الجبولي ومليشياته الإخوانجية المبندقة تسحل آدمية أبناء الشمايتين
- محمد القيرعي الثلاثاء , 13 مـايـو , 2025 الساعة 1:20:14 AM
- 0 تعليقات
محمد القيرعي / لا ميديا -
«كل ما هو أسود مقدس.. ولا نامت أعين الجبناء»
تعرض الشاب ذو الثمانية عشر ربيعا، عبدالرحمن محمد الرضيع من أبناء منطقة المنصورة -عزاعز بمديرية الشمايتين بمحافظة تعز، للضرب المبرح والوحشي على يد شلة من مغاوير الرذيلة الإخوانجية المتوحشين والمنتمين لما يسمى “اللواء الرابع مشاة” الخاضع لقيادة أمير الحرب الإخوانجي أبو بكر الجبولي، وذلك ظهر يوم الخميس 8 مايو الجاري، دون سبب واضح ودون ذريعة قانونية أو اخلاقية.. سوى أن سوء الحظ فقط كان قد أوقعه في طريقهم فيما كانوا منتشين على ما يبدو تحت تأثير الأقراص المخدرة (القرامط) التي يتم تعاطيها بإفراط في صفوف مليشيا الخونج عموما كإحدى موضات الحرب الراهنة، تحت مسمى “أقراص الشجاعة” التي يفتقدونها، أي الشجاعة بصيغتها المادية، في الحالات والظروف الطبيعية ليتم استجلابها لهم عبر الإفراط بتعاطي وصفاتها الطبية المعمدة بالماركة الإماراتية.
وبالطبع، وبما أن عملية الاعتداء الجبانة تلك، والتي وقعت على مرأى أنظار الناس من أبناء المنطقة والمارة المذهولين أيضا من مرتادي سوق المنصورة الآخذ في الاتساع في ظل طفرة الحرب الراهنة، لا تعد حدثا شاذا أو عابرا بقدر ما باتت من الظواهر المألوفة جدا والمعاشة بصفة شبه يومية في حياة الشمايتين وأبنائها في ظل الإرهاب الإخوانجي المتولد من رحم المأساة الوطنية الحالية، والتي سبق لنا وتناولناها في أعداد ومقالات سابقة، على غرار قضية الاعتداء الآثمة على ابن مدينة التربة الشاب محمود جميل المنصوب الذي دوهم منزله في ليل التاسع عشر من يناير 2024م من قبل بشمركة الخونج لينهالوا عليه بالضرب الوحشي وعلى مرأى أطفاله ووالدته التي أصيبت هي الأخرى في الاعتداء الذي تناولناه تفصيلا في حينه على صفحات “لا” الغراء في مقالنا المعنون بـ”من جزار بقر إلى جزار بشر”.
إلا أن اللافت في هذا الحادث يكمن في انتفاء أسبابه تماما، حيث كان الضحية مارا على متن سيارة أغنام حينما أوقفهم أفراد النقطة الأشاوس وسط سوق المنصورة بالعزاعز بقيادة ضابط الصف رأفت الزريقي وبمعية مرافقيه أو بشمكرته المدعوين مشير سلطان ويونس رائد، ومن ثم أمروه بالنزول من صندوق السيارة لينهالوا عليه ضربا بواسطة العصي والهراوات الغليظة وأعقاب بنادقهم المكرسة بحسب الدعاية الإخوانجية لحماية امن الناس والجمهورية.. لينتهي به الأمر مرميا بجوار النقطة العسكرية مكسر الأضلاع وملتاعا ومضرجا بدمائه قبل أن يتم نقله وعلى عجل إلى مستوصف المنصورة لتلقي العلاج الذي اكتمل هناك وفق الوصفات الترويضية الإخوانجية ذاتها، حينما لحقه الجناة إلى داخل المشفى ليكملوا مهمة اعتدائهم البربري عليه وعلى مرافقه الطبي هذه المرة أيضا -قريب المجني عليه- ويدعى يوسف الرضيع.. وليصبح الضحية ضحيتين، والنصر الإخوانجي على الآدمية المستباحة معززا بظفرين، وذلك قبل أن يقوموا بجر الضحيتين (عبدالرحمن ويوسف الرضيع) من داخل المستوصف الطبي فاقدي الوعي والكرامة والآدمية وإيداعهم السجن الخاص بمليشيا الجبولي، حفاظا على أمن جمهوريتهم الفتية المهددة بـ”الابتلاع الصفوي” كما يتناهى إلى أسماعنا، بحسب الدعاية الإخوانجية الغزيرة.
وبالطبع، وبحسب ما نما إلى علمنا، فقد برر الجناة بربريتهم ووحشيتهم الموثقة والمشهودة تلك في الاعتداء والتعامل مع المجني عليهم وبازدراء واضح بأنه الأسلوب الأمثل والأنجع للتعامل مع “حثالة هذه المنطقة”، والمقصود بـ”الحثالة” هنا أبناء الشمايتين، وهو النهج الذي يتضح بجلاء من خلال الاستعراض الموضوعي لمجمل حوادث الاعتداء المشابهة على المدنيين التي حدثت بانتظام منذ هيمنة الخونج المسلحة والسلطوية على المنطقة، والتي تعد من المنظور التحليلي، بمثابة توصيف دقيق لهذا المبدأ الإخوانجي المشحوط الذي يجسد أسوأ صنوف ونماذج الديكتاتورية الدينية المنتقاة بعناية من قبل جلاوزة العدوان لرسم معالم ومستقبل الحجرية عموما، والشمايتين على وجه الخصوص، بوصفهما الحواضن التاريخية لإرث اليسار الوطني ومهبط الوحي التقدمي بصفته العمومية.
في الأخير، جميعنا يعلم أن الشر يبقى شراً أينما وكيفما كان أو وجد، وكذلك الإخوانجي يبقى إخوانجياً وإن اعتمر قبعة النبوة.. وإذا كان الشيطان بارعاً كما يوصف عادة في تغيير شكله وهيئته وطرائق عمله، إلا أن أفعاله ونواياه السيئة تظل كما هي لا تتغير، وكذلك أفعال ونوايا وشرور المطاوعة.
ويبقى السؤال قائما هنا: إلى متى سيظل مصيرنا نحن (كأبناء الحجرية) مرهونا ببطش ونقمة وتسلط وعنجهية المطاوعة؟! وهل تبقى لنا يا ترى (كحملة للإرث الحضاري والتقدمي في البلاد) ذرة من قدرة أو كرامة على الاحتمال أكثر مما احتملنا؟!
المصدر محمد القيرعي
زيارة جميع مقالات: محمد القيرعي