«إسرائيل» تتغوط في فنائنا والمطاوعة يتبولون على أسرّة نومنا
- محمد القيرعي الثلاثاء , 23 ديـسـمـبـر , 2025 الساعة 12:34:09 AM
- 0 تعليقات

محمد القيرعي / لا ميديا -
من برأيكم كان ولا يزال سبب بلاء وشقاء بلادنا الحبيبة.. اليمن منذ السنين الأولى لانطلاقة ثورتنا الوطنية الأم «سبتمبر 1962م»؟! ومن هو السبب الرئيسي وراء تعثرها ونكباتها المتوالية وصولا إلى ما آلت إليه اليوم من فوضى ودمار وتشرذم وانقسام أهلي وعرقي وطبقي ومناطقي ومذهبي يستعر على امتداد مشهدها الديمغرافي المحتقن؟!
إنهم جموع المطاوعة بالطبع وحزبهم الحركي الموبوء بكل إفك وشرور العالم «حزب الإصلاح»، فهم من وأدوا مجمل أنظمة الحكم الوطنية السوية تباعا على امتداد مراحل العملية الثورية الوطنية، بدءاً بنظام الرئيس الراحل عبدالله السلال، الذي انقضوا عليه في نوفمبر العام 1967م، بعد خمسة أعوام وشهر واحد فقط على قيام ثورة سبتمبر 1962م، التي قادها هو.. وهم من انقضوا أيضا على نظام الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي في أكتوبر 1977م شاهرين في وجهه سلاح الفتاوى الدينية والتكفير والهرطقة التي يجيدونها «كمهرطقين» أكثر من غيرهم، رغم الميزة الحضارية والمدنية المتفردة التي اتسم بها نظام الحمدي آنذاك دون غيره، كنظام حكم وطني تقدمي اتسم من بين جميع من تعاقبوا على حكم الجمهورية منذ الثورة بأعلى معايير النزاهة والعدالة المجتمعية والشفافية المالية والمساواة الإنسانية.
وهم من استدعوا ونظّروا وبشروا بمحاسن العدوان الخارجي الحالي (بشقيه الإقليمي والدولي) بهدف وأد وأجهاض ثورة 21 أيلول 2014م.. بكل ما خلفه هذا العدوان البربري في محيطنا وحياتنا كشعب مكلوم بطاعون المطاوعة.. من دمار ودماء وفوضى وتشرذم ومخاطر جمة تهدد أمننا ومستقبل بلادنا الحالك وتقوض سكينة مجتمعاتها ووحدتهم وتطلعاتهم الحضارية والمدنية الموءودة، ما يعني أنهم ولوحدهم -أي المطاوعة- من يتحملون وبصفة رئيسية ومباشرة كامل المسؤولية الأخلاقية والوطنية عما آلت إليه البلاد.
ألم يكونوا من بادروا وعن سبق إصرار وترصد في نفخ أبواق الاستدعاء المشاعي المفتوح لجلاوزة ومهرجي الرياض وأبوظبي لحشد القوة والحلفاء والأعوان للعدوان على بلادهم تحت زعم تخليصها من براثن «الهيمنة الفارسية» على حد وصفهم.. ممزقين ومدمرين ومقوضين كل دعائم السلم الأهلي والاجتماعي، وضاربين عرض الحائط بكل مُثل الهوية والسيادة الوطنية، وصولاً إلى لحمة الشعب اليمني ووحدته التي باتت هي الأخرى مهددة اليوم بفعل مجونهم الانبطاحي، ورهينة للتجاذبات الاستعمارية (بشقيها الإقليمي والدولي) بما فيهم «أورشليم» التي حظيت اليوم بموقعها المتقدم والراسخ في «جنوبنا المتشظي» من خلال عملائها وأفاعيها السامة في المكونات الانفصالية «انتقالي عيدروس الزبيدي» الذي بات لا يستحي من الإفصاح عن تآخي كيانه العقيم مع كيان الصهاينة الدخيل، والذين بدورهم -أي الصهاينة- لم يبخلوا من جهتهم على عيدروسهم النتن بالمال والعتاد والأسلحة والذخائر الحربية والطائرات المقاتلة لتمكينه من تعزيز انتصاره المخزي والمزري ضد الإرادة الوطنية والشعبية.
أوليس الوضع القائم اليوم، على امتداد المشهد الوطني بصفة عامة، والجنوب بشكل خاص، هو نتاج مجون المطاوعة الانبطاحي والتآمري العقيم على أمن واستقلال وسيادة ومستقبل شعبهم وبلادهم، بالصورة التي لم يعد في الإمكان تخطي آثاره الكارثية على المدى الزمني الطويل؟! ألم يكونوا هم وراء التسريع على الأقل من ظاهرة انهيار فكرة الدولة الموحدة في اليمن، وتعزيز مسار الانقسام الانهزامي السائد والمكرس اليوم بقوة البارود بين شماله وجنوبه؟!
خلاصة القول هو أنه ما كان في مقدور عيدروس الزبيدي اعتمار العباءة الانفصالية، ولا في مقدور «إسرائيل» تصويب أسلحتها إلى صدورنا بأيادي عملائها في «الانتقالي» ولا في مقدور الرياض وأبوظبي العبث بأمننا وسيادتنا ووحدتنا واستقرارنا، لولا هوس المطاوعة الانبطاحي الذين مهدوا لكل هؤلاء منذ بداية العدوان كل سبل الهيمنة والتدخل المشاعي المفتوح.
ومع هذا أستطيع القول إنه لا يزال لدى المطاوعة، وحزبهم الحركي سيئ الصيت «حزب الإصلاح» الفرصة السانحة للتكفير عن أخطائهم وجرائمهم المرتكبة في حق شعبنا وبلادنا، وذلك عبر المبادرة أولاً بتفكيك ارتباطاتهم الخيانية مع قوى الخارج والعودة لطلب الصفح والمغفرة من شعبهم اليمني المكلوم بجحودهم، ومن ثم السعي لتوحيد قواهم مع القوى الوحدوية والثورية في الداخل الوطني، وعلى رأسهم الحوثيون ومؤتمريو الداخل على وجه التحديد، لدرء المخاطر المحيطة بوحدة الشعب وبلحمته الداخلية ومستقبله القومي.
فلماذا لا يبادر هؤلاء المسوخ الملتحون -من بتوع حزب الإصلاح- للتكفير عن أخطائهم وجرائمهم عبر المضي في انتهاج بعض الخطوات التصالحية الفعلية مع قوى الداخل الوطني، ليتجنبوا بذلك وصمة التاريخ لهم ولكيانهم الحركي، بالعار والخزي المهين.
ما لم.. فليكونوا على ثقة من أن التاريخ لن يرحمهم البتة، وكذلك الشعب اليمني الذي سيحاسبهم دون شك على كل مجونهم التآمري والإجرامي في حقه، طال الدهر أم قصر، والتاريخ، كما الشعوب، لا يرحم إطلاقاً.










المصدر محمد القيرعي
زيارة جميع مقالات: محمد القيرعي