رسائل فرط صوتية
- أحمد أمين باشا السبت , 6 سـبـتـمـبـر , 2025 الساعة 1:08:53 AM
- 0 تعليقات
أحمد أمين باشا / لا ميديا -
يبدو أن قادة الاحتلال الصهيوني لا يعرفون من هم اليمنيون، وليس لديهم حتى خلفيه عن تاريخ اليمنيين وبأسهم وضراوتهم عند الوغى، ولا يدرك هؤلاء أنهم يقاتلون شعباً قادته الأوائل هم الفاتحون تحت رايه الإسلام، إلى الصين شرقاً وحتى جنوب فرنسا غرباً. هزموا كل الإمبراطوريات القديمة، وأذلوا القوى الاستعمارية في العصر الحديث.
بصراحة، أعتبر الكيان محظوظاً، لأنه بعيد جغرافياً عن متناول اليمن مسافة 2000 كيلومتر، ومع ذلك لم يسلم من مسيّراته وصواريخه، وآخرها الصاروخ الفرط صوتي الحامل للرؤوس العنقودية الذي تبلغ سرعته 16 ماخ.
وجدير بالذكر أن الخبراء العسكريين الصهاينة اعترفوا بعدم امتلاكهم هذه النوعية من الصواريخ بعد، معبرين عن صدمتهم من امتلاك صنعاء مثل هذه التقنيات التي لا تتوفر حتى عند بعض الدول المتقدمة، وهو ما تعتبره «تل أبيب» يشكل مصدر قلق بالغ وتهديد استراتيجي لـ»أمنها القومي».
وحتى عند سؤال الذكاء الاصطناعي عن الدول التي تمتلك صواريخ فرط صوتية سرعتها 16 ماخ على مستوى العالم فسوف يأتيك الجواب أن اليمن هي إحداها. هذا فيما يتعلق بطبيعة الصراع بين صنعاء والكيان الصهيوني.
من جانب آخر، ستتوقف الكثير من القوى الإقليمية والعالمية عند هذا الحدث الاستثنائي لتعيد النظر بعدها في المآزق الذي وضعتها فيه صنعاء، بما يغير حتماً التوازنات الجيوسياسية في المنطقة لضمان الاستقرار وديمومته، ويحفظ كذلك مصالح القوى الإقليمية والعالمية، وخصوصاً التجارة الدولية البحرية، والذي لن يتأتى إلا بالاستماع لرؤية صنعاء في الكثير من الملفات الداخلية والخارجية بما يحقق مصالح الجميع، وعلى رأسهم اليمن المعتدى عليه ظلماً من قبل جهات إقليمية ودولية منذ العام 2015، ويتوجب على هذه القوى إعادة النظر في علاقتها مع صنعاء ووقف التسويف والمماطلة عبر مبعوثها الأممي والرباعية الدولية.
تمتلك صنعاء من الأوراق الكثير والكثير، وواشنطن ولندن أكثر من يعلم ذلك، بل ولديهما، وخصوصاً واشنطن، تجارب مريرة أثناء الصراع الأخير مع صنعاء في البحر الأحمر، الذي أنهكها وأساء لسمعة أساطيلها وبوارجها على مستوى العالم، ولم تستطع تفادي المزيد إلا بلجوئها إلى مسقط لإقناع السلطة في صنعاء بإبرام اتفاق هدنة حفظت من خلالها واشنطن ماء وجهها. ويبدو أن الرسالة وصلت للجميع.
المصدر أحمد أمين باشا
زيارة جميع مقالات: أحمد أمين باشا