نشوان محسن دماج / لا ميديا -
أهَذا اجْتراحُ الوعْدِ أمْ أنتَ مُؤْرَقُ
أَمِ الفجْرُ مِنْ تِشْرينَ غَزّةَ يبرقُ؟!
نَصَبْتَ لهُ جَرْسَ الضَّميرِ مَسَامِعاً
فَضَجَّ بِلاداً في حَناياكَ تخفِقُ
أَهَذي صلاةُ الأنبياءِ يؤمُّهُمْ
مُحمّدُ أَمْ مَهْدُ ابنِ مرْيَمَ ينطِقُ؟!
وللهِ ما أمضى الدقائقَ موعِداً
إليهمْ وما أشهى اللقا حين يَصْدُقُ
وَكَمْ مَقْعَدٍ صِدْقٍ يلوحُ وفَرْحةٍ
كطوفانِ أقصى في الشرايينِ تدْفُقُ
على صَهَواتٍ من رياحٍ رَقَتْ بِهِمْ
إلى صهواتِ المجدِ والموتُ مُحْدِقُ
هُمُ القوْمُ لا تسألْ فلا قَوْمَ غيرُهمْ
وهلْ غيرُهمْ إلا الغبارُ المُصَنْدَقُ
وإلّا دَمٌ ميْتٌ وَوَجْهٌ مُرَقَّعٌ
وأسْطُورةٌ زَيْفٌ وبَيْتٌ خَدَرْنَقُ
فَدَعْ بعضَ عُرْبٍ لا أباً لهَبائهمْ
ويَمِّمْ طريقَ الحقِّ فالحقُّ بَيْرَقُ
هُنا وهُناكَ اسْمٌ يلُوحُ وكُنْيَةٌ
وَتِينٌ وزيتونٌ ورَوْضٌ وزَنْبَقُ
ورَوْحٌ ورَيْحانٌ وشمسٌ ونخلةٌ
ومَهْدٌ ومِعراجٌ ونصرٌ مُحَقّقُ
بَقِيّةُ أرضِ اللهِ في الأرضِ كلّها
إليها فَغَرّبْ إن تَدَاجاكَ مَشْرِقُ
وَصَلِّ صلاةَ الظُّهْرِ جَهْراً تَجِدْ بهمْ
صلاتَكَ فَوْحاً والحدائقُ حُدَّقُ
هنا القِبلةُ الأُولى، هنا ضوْءُ شاعرٍ
يُحاكي جَريراً كي يراهُ الفَرزْدَقُ
عُروبيّةٌ أرْضي وَقَوْميّةٌ يَدِي
فلسطينُ خَمْري المستهامُ المُعَتّقُ
فلسطينُ مِن نهرٍ لبحرٍ وَمِنْ دمٍ
لذاكرةٍ أنّى طَغَى الماءُ تُورِقُ
فلسطينُ لا ما يدّعي أدعياؤهُمْ
وَمَسْرى نبيٍّ لا كَيانٌ مُلَفّقُ
تسيرُ مع الدنيا وما سارَ قبلَها
ترابٌ ولا أقوامُ طِينٍ تَخَلّقُوا
ولا نَفَخَتْ رُوحٌ مَسيحاً ولا ارتقى
رِواقٌ بَلاطِيٌّ وَقَصْرٌ خَوَرْنَقُ
ولَكِنّهُ وقتٌ لقيطٌ أتتْ بِهِ
لقائطُ شَتّى تنحني حيث تأْبَقُ
فعاثتْ خَراباً واستقلّتْ شَتاتَها
وُعُودَ تَلامِيدٍ رَوَاها المُزَوِّقُ
فأَلْقَحَها ثوباً هَجِيناً كربِّها
ثمانينَ حَوْلاً -لا أبا لك- يُرْتَقُ
فحتى إذا اغترّتْ مع الدّودِ أَكْلَةً
وظَنَّتْ ظُنونَ البُومِ تُقعي وتنعِقُ
أتاها مع الإشراقِ آتٍ وصَيْحَةٌ
كأنَّ صَدَاها نسْرُ حَشْرٍ مُحَلِّقُ
رِجالٌ يَبيعُونَ الرّدَى بعضَ مزحةٍ
ويَجْرُون جَرْيَ السَّيلِ حَيثُ التّرَفُّقُ
يَدُكّون عَرْشَ البَغْيِ زَنْداً وساعِداً
فيَرْدَى صَهَايينٌ ويَهْوي شَمَقْمَقُ
ويُنْسَفَ عِجْلٌ أُشْرِبوا في قلوبِهِمْ
ويُذرَى رَماداً في العيونِ ويُحْرَقُ
أماتوا يَبَاباً كانَ يبغِي تَجَذُّراً
وعرَّوْا سَرَاباً غارَ فيهِ التّعَمُّقُ
ولَكِنْ جُنُونٌ جُنَّ في حَوْمَةِ اللّظَى
فطارتْ بِهِ أفْوَاهُ رِيحٍ وَأَشْدُقُ
سِياجٌ وَنارٌ والمَدى كلُّهُ الرَّدى
وَسَوْطٌ وَجَلّادٌ زَنيمٌ وغَرْدَقُ
وسجنٌ بحجْمِ الليلِ تلتفّ حَولَهُ
أفاعٍ بلونِ الليلِ تُرْدي وتَشْنُقُ
بِساديّةِ الغَرْبيِّ تُلْقي جَحيمَها
قذائفَ صَمّاءَ الصناعاتِ تَصْفُقُ
لِتقتُلَ باسْمِ القتلِ أطفالَ غزّةٍ
ونِسْوَتَها والحقدُ أربى وأمْحَقُ
قَضَتْ نَحْبَها أُمٌّ وأختٌ وعَمّةٌ
ومولودةٌ وَابْنٌ وَجَمْعٌ وَفُرَّقُ
وخَرَّتْ سُقُوفٌ فَوْقَ سَقْفٍ وَشَارِعٌ
على شارعٍ وانْهَدَّ صَرْحٌ ومَرْفَقُ
ومازال لمْ يَرْوِ ابْنُ صُهْيونَ غِلَّهُ
يَهُوذا يُمَنِّيهِ وَهِنْدٌ تُصَفِّقُ
وهيهاتَ مِنْ هامِ البطولاتِ ذِلّةٌ
وهيهاتَ يَحني الْهامَ لَيْثٌ وَغَرْنَقُ
سلامٌ على أطفالِ غزةَ إنهمْ
سلامٌ بكل العالمِ الرَّحْبِ يَعْبَقُ!
المصدر نشوان محسن دماج
زيارة جميع مقالات: نشوان محسن دماج