المفاجأة بين ترامب والأعراب!
- مطهر الأشموري الثلاثاء , 13 مـايـو , 2025 الساعة 1:20:03 AM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
عندما أسمع الرئيس الأمريكي ترامب يقول إن سلفه بايدن هو من أشعل الحرب في أوكرانيا فذلك يضحكني، لأن من يفهم ألف باء سياسة يعرف أن حرب أوكرانيا هي مشروع أمريكي يمارس التحضير له منذ تفتت الاتحاد السوفيتي وما يبقى هو توقيت التنفيذ ربطاً بأي إدارة تكون موجودة في هذا التوقيت.
ترامب يضحك أكثر ويخطئ في حق أمريكا عندما يقول إن سلفه «بايدن» لم يحارب اليمن بالقدر الكافي أو القوة الكافية، فهل الهزيمة المذلة لأمريكا في فيتنام هي فشل للجيش الأمريكي وللقوة الأمريكية أم بسبب أن أي رئيس وقتها لم يحارب بقدر كافٍ أو بقوه كافية؟
الذي مارس العدوان على اليمن في عهد بايدن ثم في عهد ترامب هو الجيش الأمريكي ومادام ترامب نسب الفشل في العدوان الأول إلى «بايدن» فإن الفشل في عهده أي ترامب ينسب إليه ويحسب عليه وفشل ترامب في الواقع هو أكثر من فشل سلفه «بايدن».
هنا أقول وببساطة إن ترامب انفضح ليس فقط في قراراته وفي أهمها وغالبها ليست قراراته، ولكن في بداهات القراءة والفهم والمنطق لأن الفشل والنجاح في الحروب يحسب للدول وللجيوش أو عليها والرئيس قد يحسب له أو عليه المواقف والقرارات ربطاً بالهزائم أو الانتصارات لكنه وفي الحالة الترامبية التي تقدم أغبى قراءات فيصعب تصديق أن يكون يعي مواقف أو يصدق امتلاكه لأرضية قرارات.
عندما يقول ترامب إن الفشل في اليمن كان سببه بايدن فهو يقول إن الجيش والقوة الأمريكية ليسا جيش وقوة أمريكا، فماذا عمل في عدوانه بعد بايدن وهو فشل كما بايدن بل هو الأكثر فشلاً؟
ترامب حتى وهو يوافق على اتفاق أو هدنة انهزامه أمام اليمن فلا تستغربوا أن يعالج وضعه بكذب فاضح وثرثرات وتفاهات لا يصدقه أحد في العالم إزاءها، حتى في الداخل الأمريكي إذا هو ببساطة يكذب ليحمل سلفه مسؤولية الحروب والفشل في أوكرانيا واليمن فهو لا يتردد في كذب أنه انتصر واليمن هو الطرف الذي سلم أو استسلم، والطريف إحساسه أن كذبه سيصدق في حين أنه لم يعد يوجد رئيس في كل العالم بوقاحة وبجاحة «ترامب» ولم يعد يوجد رئيس فاقد المصداقية كما ترامب، وفي هذه فأمريكا باتت الفاقدة للثقة والمصداقية على مستوى العالم.
مخرج ترامب من العدوان على اليمن كان في التوصل إلى هدنة وافق عليها الطرف الفلسطيني المقاوم، وبدلاً من هذه الترهات والتفاهات الترامبية فإنه ليس أمامه غير الوصول إلى حل أو هدنة في غزة توقف الحرب والإبادة الجماعية في غزة وترفع الحصار عنها وذلك وحده هو ما يوقف كل أعمال وعمليات الإسناد اليمني للشعب الفلسطيني كحصار للكيان الصهيوني واستهدافه في العمق، ولا أستبعد تقديم مبادرة «ترامبية» خلال زيارته للدول الخليجية الثلاث مقابل أثمان عالية وأموال كبيرة من فوق ومن تحت الطاولة، وإذا كان مثل هذا -افتراضاً- سيقدم حلاً أو مبادرة يقبل بها المقاوم والمقاومة في غزة وفلسطين وبقدر مايوقف الإبادة الجماعية ويرفع كامل الحصار عن غزة فذلك يسعدنا حتى لو وجه هذا العمل لاستثماره سياسياً وإعلامياً لصالح الدول المطبعة والتواطئية مع "إسرائيل" ومع عدوانها على الشعب الفلسطيني، لأننا ونحن ننطلق من موقف إيماني ووطني وأخلاقي لا يعنينا الابتزاز الممارس أمريكياً ولا ما يرتبط به مما تسمى استثمارات أمريكية أو شعاراتية لأنظمة عُرفت تاريخياً بعمالتها لأمريكا و"إسرائيل".. بات معروفاً أن ترامب عندما يأتي إلى السعودية وتوابعها فأولويته الحصول على المزيد من الأموال، ولعله بات مقتنعاً بتقديم مبادرة مرنة أكثر إنصافاً وأقل دمارا ودموية تجاه الشعب الفلسطيني، وهذا سيقدم ويهدى لهذه الأنظمة لتستثمره سياسياً وإعلامياً بالطريقة المعروفة عنها أو التي تدوم لها، ويكفي أن تقول إنه لا أحد في هذا العالم يستطيع إنجازاً بمستواها وأنه بدونها لا توجد عروبة ولا وجود لإسلام.
كل هذا نوافق عليه إذا قدم أفضلية للشعب الفلسطيني بما يوقف الإبادة ويرفع الحصار ويحقق الانسحاب الصهيوني الكامل من غزة، لأن ما دون ذلك وما هو أقل هو مجرد غث وعبث!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري