«طوفان الأقصى»..بين النزعة التحررية للشعوب وذرائع قمع الأنظمة
- إبراهيم الهمداني السبت , 2 أغـسـطـس , 2025 الساعة 1:09:00 AM
- 0 تعليقات
إبراهيم الهمداني / لا ميديا -
استطاعت عملية «طوفان الأقصى» كسر سردية الهيمنة الإمبريالية في الوعي العربي والإسلامي الجمعي، كما أكد فعل الإسناد الموحد من قبل محور الجهاد والمقاومة إمكانية تحقق حلم الوحدة العربية والإسلامية، في ظل مشروع نهضوي واحد، وقيادة حكيمة موحدة على منهج قرآني رباني واحد، وكذلك قدم صمود أهالي غزة الأبطال أمام حرب الإبادة والمجازر الجماعية الشاهد على قوة الحق في مسار الانتصار للمستضعفين، وهو ما شكل صدمة كبرى للوعي الجمعي، وجعل الشعوب العربية والإسلامية تشعر بعظمة ولذة النصر الذي فقدته منذ عقود، وتستشعر أهمية دورها ومسؤوليتها الدينية.
وما إن بدأت هذه الشعوب تتحرك في المسار الصحيح، سارعت أنظمتها الحاكمة العميلة إلى قمع نزعتها الجهادية التحررية، وإعادتها إلى حظيرة الخنوع والصمت، بكل الوسائل والأساليب الوحشية القذرة، بحجة الحفاظ على أمن وسلامة الوطن، وتجنيب البلد مغبة عداء أمريكا و»إسرائيل»، وتجريم كل موقف جمعي، وصولاً إلى منع المظاهرات الشعبية في مختلف البلدان العربية والإسلامية.
وبينما تسابق حلفاء الكيان «الإسرائيلي» إلى إعلان دعمهم المطلق وشراكتهم الكاملة في حربه تحت مظلة انتمائهم الجامع إلى «الصهيونية»، كانت أنظمة العمالة والتطبيع والنفاق قد حرمت وجرمت التعاطف مع غزة تحت أي تسمية كانت، وانسلخت عن كل أواصر القربى وروابط الدين والانتماء، وأصدر علماء البلاط وفقهاء السوء فتاواهم بالبراءة من مجاهدي غزة «الإرهابيين»، وتحريم كل مظاهر التعاطف الشعبي معهم، ومنع حتى مجرد الدعاء لهم، اتباعاً وطاعة لولي الأمر الذي رأى ذلك في «مصلحة وأمن البلاد».
ذلك مهّد للأنظمة العميلة الانتقال إلى الخطوة التالية في دورها الخياني القذر، لتشارك العدو «الإسرائيلي» وحلفاءه مشروعهم الشيطاني الإجرامي، وتحقيق أهدافهم الوحشية التدميرية. وفي سياق إسناد العدو «الإسرائيلي» في حرب الإبادة الجماعية الشاملة التي يشنها وحلفاؤه بحق المدنيين الأبرياء من أبناء قطاع غزة، ساهمت أنظمة الطوق العربي في تشديد الحصار على المستضعفين في غزة، وإغلاق كافة المعابر والمنافذ، إسهاماً علنياً في فعل الإبادة بالتجويع بحق أكثر من مليوني إنسان عربي مسلم في قطاع غزة، بحجة الالتزام بما سبق بينهم وبين الكيان الغاصب من المعاهدات، وعدم رغبتهم في إدخال بلدانهم في حروب لا طاقة لهم بها في حال نقضهم تلك المعاهدات والاتفاقيات.
المصدر إبراهيم الهمداني
زيارة جميع مقالات: إبراهيم الهمداني