الورطة «الإسرائيلية» والربكة الأمريكية!
- مطهر الأشموري الثلاثاء , 24 يـونـيـو , 2025 الساعة 1:59:39 AM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
خلاصة العدوان على إيران في المحصلة هو أن أمريكا أوقعت «إسرائيل» في ورطة بدفعها إلى هذا العدوان المغامر المقامر. «إسرائيل» بدورها أوقعت أمريكا في ربكة؛ لأن ورطتها أوصلتها إلى الحاجة للاستعانة بأمريكا وجرها إلى الشراكة المُعلنة المباشرة، وذلك لم يعد يعني إلا الحاجة لاستعمال الهيلمان الأمريكي وما بقي في الأذهان من السطوة الأمريكية.
فالمشاركة الأمريكية لم تعد تعني غير القاذفات الاستراتيجية (B2) و(52.B)، فيما الحرب بكل الأسلحة وبكل الوسائل والجوانب الأخرى التي تشن بواجهة «إسرائيل» هي حرب أمريكية.
ولذلك فالانخراط الأمريكي المُعلن والمباشر لأمريكا العبء والخسارة فيه هي أكثر بكثير من أي مكاسب محتملة.
فقواعدها بالمنطقة وقطعها البحرية هي كلها أهداف أسهل لإيران من ضرب أهداف فيما تُسمى «إسرائيل». ولعل الأهم من ذلك هو أن السير الأمريكي إلى المباشرة في هذه الحرب سيُمثل بالنتيجة دعماً نوعياً كثيفاً وشاملاً وبعيداً لإيران من الصين وروسيا تحديداً وكذا باكستان ودول أخرى، غير دفع محور المقاومة إلى تفعيل متجدد أكثف وأوسع من ذي قبل.
وهكذا، فاستنجاد «إسرائيل» من واقع ورطتها بأمريكا لا نتيجة له غير الربكة الأمريكية، التي بات العالم يشاهدها ويشهد عليها كأنها أردأ فيلم هيولوودي حزين ومحزن يستحيل إكماله بإظهار أو اختراع شكل خيالي لبطولة.
كل هذا يحدث لأن أمريكا والكيان معاً اعتمدا على ضربة اليوم الأول، بل الساعات الأولى، لإنهاء النظام في إيران، من أجل أن تصبح إيران في فوضى عارمة، وأمريكا ومعها. والكيان أشهر من يستثمر مثل هذه الفوضى.
أمريكا، وهي تقرّ هذا السيناريو وتكلف الكيان بتنفيذه كواجهة، وأثناء المفاوضات مع إيران حول النووي، لم تضع في اعتبارها هامشاً لاحتمالية «أسوأ الاحتمالات»، أو تحاول الإجابة على سؤال: ماذا لو تمكن النظام في إيران من امتصاص واحتواء ضربة اليوم الأول؟
من الواضح وجود اختراق واسع ونوعي لإيران قد يعتمد على ما تضيفه قدراته وتأثيره إلى جانب ضربة الساعات الأولى من إرهاب وإرعاب وصدمة الواقع والشارع. ولكن كل ذلك لا يُغني عن حساب أو حتى هامش حساب لمواجهة «أسوأ الاحتمالات».
وهكذا بقدر ما أن الاختراق الواسع والعميق والنوعي جعل ضربة وساعات اليوم الأول بمستوى القضاء والقدر، فإن عدم اكتراث أمريكا باحتمالية «أسوأ الاحتمالات» أسس لورطة «إسرائيل» وربكة أمريكا، كأنما هي القضاء والقدر الموازي، وإن جاء اللاحق في التسلسل، ولكنه المزلزل والماحق.
فالنظام الإيراني استطاع، بحنكة وبأعجوبة، امتصاص اليوم الأول وساعاته الأولى، وانتقل في زمن قياسي -ربطاً بما حدث- إلى الشروع بالرد، وذلك أعاد الأنفاس أولاً، ثم الحيوية تدريجياً، لمشروع كان موجوداً مع إيران للتعامل مع هذه الحالة كرد.
باختصار، فإن إيران تدريجياً تجاوزت ورطتها وربكتها في ذلك اليوم، وكلما ارتفع نجاح الرد الإيراني تولد منه تلقائية ورطة «إسرائيل» الكبيرة وارتباك أو ربكة أمريكا الأكبر.
لهذا، ومع تضييق الخناق على «إسرائيل»، تستنجد الورطة الصهيونية بتعجيل مشاركتها المباشرة، واليوم وليس غداً، والرد من واقع الربكة الأمريكية لا تستطيع مثل ذلك إلا بعد اسبوع ثم بعد أسبوعين.
ولهذا فالرئيس الأمريكي ترامب تحول إلى «إسرائيلي» فيما بات مضحكة عالمية، «ملطشة إسرائيل»، ليس من حالة الارتباك التي يعرفها كل العالم، ولكن كثرة وتكرار تناقضاته، وبما لم يحدث من غيره من رؤساء أمريكا، ولا حتى من رؤساء ما تُسمى «جمهوريات الموز»، فأين يقف ترامب من برنامجه الانتخابي الذي ركز فيه على إنهاء الحروب؟! بل وأين هو من العظمة التي وعد بأن يعيدها لأمريكا أو يعيد أمريكا إليها؟!
إذا لم يجد ذوو الورطة وأصحاب الربكة غير تصعيد الحرب ضد إيران فستتكرر على أمريكا هزيمة فيتنام، فيما يكون حفر قبره منذ سار أو دفعته «إسرائيل» إلى هذه الورطة، والتي يستسهلها ولا يمتلك مخارج للطوارئ، هو من حكم على نفسه بالاختناق الأول والانتحار، فأيهما أفضل: اختناق أم انتحار؟!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري