مـقـالات - أنس القاضي

مدخل بناء الدولة العادلة

أنس القاضي / لا ميديا - عهود الاستبداد الماضية غيرت المفاهيم والأدوار وفق قاعدة التسلط لا الحكم، فباتت السلطة مدخلاً لجني الثروة وصناعة «رجال الأعمال»، فيما ظلت الثروة وسيلتهم للهيمنة الاجتماعية وتخريب العملية الديمقراطية والإبقاء على نفوذهم وممانعة التغيير، وأول خطوة نحو بناء دولة عادلة هي نفي هذا السلوك، والمدخل لذلك هو الفصل بين رجل السلطة والتاجر. ومن هنا تنبع ضرورة حظر الجمع بين العمل الحكومي والرسمي والنشاطات الاستثمارية والتجارية والمالية، أياً كانت، محلية أو خارجية، بالأصالة أو الوكالة، والعمل على تعديل المادة 136 من الدستور اليمني ليشمل الحظر، إضافة إلى رئيس الوزراء والوزراء، كلاً من: رئيس الجمهورية ومستشاريه ونائب رئيس الجمهورية،...

تحالف المرتزقة الجديد.. بعثُ مسخٍ ولد ميتاً

أنس القاضي / لا ميديا - يعمل مرتزقة العدوان على صناعة «تحالف سياسي» موازٍ لتحالف صنعاء، يُعيدون به إنتاج أنفسهم، ويسوقونه أمام العالم كتحالف سياسي مساند للحكومة العميلة. إلَّا أنه تحالف ميت منذ ولادته في مؤتمر الرياض بداية العدوان 2015، فليس تحالفاً جديدا بل بعثاً لمسخ قديم، تحالف يفقد اليوم شروط مقدرته على أن يولد حياً! فإذا كان هناك في السابق لدى الجماهير اليمنية موقف ضبابي حول طبيعة العدوان وأوهام حول مقدرته على الانتصار خلال أشهر يجعل البعض يؤيده، إلَّا أنه بعد أربعة أعوام من الإجرام العدواني والفشل، بعد هذه الأعوام يفقد العدوان مؤيديه، وهذا الأمر يجعل أي تحالف سياسي جديد مساند للعدوان من القوى القديمة ذاتها، يجعله فاشلاً، فلا يمكن لأي تحالف سياسي اليوم أن ينجح وينتصر بدون أن يكون له قواعد حاشدة مؤيدة وبدون أن يكون متوافقاً مع سير مجريات الواقع، فكيف به إذ كان متصادماً مع الواقع؟...

يوجد رئيس كهذا!

أنس القاضي - في ذكرى استشهاد الرئيس صالح علي الصماد، نتذكر إخوته في النهج سالمين والحمدي وفتاح، جميعهم رحلوا اضطراراً، ربما لأن الحكاية تليق بهم أكثر كأساطير! وربما لأن لنا من سمات بني إسرائيل "قتل الأنبياء"! إلا أن هؤلاء جميعاً جاؤوا ليثبتوا أن البساطة والإنسانية والزهد والإخلاص خصال وسمات واقعية يمكن للرجل الأول في الجمهورية أن يحملها، وليست مُثلاً مجردة في الأدمغة نتخيلها لنشبع حجة لنا في وجود رئيس كهذا، فقد وجدوا حقاً. إذا كان السابقون جاؤوا مع صعود عاصف للحركة الوطنية بتياراتها القومية والاشتراكية، فكان العامل الموضوعي هو الأبرز في صقلهم؛ فإن الصماد جاء في واقع سقوط وتهاوي الحركة الوطنية الثورية، فتطلب منه الأمر عصامية وذاتية عالية ليكون ما غدا عليه مجاهداً ومناضلاً مخلصاً صلباً عصياً على التغيير والتفسخ، يرى "مسح الغبار عن نعال المجاهدين أعلى من كل مناصب الدنيا...

حداثيون على سنة داعش!

أنـس القاضـي / لا ميديا - لا يختلف تكفير الدواعش للمجتمعات، عن تكفير أدعياء الحداثة للمجتمع المقاوم للعدوان أو الذي يقطن في مناطق سيطرة حكومة «الانقاذ»، وخاصة صنعاء وصعدة، فهو إن كان لدى الدواعش مسألة دينية فلدى أدعياء الحداثة مسألة سياسية، فالحكم بإلغاء الآخر وإزاحته بالقتل والإبادة هو ما يشتركون فيه، ولكلٍ منطقه الخاص في التوصل إلى الحكم. بعد 4 أعوام من الحرب العدوانية، التي ارتكب فيها التحالف آلاف المجازر بحق المدنيين، لا يمكن اعتبار من يُبررون هذه المجازر ويدافعون عنها، بأن لديهم مشكلة معرفية حول طبيعة الجريمة والفاعل، وهل هي بقصد أم خطأ؟، فقد تكررت مجازر العدوان واستهدافه للمدنيين والأعيان المدنية والبُنية التحتية إلى الحد الذي باتت معهُ قاعدة وقانوناً واستراتيجية في حربه على اليمن، وهي فعلاً استراتيجية معتمدة وسمة من سمات حروب الجيل الخامس كما يحددها العقيد الأمريكي المتقاعد توماس إكس هاميس، منظر حروب الجيل الخامس....

الانتخابات الهزلية الضرورة!

أنس القاضي / لا ميديا - إن هزلية الانتخابات التكميلية هي في بعثهwا برلماناً ميتاً، تجاوزته الأحداث والتطورات السياسية منذ ثورة 11 فبراير 2011م، وضرورتها السياسية كتكتيك مواجه لمساعي الحكومة العميلة في عقد اجتماع لمجلس النواب، وفي تجديد تمسك السلطة في صنعاء بنهج الديمقراطية والتعددية السياسية. الاعتراف الدولي بشرعية مجلس النواب كآخر المؤسسات "الدستورية" في اليمن، هو ما يجعل المجلس السياسي يدافع عن البرلمان ويستمد شرعيته منه، وفي حقيقة الأمر فشكليات المجتمع الدولي شرعية زائفة ليس لها أي جذور اجتماعية، فيما الشرعية الحقيقية للسلطة الوطنية في العاصمة صنعاء، هي شرعية الموقف والاصطفاف الوطني في مواجهة العدوان، شرعية الأمر الواقع والعملية التاريخية اليمنية في نزوعها نحو التحرر الوطني امتداداً للحراك الثوري...