مصور الرئيس الشهيد الصماد، طه الشرقبي: الصماد كان قريباً من الناس ويستمع لـ«جراح الشعب»
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي

حاوره/ عبدالرقيب المجيدي / لا ميديا -
في هذا اللقاء يتحدث المصور الخاص طه الشرقبي، عن الرئيس الشهيد الصماد، ويعرض تفاصيل تروى لأول مرة عن حياة الرئيس الشخصية وتعامله مع المواطنين ورجال الدولة وكل من حوله.
ويحكي الشرقبي عن الكثير من الأحداث التي عاشها الرئيس ورفاقه خلال فترة رئاسته..
في خطر دائم
• كيف كان وقع خبر استشهاد الرئيس الصماد عليك؟
كانت صدمة كبيرة وغير متوقعة، وكان وقعها علينا كبيراً، وبالرغم من أننا كنا نشعر بخطورة في كل زيارة أو نشاط يقوم به الرئيس، لكننا كنا قد تعودنا، وكنا في كثير من الأحيان نشعر أن هناك خطورة، لكنا كنا نستحي أن نقول له أن يخفف من أنشطته المتنوعة، وقد تعرض لأكثر من تهديد وأكثر من محاولة استهداف من قبل العدوان، إلَّا أن الله سلم وأفشل تلك المحاولات.
• كمصور في رئاسة الجمهورية هل كنت ترافق الرئيس في كل زياراته التي يقوم بها؟
في أغلب زياراته.
أحبه الجميع
• لو تعطينا نبذة عن تعامله مع كافة الشرائح التي يلتقي بها؟
تقريباً خلال فترة رئاسته كان قد التقى غالبية شرائح وفئات المجتمع من الأطفال إلى الشباب وقطاع المرأة والمشائخ، وكثيراً ما كان يلتقي العسكريين بسبب ظروف الحرب، وكذلك العلماء والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين و... الخ، وكان يخاطبهم كأخ وليس كرئيس، فكان يجل الكبير ويحترم الصغير، وكان الجميع يخرجون مقتنعين بكلامه رغم أنه لم يكن لديه ما يعطيه، إلَّا أنه كسب قلوب الناس بشكل عجيب، وتعلق به الناس كثيراً ممن لم يعرفوه إلا عبر شاشة التلفاز. ولا يتسع المجال هنا للحديث عنه بالشكل الذي يستحقه.
قريب من الناس
• بماذا تصف نضال الشهيد الصماد خلال فترة رئاسته؟ وهل كانت له أمنيات يفصح عنها أمامكم؟
خلال فترة رئاسته حاول أن يكون قريباً من الجميع ومرجعاً وأباً للجميع، والتقى بكل شرائح المجتمع من الأحزاب والملتقيات والانتماءات الدينية والمذهبية وبمنظمات المجتمع المدني ومثقفين وأكاديميين وأطباء وشباب وطلاب وعلماء ومشائخ وقبائل والمرأة وحكومة الأطفال، وتحدث مع وإلى الجميع، وتسلل حبه الي كل الشعب وكل فئاته رغم قصر علاقته بهم، ورغم قلة الحيلة وانعدام ما يمكن أن يقدمه لهم، إلَّا أنه أسر قلوبهم، وغادر فظلت قلوبهم وظلوا أسري الحب والوفاء له إلى أن تقوم الساعة.
كان بين همين ومسؤوليتين تشده هذه وتذهب به تلك، كان يريد أن يبني دولة، لكن الظروف كانت تأخذ بلبه إلى الجبهات، ويريد ويتمنى لو يسمح له بأن يكون مجاهداً يحمي هذه الدولة، وهذا الشعب أولاً، فكان مشروع المجاهد الذي يبني يوماً ويوماً يحمي، وكان قسيم معركة جهاد البناء وجهاد الدفاع المقدس وشهيد المعركتين.
لم نعرف بزيارته للحديدة
• هل رافقته في زيارته الأخيرة إلى الحديدة؟
لا؛ لم نبلغ بها، وحسب فريق حماية الرئيس بأنه كان مريضاً، ويود أن ينزل ليرتاح قليلاً، وكثير من أعضاء فريقه لم يكونوا معه، لكنه بعد وصوله إلى الحديدة قرر فجأة أن يجتمع بالسلطة المحلية هناك، وحصل ما حصل.
