/ لا ميديا -
أولت ثورة الـ21 أيلول/ سبتمبر 2014 أهمية بالغة للتنمية الزراعية، ولا يخلو خطاب أو محاضرة لقائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، حول النهوض بالقطاع الزراعي حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي والتحرر من هيمنة دول الاستكبار العالمي، من إشارة إلى ضرورة توفير منتجات ومستلزمات الزراعة السليمة والصحية، من بذور ومبيدات وأسمدة وغيرها، محذراً بدرجة كبيرة من المبيدات المستوردة، فمعظمها سامة وذات تأثيرات تدميرية للأرض والإنسان، وموجهاً في السياق ذاته الجهات المختصة بمنع دخول تلك المبيدات إلى اليمن، والعمل على إنتاج البديل الآمن والصحي.
ووصف سيد الثورة في محاضرته الرمضانية، بتاريخ 28 رمضان 1444هـ/ 19 نيسان/ أبريل 2023م، المستوردين للمبيدات (الفتاكة) التي تسبب أمراضاً قاتلة للناس، بأنهم «قتلة» و«مجرمون»، و«ينبغي للجهات الرسمية أن تواجه نشاطهم الإجرامي؛ لأنه نشاط إجرامي بكل ما تعنيه الكلمة»، مؤكداً أنها «قضية خطيرة جداً».
وكون مبيدات الآفات الزراعية تُعد من القضايا الهامة والخطيرة، كما تعتبر إحدى القضايا التي شغلت الرأي العام مؤخراً، مع تحول بلادنا إلى سوق مفتوحة للمبيدات الفتاكة، التي تزايد إدخالها إلى البلاد بطرق مختلفة، بينها مبيدات محظورة وممنوعة مضرة بالبيئة والإنسان وتؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في الأمن الغذائي للبلاد. تنشر صحيفة «لا» في هذه المساحة أبرز ما جاء في بعض خطابات ومحاضرات سيد الثورة عليه السلام حول هذا الموضوع.

تجار المبيدات الضارة قتلة وعلى الجهات الرسمية مواجهة نشاطهم الإجرامي
• البعض يتاجر في المضار، التي تفتك بالناس في صحتهم، وقد تقتل الناس، مثلما هو حال من يتاجر بالمبيدات الضارة جداً بصحة الناس، والتي تسبب للناس مرض السرطان، أو فيروس الكبد، أو أيّاً من الأمراض القاتلة، التي تقتل الناس. فنتيجةً للكسب المادي، والإغراء المادي، لا يبالي (التاجر ومن يقف وراءه) بما ينتج عن بيعه وشرائه، من إلحاق ضررٍ كبيرٍ بالكثير من الناس، على مستوى المتاجرة في ذلك، وعلى مستوى الاستخدام لذلك.
• الكثير من المزارعين قد يتجه إلى استخدام تلك المبيدات؛ بهدف الحصول على المال؛ لأنه يريد أن يُنتِج من محاصيله الزراعية، أو يريد أن يسارع القات في «البزغة»، وأن يجني من وراء ذلك المال، فلا يبالي بما ترتب على ذلك، من إلحاق ضررٍ كبيرٍ بحياة الناس، بصحتهم، وما يترافق مع ذلك من ضائقة مالية، من كُلَف مالية في العلاج، في الرعاية الطبية... وغير ذلك.
• هناك من الإشكاليات المؤثرة في الناس من المجال الزراعي إشكالية المبيدات الفتاكة، كما قلنا. يمكن أن ينتج الناس مكافحات، مبيدات، وما يحتاجه المزارع من الأسمدة وغيرها؛ لكن بطريقة صحيحة. ما يُستورَد، كثيرٌ منه فتاك، ضارٌّ جداً بصحة الناس. ولذلك نُذَكِّر، سواءً الذين يستوردونها من التجار، وإثمهم كبير، عندما يكون ما يستوردونه قاتلًا للناس، ينشر السرطان، ينشر فيروس الكبد، ينشر الأمراض القاتلة، فهم قَتَلة، هم عند الله سبحانه وتعالى مجرمون، حسابهم عسير، وينبغي للجهات الرسمية أيضاً أن تواجه نشاطهم الإجرامي؛ لأنه نشاط إجرامي بكل ما تعنيه الكلمة.
• المزارعون من جانبهم عليهم أن يتقوا الله؛ لأنهم عندما يستخدمون تلك المكافحات والمبيدات، التي أصبحت مبيدات بشرية وليس للحشرات، للبشر، من أجل الحصول على المال، وطمعاً في المال، فهم يتحملون الإثم الكبير، والوزر الكبير، بما يوصلونه من أضرار إلى الناس، إلى المجتمع، وهي قضية خطيرة جداً.
(محاضرة 28 رمضان 1444هـ
 19 نيسان/ أبريل 2023م)

