فضيحة برشلونة: خسائر جسيمة وارتدادات كبيرة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

"الكارثة الكبرى"، "الخسارة المذلة"، "الزلزال المدوّي"، "الفضيحة التاريخية"، "ليلة الكوابيس"، "إنكسار البطل"... كثيرة هي العناوين التي يمكن أن تُطلق على الخسارة الفادحة التي تلقاها برشلونة الإسباني، أمس، في ملعب "بارك دي برانس" أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، في ذهاب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا.
بالفعل هي ليلة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى لا يمكن العبور فوقها بسهولة إذ إن ما حصل في هذه الأمسية الباريسية كبير جداً. صحيح هنا أن "البرسا" كان قد عاش موقفاً شبيهاً في البطولة ذاتها في موسم 2012-2013 عندما خسر في نصف النهائي أمام بايرن ميونيخ الألماني بنتيجة 0-7 في مجموع المباراتين إلا أن البافاري كان في حينها فريقاً مرعباً بينما أن لا أحد على الإطلاق كان يتوقع أن يعيش الكاتالوني الأمر ذاته ضد سان جيرمان الذي تنازل في هذا الموسم عن صدارة الدوري الفرنسي، من دون التقليل طبعاً من حجم انتصار النادي الباريسي الذي استحقه تماماً بسيطرته المطلقة على المباراة وتفوّق مدربه ولاعبيه تكتيكياً ومجهوداً بدنياً وحافزية لتحقيق الفوز حيث قدّم الباريسيون مباراة لن ينسوها في تاريخهم وحتى أنه يمكن القول أن هذا الفوز هو الأفضل للكرة الفرنسية في الساحة الأوروبية على صعيد دوري الأبطال الذي لم يشهد سوى تحقيقهم لقباً واحداً فيه كان من نصيب مرسيليا.
غير أنه يمكن القول أن وضع برشلونة هو الذي أسهم أيضاً في هذا الفوز الباريسي التاريخي، إذ إن "البرسا" منذ الموسم الماضي هو غير "البرسا" المعتاد. ما يبدو جلياً أن الفريق الكاتالوني لم يعد ذاك الفريق الذي يهابه الجميع ويكفي ذكر اسمه ليدخل الرعب إلى قلوبهم. لم يعد برشلونة كما في السنوات الماضية ذاك الفريق الذي وصف بأنه "قادم من كوكب آخر". ثمة شيء في برشلونة يبدو مفقوداً. هل هو تراجع الحافزية لتحقيق الألقاب؟ هل هو أفول نجم العديد من اللاعبين؟ هل أن المشكلة في المدرب لويس إنريكي؟ هل أن الإدارة تتخذ قرارات خاطئة؟ كل هذه الأسئلة مشروعة مترافقة مع تراجع إنتاجية مدرسة النادي "لا ماسيا" التي كانت تضخ أبرز المواهب للفريق الأول.
فلنبقى في الحدث الآنيّ الصاعق أمس حيث لا يخفى أن الخسائر الناجمة عنه كثيرة وارتداداته ستكون كبيرة. مما لا شك فيه هنا أن إنريكي بات في وضع لا يحسد عليه بالإستمرار مع الفريق في حال الخروج الذي بات وشيكاً، إذ إن المباراة ضد سان جيرمان فضحته بوضوح حيث بدا مفتقداً للحلول والتكتيك المناسب وخسر المعركة تماماً أمام نظيره أوناي إيمري. في الأساس، فإن إنريكي دخل المباراة بتكتيك خاطىء مستسهلاً فيه المهمة أمام فريق اعتاد التفوّق عليه فلم يعر اهتماماً لتقوية خط الوسط الذي كسب فيه الباريسيون المعركة وكان العامل الأساسي في الفوز. ومن ثم فإنه أثناء المباراة وتحديداً في بداية الشوط الثاني بدا عاجزاً في قراءة الأحداث وتدارك الوضع والخروج بأقل الخسائر رغم أن كل المعطيات كانت تشير إلى أن سان جيرمان قادر على تسجيل الهدف الثالث والرابع وحتى الخامس، إلا أن إنريكي لم يحرّك ساكناً.
أضف إلى ذلك فإن العديد من اللاعبين أظهروا أن قميص برشلونة لا يليق بهم مثل سيرجي روبرتو ودينيس سواريز والفرنسي لوكاس دينيي والبرتغالي أندريه غوميز وهنا يُسأل إنريكي والإدارة من خلفه عن الإنتقالات التي أقدم عليها النادي والتي أثبتت ضعفها ويكفي هنا المقارنة أن سان جيرمان حصل هذا الشتاء على الألماني جوليان دراكسلر الذي كان أحد النجوم أمس وأنسى روبرتو أبجديات الكرة من خلال تحويل جبهته إلى "أوتوسترادات" وصل بها بسهولة إلى قلب المنطقة الكاتالونية.
لكن من الإرتدادات الخطيرة والأبرز ربما في حال الخروج المتوقّع مع صعوبة الفوز بخماسية إياباً أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قد يفكّر جدياً بحسم قراره بمغادرة الفريق خصوصاً مع اتضاح أن برشلونة بات بحاجة إلى تغيير جذري وبأن جيلاً قد أفل نجمه والحديث هنا عن أندريس إينييستا وسيرجيو بوسكيتس وجيرار بيكيه.