أخوك صالح الصماد
• كيف كان الرئيس الشهيد يتواصل معكم؟
كان دائماً يسأل عمن حوله ويتفقد أحوالهم، ولا ينسى أحداً من الصغير إلى الكبير، حتى إنه كان يتواصل بأعضاء فريقه بعد منتصف الليل، يسأل عن ظروفهم، وقد اكتشفنا أنه كان يتواصل بالجميع فرداً فرداً، وعندما يغير أرقام تواصله يرسل عبارته المعهودة: "السلام عليكم أخوك صالح الصماد"، وكان يصر على التواصل وترك أرقامه مفتوحة للجميع، وسمعت عنه عندما كنا ننكر على فريق حمايته السماح له بالتواصل بهذا الشكل، أنه قال بما معناه إذا أغلقنا نحن المسؤولين باب تواصلنا بالناس، فكيف سنخدمهم...!
كان بعد أي نشاط أو زيارة يسأل عن فريقه، ويوجه بالاهتمام بهم، ويقول الله المستعان قد أتعبناهم.
رقي في التعامل
• للرئيس صفات خاصة به للتعامل مع المواطنين أو مسؤولي الدولة، هل لك أن تطلعنا عليها؟
كنا نحضر اجتماعاته، فكان يتحدث مع الكبير من مسؤولي ووزراء الدولة كأنه والده، والأصغر سناً كأخيه، ويستخدم أسلوب التذكير بالمسؤولية الكبيرة عليه وعليهم، وكثيراً ما كان يستعرض الآيات القرآنية في حديثه. ومن رقي أخلاقه ورفيع أدبه عندما يرى أن أحد الضيوف يريد أن يطرح عليه مواضيع خاصة تستلزم خروج المتواجدين من فريقه، يتحرج أن يأمرنا بالخروج، فيسر لأحد من رفاقه من قريته بأن يخرج، فندرك قصده ونخرج، أو يكتب في ورقة صغيرة "لو سمحتوا انتظروا أو اجلسوا"، قاصداً بذلك العكس، وكان يتجنب كثيراً لغة الأوامر لمن حوله.
كنا نشعر بقربه منا كأنه أحدنا، ونتحرج منه كرئيس، وهو لا يرغب بذلك، ويعمل على كسر الحواجز والرسميات، وكنا نشعر أنه متضايق من المراسيم والبروتوكولات، ويريد أن يظل مواطناً، ويظل قريباً من الناس.
صاحب القلب الكبير
• هل كنت تعرف الصماد قبل أن يصبح رئيساً؟
عرفت عنه قبل أن يكون رئيساً أنه كان منصفاً حتى من نفسه، ولا يحمل في نفسه شيئاً على أحد، حتى لو حصل بينه وبين أي شخص زعل أو خلاف، فإنه بسرعة ينسى ويذهب هو ليعتذر، فكان سمحاً، ومنه عرف معنى صاحب القلب الكبير.
أول الملتزمين بالنظام
• "يدٌ تحمي ويدٌ تبني" كان الرئيس يسعى لتفعيل كافة مؤسسات الدولة والعمل بقوانينها، كيف جسد الريس هذا الشعار؟
كان يرغب في إعادة النشاط لكل مؤسسات الدولة وتفعيل الأنظمة والقوانين وترسيخ الالتزام بها في سلوك وحياة المسؤول والمواطن، وقد ظهر ذلك في أكثر من خطاب، وفي لقاء له مع منتسبي وزارة الداخلية على وجه الخصوص، حتى إنه وكمثال على ذلك كانت تعيق المصورين أرقام سياراته التي يتنقل بها وهم يعملون على تجنب التقاطها ونشرها بسبب الظروف الأمنية، وقد تحدثنا إلى فريقه الأمني، وقلنا إنه من الأفضل أن يمشي بدونها، فقالوا إنه من كان يصر على ألَّا يمشي إلَّا بها، وأن يكون أول الملتزمين بالنظام.
يستمع لـ"جراح الشعب"
- كمنشد أيضاً هل الرئيس الصماد كان يستمع لأعمالك الإنشادية؟
كان يطلب مني دائماً أن أرسل له أعمالي، وكان يقول لي بأنه أعجبته الأنشودة التي عنوانها "جراح الشعب"، وقد أخبرني أيضاً بعض من كانوا برفقته من أعضاء الوفد الذي ذهب إلى ألمانيا، بأنها كانت تعجبه كثيراً، ويستمع لها دائماً هناك.
المصدر صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي