تحليل / شايف العـيـن / لا ميديا-

بدأت منظمة قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري، منذ فترة وجيزة، بتنفيذ حزمة من المشاريع تحت لافتة العمل الإنساني، في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى.
ونشير هنا إلى أن المنظمات القطرية التابعة للإخوان المسلمين لم تكن تنفذ أي مشاريع إنسانية في مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية، حتى تاريخ توقيعها اتفاقية مع وزارة التخطيط في حكومة الإنقاذ الوطني، إذ كانت تنفذ مشاريعها في المناطق الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقته. 
وتفيد صورة وثيقة حصلت عليها صحيفة "لا" لاتفاقية بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي في حكومة الإنقاذ ومنظمة الهلال الأحمر القطري، منحت الأخيرة تراخيص مزاولة لتنفيذ المشاريع في مناطق سيطرة القوى الوطنية، بتاريخ 28 يناير 2018.
وتمثلت هذه المشاريع في تجهيز المراكز الصحية والمستشفيات بمحافظة تعز، إضافة إلى توزيع سلال غذائية وإيوائية للنازحين في عدد من المحافظات، وبناء مساكن للمتضررين من السيول في محافظتي الحديدة وأبين.
ففي ما يخص الجانب الإغاثي، وزعت جمعية قطر الخيرية 3700 سلة غذائية للنازحين في العاصمة صنعاء، بتاريخ 7 نوفمبر 2018. كما انتهت من بناء 290 مسكناً للأسر التي بلا مأوى في مديريتي اللحية والزهرة بمحافظة الحديدة، بتاريخ 16 يناير 2019، وعادت في أبريل الماضي لتوزع 6250 سلة غذائية و1250 سلة إيوائية في محافظات صنعاء وحجة وصعدة.
أما منظمة الهلال الأحمر القطري فأطلقت في الـ7 من فبراير العام الجاري، مشاريع لخدمة 18 ألف مواطن عبر بناء 600 وحدة سكنية وترميم مئات المنازل، 300 منها في مناطق السخنة والمراوعة بمحافظة الحديدة.
كما نفذ الهلال الأحمر القطري مشاريع تجهيز مستشفيات ومراكز صحية في مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية بريف محافظة تعز، منذ بداية العام الجاري، بعد توقيعه اتفاقية مع مكتب الصحة هناك، بتاريخ 27 نوفمبر 2018. 
وتتركز هذه المشاريع، طبقاً للمعلومات والتقارير التي حصلت عليها "لا"، في مديريات شرعب الرونة، شرعب السلام، ماوية ودمنة خدير، وهي عبارة عن تجهيزات لعدد من المستشفيات هي مستشفى الفقيد حمود عبدالله، السلام، الحرية، الفقيد عبدالجليل نصر ومستشفى الراهدة.
ومنذ بداية العدوان تفتقر المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان في تعز إلى وجود مراكز صحية ومستشفيات، كونها تتركز في المناطق المحتلة، وفقاً لما أكده مدير مكتب الصحة في تعز الدكتور عبدالملك المتوكل، لصحيفة "لا"، مشيراً إلى أن ذلك سبب لهم كثيراً من الإحراج في تقديم الخدمات الصحية، رغم أن الأمر لا يتعلق بتقصير منهم. 
وأضاف المتوكل في تصريحاته أنه لسوء الحظ أو بالأصح سوء التخطيط من قبل الأنظمة السابقة التي قامت ببناء جميع المرافق الصحية (هيئة مستشفى الثورة، والمستشفى الجمهوري، والمستشفى السويدي الخاص بالأم والطفل، ومستشفى الأمراض النفسية، ومستشفى العيون والجلد، وأيضاً مستشفى المظفر ومستشفى التعاون) في الجهة الغربية لمركز المدينة، بينما الجهة الشرقية من المركز أو المحافظة لا يوجد فيها أي مستشفى عام عدا مستشفى الراهدة الذي يُعد مستشفى ريفياً حسب حزمة الخدمة المعتمدة.
وأشار مدير صحة تعز إلى أن ذلك الأمر مثَّل للقيادة الوطنية عبئاً كبيراً حاولت التغلب عليه والتخفيف من آثاره بتفعيل المستشفيات الريفية في المديريات، والتي كانت متوقفة، كمستشفى السلام بشرعب السلام الذي كان متوقفاً عن العمل لـ10 سنوات، حيث تم تشغيل جميع الأقسام فيه بما فيها العمليات. 
وبحسب المعلومات التي أفاد بها الدكتور عبدالملك، بلغ عدد المرافق التي دمرها تحالف العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقته (حزب الإصلاح من ضمنهم) 45 مرفقاً صحياً ونهب 10 سيارات تابعة لمكتب الصحة، 5 منها إسعافية خدمية، فما الذي دفع المنظمات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين وفرعهم في اليمن إلى إعادة تشغيل تلك المراكز وهم من ضمن من أسهموا في تدمير القطاع الصحي، وشاركوا في العدوان وتحالفوا معه؟
ويبدو أن لصراع مرتزقة تحالف العدوان الأمريكي السعودي في ما بينهم علاقة بتحول بعض المنظمات الموالية لتنظيم الإخوان المسلمين وجناحه في اليمن، ممثلاً بحزب التجمع اليمني للإصلاح، لتنفيذ مشاريع تحت اليافطة الإنسانية داخل مناطق سيطرة القوى الوطنية.
حيث اشتدت مع بداية العام الجاري المعارك التي جرت بين المرتزقة الموالين للإمارات بقيادة أبو العباس والمرتزقة من حزب الإصلاح التابع لتنظيم الإخوان المسلمين الجناح الموالي لقطر، في محافظة تعز، وتصاعدت وتيرتها بحسب المعلومات المتوفرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهي الفترة التي كثر فيها نشاط هذه المنظمات في تعز بعد توقيع الاتفاقية مع "الصحة" هناك.
ويعاني نفوذ المرتزقة من الإخوان المسلمين في مناطق الاحتلال، لاسيما الجنوب، من الانحسار المستمر بفعل تصدع أدوات تحالف العدوان وتفككها بعد 4 أعوام من فشله في تحقيق غاياته بفعل انتصارات الجيش واللجان الشعبية وصمودهم.
ويؤكد مراقبون أن الأزمة الحاصلة بين قطر والسعودية والإمارات منعت الإخوان المسلمين من الحصول على موطئ قدم في الجنوب المحتل الخاضع للنفوذ الإماراتي والسعودي. 
ومن خلال ربط تلك الأحداث مع بداية عمل تلك المنظمات التابعة لقطر في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ، يرى محللون ومراقبون أن تحرك الإخوان المسلمين عبر منظمات قطرية، في هذا التوقيت بعد أعوام من المشاركة الخاسرة في العدوان على الوطن، هو نوع من الاستدارة للداخل الوطني المنتصر، والذي أثبت أنه مكون أصيل لا مجال للقطيعة معه، وذلك عبر توقيع الاتفاقيات وتراخيص مزاولة العمل معهم؛ باعتبارها السلطة الشرعية.