وداعاً سيدي الشهيد
 

صلاح الصلاحي

الشيخ صلاح الصلاحي / لا ميديا -
بالأمس نبارك لك بالتخرج واليوم نودعك بالشهادة، نلتها أسد الله في أرضه، الرائد مراد عادل قائد قاسم الكمالي نلت الشهادة.
سيدي الشهيد، عصفت بي رياحُ الحزن والأسى محملةً بذكراك ومواقفك وحياتك سيدي الشهيد، رياحٌ أجبرتني على أن أشعر بما في داخلها من حُزنٍ وأنا أكتب هذه الكلمات، ولكنه حزنٌ مشبع بالغبطةِ والاعتزاز بك.
ذَهَبْتَ وأنت مدركٌ أنك قد لا تعود، ذهبْتَ وذهبَتْ معكَ أشياءٌ كثيرة ولن تعود، وكأنّي أراَكَ تستعدُ للرحيل ممسكاً بحقيبة الواجب وملبياً نداء العز والوطن، وأخذْتَ تُودّعُ كل من في البيت وتوصيهم بعدم البكاء والنواح عليك إن استُشهِدت، وكأنّك تشعر وتعلم أنهم سيبكون، وصدق شعورك سيدي الشهيد، بكوا عليك وبكى عليك كل رفاقك، رحلت عنهم وتركت لهم قصةً سيتفاخرون بسردها على الأجيال القادمة، تركتَ لهم علماً يشاهدونكَ فيه عند كل معزوفةٍ للسلام، تركتَ لهم رفاقاً شجْعاناً يتباهون بأنهم رفاق الشهيد، وتركتَ لنا صدى ذكراك في قلوبنا لتحفر فيها أجملَ وأصدقَ معاني الولاء وحب الوطن.
نعم رحلتَ عنا سيدي الشهيد، ولكنك بقيت شوكةً في حلق الظلم والحقد إلى يوم الحساب، ومهما كتبنا من حروفٍ وكلمات فإنها تعجز ونعجز عن أن نصِفَ شجاعتك وبسالتك التي سَطرتَ بها تاريخ المجد والبطولات يا بطل.
أبكيك دمعاً، أبكيك ألماً، وأبكيك فخراً سيدي الشهيد، سلامٌ على روحك يا بطل، وسلامٌ على الأم التي أنجبتْ أمثالك، لن ننساكَ يا من سالت دماؤك فداءً لتراب الوطن.
سيدي الشهيد، أنا أصغَرُ بكثير من أن أكتب عنك أو أصِفَكَ، ولكنها رسالةُ وداع من شخصٍ سيدعو الله لك طوال حياته بأن يرزُقكَ منزِلةً عاليةً في الجنةِ بإذن الله.. وداعاً سيدي الشهيد.

أترك تعليقاً

التعليقات