مـقـالات - محمد ناجي أحمد

محمد ناجي أحمد / لا ميديا - كعب آخيل الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م أنها لم تربط بين الثورة السياسية والثورة الاجتماعية، أي أنها لم تتخذ خطوات ثورية ضد طبقة الإقطاع ككل، واكتفت بالإطاحة بالمملكة المتوكلية، فكانت النتيجة تغيير رأس النظام لا تغيير بنية النظام، بل إن اللجنة الاقتصادية التي أرسلها جمال عبد الناصر إلى اليمن بغرض تطبيق قوانين للإصلاح الزراعي، وتحديد ملكية الأرض، وبناء قاعدة للقطاع العام والمشاريع التعاونية والصناعية، قد واجهها عبد الرحمن البيضاني بالرفض، ساعده على ذلك غياب الوعي لدى السلال وجزيلان بضرورة التحولات الاجتماعية، بل كانت قناعتهم جميعاً أنه لا يوجد إقطاع في اليمن! من هنا كان سهلاً على الإقطاع ضرب قوى الثورة وتصفيتها بعد انقلاب 5 نوفمبر 1967م، جيشاً ومقاومة، وإحلال جيش إقطاعي يتبع قوى المشيخ، واقتصاد يعزز نفوذه وثراءه وسلطته. ...

محمد ناجي أحمد / لا ميديا - ليس غريباً أن يتكرر التاريخ بمآسيه قبل مهازله، طالما أن موقع اليمن الأمني وموضعه كجغرافيا وعمقه التاريخي لم يتزحزح، فقد أطلقت السعودية والقوى الملكية على عمليتهم الحربية في حصار السبعين يوماً اسم "عملية الجنادل" من أجل إسقاط صنعاء وإسقاط الجمهورية معها، وأطلقوا على عملياتهم الحربية المستمرة منذ عام 2015م وحتى اليوم اسم "عاصفة الحزم"، وكلتا العمليتين هدفها لم يتغير: إسقاط صنعاء والجمهورية وتفكيك اليمن إلى جزر محتربة ومتقاتلة. أزمة الثورة اليمنية السبتمبرية من وجهة نظر الدكتور محمد علي الشهاري، في كتابه "مجرى الصراع بين القوى الثورية والقوى اليمنية..." تكمن في أنها لم تقم باتخاذ إجراءات اجتماعية جذرية لصالح غالبية الناس، مما مكن قوى الإقطاع من أن تتمدد في الجبهة الجمهورية والجبهة الملكية، وبالتالي أن تسيطر على الحكم وتقصي قوى الثورة الممثلة بالبرجوازية الصغيرة والفلاحين والعمال والجنود....

عضوية الثورة والوحدة في فكر باذيب 2-2

محمد ناجي أحمد / لا ميديا - كانت الوحدة اليمنية، بحسب الدكتور محمد علي الشهاري في كتابه آنف الذكر، "واحدة من أبرز القضايا التي ارتبط بها نضال عبد الله باذيب منذ اقتحم ميدان الحياة العامة في الخمسينيات، وبالذات منذ 1954م، إلى يوم رحيله في 16 أغسطس 1976م. كانت تسمية "الجنوب" أو "الجنوب الكبير" أو "الجنوب العربي" هي التسمية المرادفة التي كان يستخدمها في مبدأ الأمر، قاصداً بها اليمن، قبل أن يثبت هذه التسمية الأخيرة في جميع كتاباته، غير عابئ بما يترتب عليها من عنت أو قهر من قبل قوى الاستعمار، والقوى الانفصالية الضالعة معه" (ص233). نعم لقد كانت العلاقة الجدلية بين التحرر الوطني من الاستعمار السياسي، والنضال من أجل تحقيق الوحدة اليمنية والديمقراطية، هي المثلث النضالي المترابط عضوياً لدى باذيب، مع التأكيد أنه كان يرى الوحدة اليمنية نتيجة، تترتب على توفر ونضوج شروطها الموضوعية، وليست سبباً ومقدمة....

عضوية الثورة والوحدة في فكر باذيب 1-2

محمد ناجي أحمد الوحدة تعبير عن تطور في مسار المجتمعات، وانتقال من (سيادة العلاقات القبلية والصراعات الدموية بين القبائل شبه المستقرة، لم يكن ممكناً وجود وحدة بينها، وقيام دولة توحد أقاليمها غير المحددة المعالم، وتضع حداً لقانون الثأر والثأر المضاد الذي يسود بينها)، بحسب الدكتور محمد علي الشهاري في كتابه (جدل حول الثورة والوحدة اليمنية ودور عبد الله باذيب) الصادر عن مكتبة مدبولي، 1990م ص12. وإذا كان الاستعمار قد اتبع سياسة التفريق كي يسود، ثم سياسة التجميع ومعالجة الثارات كي يسود أيضاً، ثم قامت الجبهة القومية، والتنظيم السياسي الموحد والحزب الاشتراكي، بمعالجة جذرية للثارات القبيلة، ومحو الأمية من خلال إنشاء مدارس البدو، وصهر الجميع في إطار الدولة، إلاّ أن العلاقة بين شطري اليمن شمالاً وجنوباً ظلت في صراع مبنية ...

حين نشر باذيب في صحيفة (الأمل) العدد 1،6 يونيو 1965م، مقالاً بعنوان (معالم على طريق خمر)، لم يكن على اطلاع وفهم لمؤتمر خمر ومقرراته، ولذلك كتب عنه قائلاً: (وكان المؤتمر تجسيداً رائعاً لإرادة الشعب اليمني، واختياره الجمهوري، ورغبته في أن يسود السلام على أراضيه من أجل أن يتفرغ لبناء بلاده وتصفية بقايا العصور الوسطى) [كتابات مختارة، ج2، ص112]. لكنه حين اتضح له أن هذه القوى هي بقايا العصور الوسطى، من أشباه الإقطاع والملاك، نحت كتاباته باتجاه كشفها ونقدها، فمن ذلك المؤتمر وقراراته كان مؤتمر الطائف، والتآمر على إسقاط اسم الجمهورية، واتخاذ اسم (الدولة الإسلامية) بدلاً عنه، وإحلال السعودية والاستعمار بدلاً عن جيش مصر! ففي مقاله (طريقان للتطور في الجمهورية اليمنية) المنشور بصحيفة (الأمل) العدد 2، 12 يونيو 1965م،...

  • <<
  • <
  • ..
  • 6
  • 7
  • 8
  • ..
  • >
  • >>