدو، لأول مرة نجد أن هناك محوراً متماسكاً يقف إلى جانبنا في هذه المعركة التاريخية التي نخوضها ضد العدو الصهيوني، وكما وجهنا التحية لليمن وشعبه وقيادته العظيمة، نوجه التحية لجميع محور المقاومة في العراق وسورية وإيران والمقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله وعلى رأسها سماحة السيد حسن نصر الله، التي قدمت أكثر من 130 شهيدا في هذه المعركة البطولة، أيضا هناك شهداء في اليمن وفي العراق وفي سورية، ننحني إجلالا وإكبارا لكل هؤلاء الشهداء، ونقول بأن أداء جبهات محور المقاومة هو سليم وإيجابي كبير أحدث صدمة وإرباكا حقيقيا في صفوف قوات الاحتلال الصهيوني التي تشتتت جهودها على عدة جبهات وبالتالي فعلا الكيان الصهيوني يشعر بقلق عميق حول كل مستقبل وجوده في المنطقة، ونؤكد هنا أننا في المحور سنبقى متماسكين وستزداد عملية التنسيق والتفاعل بين كل أطراف المحور ونحيي الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تقدم الدعم الحقيقي لكل أطراف محور المقاومة والتي قدمت شهداء في هذه المعركة التاريخية، ونعلم جميعاً أن معركتنا واحدة ومصيرنا واحد ومستقبلنا واحد.

تأثير اليمن على معركة غزة
ما التغيير أو التأثير الذي أحدثه اليمن، على مجريات وسير المعركة في غزة، بدخوله الحرب بهذه الجرأة والقوة؟
لا شك أن دخول اليمن الحرب قد فاجأ العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية والقوى الاستعمارية في الغرب، ومما لا شك فيه أن الخطوات الاستراتيجية التي اتخذتها القوات المسلحة اليمنية بحظر ملاحة العدو في البحر قد أحدثت حالة إرباك شديدة للولايات المتحدة وللكيان الإسرائيلي، وأمريكا تدرك حجم وتأثير هذا الدخول اليمني للحرب ضد الكيان، لذلك استنفرت قوتها وعملت على تشكيل ما يسمى التحالف البحري الدولي، وأيضاً أقدمت على قصف اليمن، حماية لهذا الكيان الذي يترنح والذي بدأ يواجه معركة وجودية تتعلق بكل مصيره ومستقبله.
إن دخول اليمن الحرب رفع معنويات شعبنا ومقاومتنا في غزة وفلسطين كافة وأحدث تأثيراً ملموساً على مجريات وسير المعركة في غزة، وشكّل عامل إسناد حقيقي للشعب الفلسطيني ولمحور المقاومة في هذه المعركة وله نتائج استراتيجية قوية على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، ونقول أيضاً بأن القوى الاستعمارية الغربية استنفرت قواها من أجل مواجهة اليمن لأنها تدرك جيداً ما معنى دخول اليمن في الحرب ضد الكيان الصهيوني وتأثير ذلك على الجيش والمستوطنين الصهاينة ومعنويات قوى الاحتلال الغاشم على أرض فلسطين.

زيارة وزير خارجية أمريكا
كيف تنظرون إلى الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة الأسبوع المنصرم، وما رفقها من تصريحات إعلامية تعيد تسويق التطبيع مع الكيان الصهيوني كحل للقضية الفلسطينية، وأحاديث عن مستقبل غزة بعد الحرب؟
نحن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفي المقاومة الفلسطينية نرى وهذا ما برهنته ملحمة «طوفان الأقصى» أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تقود فعليا حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، ومن الواضح أن أمريكا باتت تشعر بخطر جدي على الكيان الصهيوني ووجوده في المنطقة، لذلك أرسلت حاملات طائراتها وغواصاتها وجنودها وقادتها الذين جاؤوا وحضروا اجتماعات مجلس الحرب الصهيوني، عملياً، أمريكا هي التي تقود المعركة وهي العدو الأول للشعب الفلسطيني والأمة العربية والعالم الإسلامي وأحرار العالم كله، وبالتالي فإن زيارة وزير خارجيتها للمنطقة تستهدف كسب المزيد من الوقت للكيان الصهيوني للاستمرار في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وأيضاً من أهم أهداف الزيارة إعادة تسويق عملية التطبيع بين الكيان الصهيوني وأنظمة عربية، لأن ملحمة «طوفان الأقصى» وجهت ضربة شديدة وعميقة لما سمي «التطبيع» بين الكيان وبعض النظم العربية الخاضعة للكيان الصهيوني وأمريكا التي شعرت بانزعاج عميق من الضربة التي وجهتها «طوفان الأقصى» لعملية التطبيع فتحاول إعادة تسويق هذا الأمر، وطرح مقولات بأن «وقف الحرب مقابل التطبيع»، ولكنني أقول بكل وضوح إن الشعب العربي في كل البلدان العربية يرفض هذا التطبيع ويرفض سياسات أنظمته المتخاذلة والخانعة تجاه العدو الصهيوني والولايات المتحدة، وأيضا نقول بكل وضوح لمن يتحدثون عن مستقبل غزة بعد الحرب، بأن مستقبل غزة لا تقرره أمريكا ولا الكيان الصهيوني ولا دول عربية، مستقبل غزة يقرره أهل غزة والشعب الفلسطيني ولا نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية، وسنبرهن للعالم أجمع بأن كل هذه الأحاديث عن سيناريوهات مستقبل غزة سيكون مصيرها الفشل.