حصن الوطن الحصين
 

صلاح الصلاحي

الشيخ صلاح الصلاحي / لا ميديا -
تعد مسيرة حافلة في تاريخ الجيش، الذي حمل مسؤولية الدفاع عن الوطن بكل شرف وتضحية ووفاء وأمانة، هي أمانة المحافظة على اليمن، كيانا مستقلا، محميا من كل الأخطار والتهديدات. لانزال نحمل هذه الأمانة في عروقنا، وفي بزاتنا التي تشبعت من دماء الشهداء والجرحى، وعرق العسكريين الصامدين، الشامخين، الأبطال، الذين لا تنحني جباههم إلا لعلم بلادهم.
وفيما يقاسي المواطنون معاناة شديدة بسبب الأزمة التي تعصف بوطننا، مناضلين ومكافحين من أجل البقاء، يجدون إلى جانبهم جنود بلادهم، الذين يواجهون هذه الأزمة بكل عزيمة وإرادة وعنفوان وإصرار على الصمود باللحم الحي بانتظار انقضائها، فالجيش يتحمل كامل مسؤوليته تجاه وطنه وشعبه، وسط تعدد المهمات وتشعبها، رافضا الاستسلام، متمسكا بقسمه مهما غلت التضحيات. لقد خاض الجيش اليمني حروبا ومعارك عديدة، مواجها أقسى الظروف والانقسامات والاتهامات، ومتصديا للميليشيات من المرتزقة والعدوان السعوصهيوأمريكي، لكن كل هذه التحديات لم تقو عليه، فبقي صامدا ولايزال. تاريخنا ناطق بالعبر: من يمس بالجيش، هو الخاسر وهو المدان.. ومن يتعرض للجيش، ينبذه التاريخ.
وفي خضم ما نعيشه اليوم من تعثر لمؤسسات الدولة، تبقى المؤسسة العسكرية الوحيدة والأخيرة المتماسكة، والأساس للكيان اليمني، والضمانة لاستكمال تحريره ولأمنه واستقراره، خلافا لكل المشككين والمراهنين على تفككها وانهيارها. أكرر ثقتي بهم، واعتزازي بعنفوانهم، وكرامتهم، التي لن نسمح لأحد بالمس بها. إني على ثقة بأننا سنجتاز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة، بفضل عزيمة جنودنا وإرادتهم، وبدعم من الله.
فنحن نعلم حجم التحديات التي تواجهنا، والمسؤوليات الملقاة على عاتقنا. كلنا على أمل وثقة بأننا سنعبر هذه المرحلة بأقل الخسائر، وسط متغيرات دولية وإقليمية، قد تصل تردداتها إلى ساحتنا الداخلية. من هنا نجدد العهد ونفي بالوعد لكامل قيادتنا العسكرية وفي مقدمتهم السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قادتنا.. نعاهدكم، ونعاهد أبناء وطننا، أننا على قسمنا باقون. ما يهمنا، وما يعنينا، هو تحرير الوطن إلى آخر شبر من جحافل الغزاة والطامعين في بلدنا الحبيب، ويهمنا تحصين المؤسسة العسكرية، وإبعادها عن كل التجاذبات، وإبقاؤها متماسكة وقادرة على حماية اليمن وصون استقراره ضد طواغيت العصر جميعا.
عاش الوطن حرا مستقلا.

أترك تعليقاً

التعليقات