أيام صعبة بالتأكيد تنتظر برشلونة وعشاقه، وليست الرباعية الباريسية إلا نذيرها الأول!
حسن زين الدين
بالفعل هي ليلة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى لا يمكن العبور فوقها بسهولة إذ إن ما حصل في هذه الأمسية الباريسية كبير جداً. صحيح هنا أن "البرسا" كان قد عاش موقفاً شبيهاً في البطولة ذاتها في موسم 2012-2013 عندما خسر في نصف النهائي أمام بايرن ميونيخ الألماني بنتيجة 0-7 في مجموع المباراتين إلا أن البافاري كان في حينها فريقاً مرعباً بينما أن لا أحد على الإطلاق كان يتوقع أن يعيش الكاتالوني الأمر ذاته ضد سان جيرمان الذي تنازل في هذا الموسم عن صدارة الدوري الفرنسي، من دون التقليل طبعاً من حجم انتصار النادي الباريسي الذي استحقه تماماً بسيطرته المطلقة على المباراة وتفوّق مدربه ولاعبيه تكتيكياً ومجهوداً بدنياً وحافزية لتحقيق الفوز حيث قدّم الباريسيون مباراة لن ينسوها في تاريخهم وحتى أنه يمكن القول أن هذا الفوز هو الأفضل للكرة الفرنسية في الساحة الأوروبية على صعيد دوري الأبطال الذي لم يشهد سوى تحقيقهم لقباً واحداً فيه كان من نصيب مرسيليا.
غير أنه يمكن القول أن وضع برشلونة هو الذي أسهم أيضاً في هذا الفوز الباريسي التاريخي، إذ إن "البرسا" منذ الموسم الماضي هو غير "البرسا" المعتاد. ما يبدو جلياً أن الفريق الكاتالوني لم يعد ذاك الفريق الذي يهابه الجميع ويكفي ذكر اسمه ليدخل الرعب إلى قلوبهم. لم يعد برشلونة كما في السنوات الماضية ذاك الفريق الذي وصف بأنه "قادم من كوكب آخر". ثمة شيء في برشلونة يبدو مفقوداً. هل هو تراجع الحافزية لتحقيق الألقاب؟ هل هو أفول نجم العديد من اللاعبين؟ هل أن المشكلة في المدرب لويس إنريكي؟ هل أن الإدارة تتخذ قرارات خاطئة؟ كل هذه الأسئلة مشروعة مترافقة مع تراجع إنتاجية مدرسة النادي "لا ماسيا" التي كانت تضخ أبرز المواهب للفريق الأول.
فلنبقى في الحدث الآنيّ الصاعق أمس حيث لا يخفى أن الخسائر الناجمة عنه كثيرة وارتداداته ستكون كبيرة. مما لا شك فيه هنا أن إنريكي بات في وضع لا يحسد عليه بالإستمرار مع الفريق في حال الخروج الذي بات وشيكاً، إذ إن المباراة ضد سان جيرمان فضحته بوضوح حيث بدا مفتقداً للحلول والتكتيك المناسب وخسر المعركة تماماً أمام نظيره أوناي إيمري. في الأساس، فإن إنريكي دخل المباراة بتكتيك خاطىء مستسهلاً فيه المهمة أمام فريق اعتاد التفوّق عليه فلم يعر اهتماماً لتقوية خط الوسط الذي كسب فيه الباريسيون المعركة وكان العامل الأساسي في الفوز. ومن ثم فإنه أثناء المباراة وتحديداً في بداية الشوط الثاني بدا عاجزاً في قراءة الأحداث وتدارك الوضع والخروج بأقل الخسائر رغم أن كل المعطيات كانت تشير إلى أن سان جيرمان قادر على تسجيل الهدف الثالث والرابع وحتى الخامس، إلا أن إنريكي لم يحرّك ساكناً.
أضف إلى ذلك فإن العديد من اللاعبين أظهروا أن قميص برشلونة لا يليق بهم مثل سيرجي روبرتو ودينيس سواريز والفرنسي لوكاس دينيي والبرتغالي أندريه غوميز وهنا يُسأل إنريكي والإدارة من خلفه عن الإنتقالات التي أقدم عليها النادي والتي أثبتت ضعفها ويكفي هنا المقارنة أن سان جيرمان حصل هذا الشتاء على الألماني جوليان دراكسلر الذي كان أحد النجوم أمس وأنسى روبرتو أبجديات الكرة من خلال تحويل جبهته إلى "أوتوسترادات" وصل بها بسهولة إلى قلب المنطقة الكاتالونية.
لكن من الإرتدادات الخطيرة والأبرز ربما في حال الخروج المتوقّع مع صعوبة الفوز بخماسية إياباً أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قد يفكّر جدياً بحسم قراره بمغادرة الفريق خصوصاً مع اتضاح أن برشلونة بات بحاجة إلى تغيير جذري وبأن جيلاً قد أفل نجمه والحديث هنا عن أندريس إينييستا وسيرجيو بوسكيتس وجيرار بيكيه.
أيام صعبة بالتأكيد تنتظر برشلونة وعشاقه، وليست الرباعية الباريسية إلا نذيرها الأول!
حسن زين الدين
المصدر لا ميديا