لله والقيادة والتاريخ
 

صلاح الصلاحي

الشيخ صلاح الصلاحي / لا ميديا -
ما تزال بشاعة المشاهد الشيطانية عالقةً في أذهاننا، وستظل ما حيينا، وما دامت دماء الشهيد المجاهد صلاح الشرفي وأبناء عمومته، الذين قامت عصابات الموت «الداعشية» التابعة لتنظيم «القاعدة» بنصب كمين مأفون للشهداء في منطقة بني سبأ في سائلة نخلة بشرعب السلام لتفجر الوضع في المنطقة وتغتال حلم السلام في مديرية السلام والذي كان ينشده ويسير لأجله الشهيد المجاهد صلاح الشرفي (رحمه الله)، وهو الذي عرفناه مجاهداً عظيماً ومؤمناً حيدرياً كراراً تعرفه ملاحم الجبهات وتعشقه صولات المواقف الشجاعة في وجه المفسدين والفاسدين والعابثين بأرواح الأبرياء المستضعفين.
ومن لا يعرف الشهيد أبو يونس الشرفي (رحمه الله)، فهو أسد الله الضرغام ورجل السلام المُنصف والعادل وصاحب الرأي الحكيم والراجح.
وبجريمة اغتياله اغتيلت أحلامُ السلام وتكبدت تعز فاجعةً مدوية لا أبشعَ منها غير تفاصيل المشهد الذي عرضته تلك الجماعات «الداعشية» الملعونة لواقعة اغتيال الشهيد الشرفي ورفاقه والتمثيل بجثثهم وإحراقها والتعدي عليهم ركلاً بالأقدام، والتي كان صاحبها القيادي «الداعشي» إبراهيم الكوحة (أبو خالد) والذي قام بركل الشهيد بعد اغتياله وإحراق سيارته، وأعلنت تلك الجماعة الإرهابية الملعونة تنفيذ العملية، والتي تبنتها ما تسمى «مقاومة تعز» معلنة أنها استهدفت رتلاً لـ»الحوثيين»، وقد بارك تلك العملية تحالف العدوان على اليمن.
جريمة نكراء يندى لها الجبين وتقشعر من هول تفاصيلها الأبدان وتتبرأُ منها الشرائع والأديان وتدينها الضمائر وتتوجعُ منها الأرواح.
ولكن العجيب والكارثي والأعظم قُبحاً وجُرماً وبشاعة هو أن يصبح «الداعشي» الكوحة مجاهداً بقدرة الطابور الخامس، والذي ينخرُ في صفوف المجاهدين ويخترقهم ويُدرجُ أمثال أولئك الملاعين في صفوف المجاهدين. والأعظم بشاعةً وفداحة حين يقوم مشرف أنصار الله في المديرية، المدعو قناف الصوفي، بالتستر على القتلة والإرهابيين والاستماتة في الدفاع عنهم وعدم إيصالهم إلى المحكمة الجزائية المتخصصة والتي تنظرُ في الجريمة وطلبت إحضار الجناة ومن بينهم المدعو إبراهيم الكوحة الموقوف على خلفية قضايا جنائية ونصب نقاط تقطع وجباية للمسافرين وباسم المجاهدين والمسيرة البريئة من مثل تلك السلوكيات والأعمال القبيحة والنكراء والمرفوضة.
وما لم أستوعبه ولم يستوعبه المتابعون لقضية الشهيد المجاهد صلاح الشرفي (رحمه الله) والمطالبون بإنصاف دماء المجاهدين التي سفكها المخترقون لصفوف المجاهدين والمنغمسون في المسيرة للنكاية بها وبأعلامها الأفذاذ ومجاهديها العظماء، قيام المدعو قناف الصوفي بالتستر على القتلة ومحاولة تمييع القضية والتلاعب بوقائعها وحيثياتها وطمس الأدلة، ومنها إخفاء بنادق الجناة القتلة وأدوات الجريمة وعدم إيصالها للجهات القضائية والأمنية لتحريزها وفحصها وكشف ملابسات وحيثيات القضية وإنصاف دماء الشهيد ومرافقيه. ستة أعوام حتى اليوم وأدوات الجريمة التي سلمت لمشرف المديرية لم تصل إلى الجهات المختصة، فما السبب والداعي لإخفائها وعدم إيصالها؟! ومن المستفيد من ذلك؟! ولماذا يستميت قناف الصوفي من أجل اغتيال القضية وطمس وتمييع الوقائع وإخفاء الأدلة؟! ويؤكد ذلك مذكرات طلب حضور المدعو قناف الصوفي إلى المحكمة الجزائية المتخصصة، إلا أنه لم يحضر للجلسة المطلوب حضوره إليها، وأيضاً مذكرة المحكمة الجزائية المتخصصة إلى قيادة شرطة تعز لإيصال المدعو قناف الصوفي ولم يحضر حتى اليوم. 
والسؤال أيضاً هو: مع من ولصالح من يشتغل الصوفي قناف ويستغل منصبه في الجانب الإشرافي لمديرية السلام التي لم تصلها أنوار المسيرة حتى اليوم إلا بشعاع ضعيفٍ جداً، وبصيص الأمل لدى المستضعفين يلفظُ أنفاسه الأخيرة بعد فقدان الأمل في إنصافهم وتطهير المديرية من براثن تدوير الفساد والفاسدين السابقين واستمرارية القائمين على الجانبين الإشرافي والأمني على محاربة المجاهدين والتنكيل بالمسيرة؟!
والشكر الجزيل للصحفيين والكتاب والإعلاميين المجاهدين الذين يتابعون وباهتمام بالغ وحثيث قضية الشهيد المجاهد صلاح الشرفي ومرافقيه (رحمهم الله)، ونرجو منهم تكثيف جهودهم أكثر لتحويلها إلى قضية رأي عام ليتسنى للقضاء سرعة الفصل فيها وإحقاق الحق.

أترك تعليقاً

التعليقات