بدمِ العارِ يُكتب اسمُه
- مرتضى الحسني الثلاثاء , 5 أغـسـطـس , 2025 الساعة 1:18:20 AM
- 0 تعليقات
مرتضى الحسني / لا ميديا -
في كلِّ أرضٍ محتلة، يُولد الرجالُ من رحم النار، ويخرجون من بين الركام، جبالاً لا تنحني، وسيوفاً لا تصدأ.
في فلسطين، كان دوماً للبطولة رجالها، وللخيانة أيضاً وجوهٌ تعرفها الذاكرة ولا تنساها. وبينما تقاوم غزةُ وحدَها طغيان الحديد والنار، ويموت أبناؤها جوعاً وقهراً وقصفاً، ظهر في ظلال الفوضى وجهٌ شاحبٌ للخيانة، يحمل اسماً فلسطينيّاً؛ لكنه يمضي في دروب العمالة بكل وضوح. ياسر أبو شباب.
من شرق رفح، وفي مايو 2024، بزغت مليشيا منحطة يقودها هذا السجين الفار، تاجر المخدرات السابق، لتفتح جبهة جديدة لا تُطلق فيها النار على الاحتلال، بل على ظهر الشعب الجائع. لا نتحدث عن مجموعة عشوائية من الفوضويين، بل عن تنظيم هرميٌّ محكم، بثلاثة صفوف، وخطط مسبقة، تعمل بدقة لتُنفّذ ما عجز عنه الاحتلال في لحظة ارتباك.
80 شاحنة إغاثة تم نهبها، وفق تقرير أممي. أربعة سائقين قُتلوا في الطريق ما بين مايو وأكتوبر 2024. والفاعل: عصابة «أبو شباب». ليس عبثاً أنهم يتمركزون شرق رفح، في البقعة ذاتها التي اقترح سموتريتش تحويلها إلى سجن جماعي للفلسطينيين. ليس عبثاً أن تُوصف مناطق نشاطهم بأنها «وادي اللصوص». فالغطاء الأمني «الإسرائيلي» واضح، والتسليح مباشر، والشهادة جاءت من أفواه قادتهم قبل تقارير الصحافة.
لقد سلّحهم الاحتلال كما سلّح «جيش لحد» ذات زمن، وهيّأهم ليكونوا نواته المحلية البديلة بعد الحرب. وها هو نتنياهو يُقِرُّ بأنه فعّل جماعات ضد حماس، وها هو أبو شباب يعترف صراحة بأنه يعمل مع الجيش الصهيوني؛ «ولكن بشكل غير مباشر»؛ فيا للعهر!
أظهرته المقاطع وهو إلى جانب جنود الاحتلال. عائلته تبرأت منه وأهدرت دمه؛ لكن الدم الفلسطيني النازف من خاصرة غزة، يظلّ هو الثمن الباهظ لخطايا هذا الزمن المريض.
في صعود «أبو شباب»، أول عميل يعترف جهاراً منذ بداية الحرب، خطر وجودي؛ فهو لا يخوض معركته ضد الاحتلال، بل ضد مشروع المقاومة ذاته، ويريد أن يُدخل غزة في حربٍ أهلية تُدار بأموال العدو وبنادقه، بينما ينأى جنوده بعيداً.
ليست خيانة فرد، بل مشروع اختراق. ليست مجرد فوضى، بل محاولة لتغيير هوية الصراع. لكن غزة، التي سقط فيها آلاف الشهداء لتبقى، لن تُسلِّم رايتها لذئب مأجور ولا عميل مأفون.
سيسقط أبو شباب، وتسقط المليشيا. وسيبقى الفلسطيني، وحده الجبل، وحده السيف، وحده النشيد.
المصدر مرتضى الحسني
زيارة جميع مقالات: مرتضى الحسني