• هناك تركيز كبير على التحذير من المضار في الإسلام، سواءً طريقة الاستخدام للحلال، من خلال الإسراف في الحلال مثلاً، بالطريقة التي تسبب الضرر للإنسان صحياً، أو تناول أشياء معينة بطريقة تكون ضارة، نأتي هنا مثلاً إلى أهمية التغذية الصحية السليمة، كيف تقدم هذه الأشياء التي أحلها الله لنا سليمةً من المضار، بدءاً من الزراعة، هناك الكثير مثلاً من الخضروات، البقوليات، الاحتياجات التي يستهلكها الناس، وتبدأ المشكلة من عند المزارع عندما يستخدم المكافحات والمبيدات الضارة جدّاً، التي تضر بالإنسان، التي تتحول إلى سموم فتاكة، تنال من صحة الناس عندما يتناولون تلك الخضروات، عندما يأكلون من تلك المنتجات، فينالهم الضرر في صحتهم، بعض المكافحات وبعض المبيدات تتحول إلى سموم تدمر إما الكبد أو تلحق به أضراراً صحية كبيرة في جهازه الهضمي...  وفي أي حالٍ من الأحوال، كم أنواع الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان نتيجة تلك السموم؟!
(محاضرة 9 رمضان 1441هـ
5 أيار/ مايو 2020م)

• (ينبغي أن تتجه الدولة) لدعم المزارعين والعناية بالمحاصيل الزراعية والعناية بسلامتها، والعناية حتى على المستوى الصحي، في مكافحة المبيدات القاتلة التي تبيد البشر وليس فقط تبيد الحشرات أَو الآفات التي تصيب الزراعة، بل تبيد الإنسان بكله في الأخير بالسرطان أَو بغيره، والعناية بالجودة، العناية بالإجراءات السليمة في العملية الزراعية في كُلّ مراحلها...
• عندما نأتي إلى مشاكل أخرى في المعاملة، في الغش في استخدام المبيدات الضارة بالناس، والتي ينتشر بسببها المرض، أنواع كثيرة من الأمراض الفتاكة، بما فيها السرطان، تخيّل عندما يصبح البعض من المزارعين متحملاً لوزر بهذا المستوى من الفظاعة، أنه على يده وبسببه انتشر مرض السرطان فقتل إنساناً هناك وامرأة هناك وطفلاً هناك، ويأتي يوم القيامة ولديه ملف، ملف قتل، ملف أنه قاتل... ففي الدنيا يقول: الحمدُ لله، أنا ما قتلت ولا واحد! يأتي يوم القيامة وقد قتل عدداً كبيراً من الناس بالسرطان؛ لماذا؟ لأَنَّه استخدم مكافحات معينة، مبيدات معينة معروفاً عنها أنها قاتلة، أنها تسبِّب السرطان، مشكلة خطيرة جدّاً.
(محاضرة 12 رمضان 1440ه
 17 أيار/ مايو 2019م)