مـقـالات - محمد ناجي أحمد

البيضـاني وســــوق الشعـــــارات

محمد ناجي أحمد / لا ميديا - في كتابه "سوق الشعارات في اليمن، والذي ألقاه محاضرة استمرت 7 ساعات، ويومي حوار مع الطلبة اليمنيين في "رابطة طلاب اليمن، شمالاً وجنوباً بجمهورية مصر العربية، في 15 مارس 1973م، صاغ الدكتور عبد الرحمن البيضاني رؤيته لما يجري في اليمن شمالاً وجنوباً، في هذا الكتاب، فكان تعبيراً مكتملاً وواعياً للاقتصاد الرأسمالي، والفكر الاقتصادي الغربي، بمعنى أن قطيعة البيضاني وخصومته مع اليسار الثوري ومشروعه الاجتماعي والاقتصادي كانت عن وعي نظري، وممارسة لدور الكومبرادور، أي وكلاء الشركات الغربية، وليس دفاعاً فطرياً عن مصالح إقطاعية أو شبه إقطاعية متوارثة، ولهذا فهو متقدم في موقفه النظري عن الإقطاع وشبه الإقطاع المشيخي والقضاة، وبقية مكونات مؤتمر خمر...

الثورية وتسوياتها 2-2

محمد ناجي أحمد / لا ميديا - إن المثقف لا يكون فاعلاً وعضوياً إلاَّ من خلال التحامه بالنضال السياسي. فبحسب "دوبريه" فإن "كتابة "رأس المال" لم تمنع ماركس من أن يكون مناضلاً سياسياً، ومن أن ينظم "الأممية الأولى" يوماً بعد يوم. والنظر بازدراء إلى الالتزام السياسي، من ذروة لا أدري أية مرتفعات، هو ما يسمى "التفيقه البرجوازي" في لغة السياسة، و"السفسطة المنافقة" في لغة الأخلاق، بل هو آخر الأمر خيانة" (ص173). فالرصاصة الإمبريالية والرجعية بحسب "دوبريه" لا تفرق بين الشاعر وقاطع قصب السكر إذا وقفا معاً في خندق واحد. فكل ما يعيق المثقف عن الالتزام الشخصي بتاريخ عصره، هذا التاريخ الذي تصنعه الطلائع المنظمة –المناضلة مع كل العاملين كتفاً إلى كتف– يضيق مدى تماسه مع الحياة، ويوهي من طاقته المبدعة، "وإذا لم تكن هناك مهمة أكثر إنسانية وأكثر ثورية من مهام القيام -هنا ومنذ الآن- ببناء أخلاق سلوكية وحياة يومية... أخلاق وحياة لا يعود فيها متخصصون، بعضهم يحترفون الفكر وبعضهم يحترفون العمل السياسي، بعضهم مثقفون وبعضهم مناضلون، فإن ذلك لعديم الإنتاج بقدر ما هو مدعاة للسخرية أن تضفي القدسية اليوم على ما نريد غداً تحطيمه (ص174)....

الثورية وتسوياتها (1-2)

محمد ناجي أحمد / لا ميديا - "أخطانا أولا في أننا آمنا إلى الرجعية وخدعنا بالرجعية" (جمال عبد الناصر، من خطاب له للشباب العربي، 12 أكتوبر 1961م). وفقا لعوامل سقوط ثورات 1840 و1848م في فرنسا، والتي أرجعها ماركس إلى تكالب الأنظمة الأوروبية عليها، فمن المستحيل تحرير البروليتاريا في فرنسا دون تحريرها في إنجلترا وألمانيا. وفقاً لهذا الاستنتاج فإن سقوط انتفاضة 11 فبراير 2011م، الذي كان سببه التفاف وتآمر مشيخات الخليج عليها، فإن نجاح الثورة في اليمن يقتضي قيام ثورات في الخليج، فقيام ثورة في اليمن دون محيطه الخليجي يؤدي إلى استطالة أمد الكفاح، وذلك يقتضي أن يظل السلاح بأيدي المستضعفين، وتلك ميزة تميز بها حزب الله منذ أن أعلن مؤسس "حركة المحرومين"، موسى الصدر، في مهرجان أقيم في مدينة بعلبك في 17 مارس 1974م، "أهمية الجهاد والكفاح لإقرار حقوق المحرومين، وأطلق عبارته الشهيرة: "السلاح زينة الرجال"، وهي العبارة التي نشرتها صحف بيروت في عناوين صفحاتها الأولى، وخاصة صحيفة "النهار" التي كان صاحبها الأرثوذكسي غسان تويني من المتحمسين لمشروع الصدر (يوسف الشويري: بين النص والهامش – دراسة في التاريخ والقومية والدين، رياض الريس للكتب والنشر، 1988م، ص 198)....

الحكم في تصور الزيدية 2-2

محمد ناجي أحمد / لا ميديا - لا تجتمع "الهاشمية السياسية" خلف قيادة واحدة جامعة إلاّ إذا كانت قيادة قوية حكيمة منتصرة. فحين تحارب الإمام شرف الدين مع الأتراك، وأراد نقل ولاية العهد لابنه عز الدين ثار عليه ابنه المطهر وتحالف مع الأتراك ضد أبيه وإخوته، ثم عندما اجتمعت كلمة الإمام شرف الدين مع ابنه المطهر استطاعوا طرد العثمانيين من اليمن. وحين عاد الأتراك مرة أخرى استعانوا بأبناء وأحفاد شرف الدين في إخضاع اليمن، ومحاربة الإمام القاسم، وحين انتصر الإمام القاسم وظهرت دعوته انضوى الجميع تحت رايته، فكان خروج العثمانيين للمرة الثانية من اليمن. وفي بداية الألفية الثالثة كانت حركة الشهيد حسين بن بدر الدين الحوثي في صعدة، وشعاره ضد أمريكا وإسرائيل، ورفض التبعية لهما، حينها عمل النظام الحاكم وقتها على تجميع علماء الزيدية ومثقفيها وسياسييها لإصدار بيانات نقد وتنديد وتجريح ضد حركة الشهيد حسين وضد شعاره،...

الحكم في تصور الزيدية 1-2

"ليس الإمام منَّا من أرخى عليه ستره، وإنما الإمام من شهر سيفه" (زيد بن علي). تميز اليمنيون على المستوى المذهبي بالتسامح، فيما بينهم وفي مواقفهم من معتنقي الأديان الأخرى. وفي ما ينقله لنا الدكتور أحمد قائد الصايدي في كتابه "المادة التاريخية في كتابات نيبور عن اليمن"، الصادر عن دار الفكر – دمشق، 1990م، سجل نيبور انطباعه عن تسامح اليمنيين تجاه الفرق الدينية الأخرى والأديان المختلفة. وقد "سجل انطباعه هذا عبر العديد من المقارنات، فالشيعة والسنة في كل من إيران وتركيا لا يطيق بعضهم بعضا، ولا يصلي أتباع مذهب في مساجد المذهب الآخر. أما اليمنيون فلم يؤثِّر اختلاف المذاهب في علاقاتهم، وليس هذا وحسب، بل إن اليمنيين لا يكرهون أتباع الأديان الأخرى". الإمامة في الفكر الزيدي مرتبطة بـ"السيف"، أي الثورة والخروج على الحاكم الظالم كشرط للإمامة. "يمارس (الإمام) الاجتهاد في نطاق النص الخالص متحرراً من الوصاية المرجعية لأهل البيت، ...

  • <<
  • <
  • ..
  • 5
  • 6
  • 7
  • ..
  • >
  • >>