مجلة أمريكية: إغراق القوات اليمنية لحاملة الطائرات احتمال وارد وليس مستبعداً
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
عادت المخاوف الأمريكية بشأن إمكانية القوات المسلحة اليمنية إغراق حاملة الطائرات، إلى الظهور مجدداً، مع تكثيف صنعاء عملياتها العسكرية ودخولها في اشتباك شبه مستمر مع القطع الحربية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي، خلال الأسابيع الستة الماضية من العدوان الذي يقوده الرئيس (ترامب) ضد اليمن، حماية للكيان الصهيوني.
وحذرت وسائل إعلام أمريكية من إمكانية تطور المواجهات بين بحرية الولايات المتحدة وبين القوات المسلحة اليمنية، إلى مستوى أبعد بكثير مما هو حاصل حالياً، خصوصاً مع إثبات قوات صنعاء قدرتها على المناورة المستمرة وإمطار حاملتي الطائرات «ترومان» و«فينسون» والقطع العسكرية المرافقة لهما في البحرين الأحمر والعربي، بالصواريخ والطائرات المُسيرة، الأمر الذي أربك القوات الأمريكية وأفشل العديد من الهجمات التي كانت تلك القوات تخطط للقيام بها ضد الأراضي اليمنية، وفقاً لمحللين عسكريين.
ومنذ بدء العدوان الأمريكية (الثاني) على اليمن، في 15 آذار/مارس الفائت، فيما يسمى بـ«حملة ترامب المكثفة ضد الحوثيين» أعلنت القوات المسلحة اليمنية، في بيانات عديدة، استهداف حاملتي الطائرات الأمريكية بصواريخ باليستية ومجنحة وطائرات بدون طيار هجومية، وكان أحدث تلك البيانات أمس الأول 21 نيسان/ أبريل الجاري.
ونتيجة لهذا الضغط المتواصل من قبل قوات صنعاء، وتصديها بقوة للبحرية الأمريكية، أعادت مجلة (ذا ناشيونال إنترست) الأمريكية، التحذير من أن إغراق القوات المسلحة اليمنية لحاملة طائرات أمريكية «هو احتمال وراد وليس مستبعداً».. مشيرة إلى أن صنعاء أثبتت امتلاكها أنظمة صواريخ مضادة للسفن تتميز بالدقة في الإصابة.
ونشرت المجلة، أمس، تقريراً لها، رصدته صحيفة (لا) تحدثت فيه عن مزاعم البنتاغون مساعدة أقمار صناعية صينية لقوات صنعاء في استهداف السفن الحربية الأمريكية. وهي المزاعم التي نفتها بكين، مؤكدة أن واشنطن تسعى في فشلها بالبحر الأحمر إلى إلقاء اللوم على الآخرين.
سلاح متطور
وقالت مجلة (ذا ناشيونال إنترست) في تقريرها: «أثبت الحوثيون في اليمن، أنهم يشكلون عقبةً أمام الجيش الأمريكي أكثر مما كان يأمل الكثيرون في البنتاغون». لافتة إلى أنه ومنذ دخول صنعاء الحرب إسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة ينفذها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي غربي، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، استخدمت القوات المسلحة اليمنية ورقة البحر الأحمر وباب المندب للضغط على «إسرائيل» والولايات المتحدة من أجل إيقاف الحرب في غزة ورفع الحصار عن القطاع.
وأكد التقرير أن صنعاء تمتلك «أنظمة صواريخ باليستية مضادة للسفن متطورة»، مشيراً إلى أن «هذه الأنظمة، بالإضافة إلى تعقيدها التقني، أصبحت أكثر دقة بكثير مما قد يتوقعه المرء».
وأضاف: «هذا أمرٌ مقلقٌ للغاية بالنسبة للولايات المتحدة، خاصةً وأنّ العديد من أهداف صواريخ الحوثي الباليستية المضادة للسفن هي سفن حربية تابعة للبحرية الأمريكية». مشدداً على أنه «حتى حاملات الطائرات الأمريكية العملاقة العاملة بالطاقة النووية، والتي خاضت عدة مواجهات قريبة مع هذه الصواريخ، ليست بمنأى عنها».
وتساءلت المجلة: «كيف تقترب الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي يملكها الحوثيون إلى هذا الحد الخطير من السفن الحربية الأميركية المتقدمة، التي تتمتع عادة بحماية من الدفاعات المخصصة لصد هذا النوع من الصواريخ وغيرها من التهديدات التي يشكلها الحوثيون على السفن الحربية الأميركية؟».
ورداً على هذا التساؤل تطرقت المجلة الأمريكية إلى الاتهامات التي وجهتها «واشنطن» لـ«بكين» والتي زعمت فيها مساعدة أقمار صناعية صينية للقوات اليمنية في استهداف حاملة الطائرات من خلال تزويدها بصور أقمار صناعية لمواقع تمركز الحاملة في البحر الأحمر.
وقالت: «إذا كانت هذه المعلومات دقيقة، فقد يتكبد الأمريكيون خسائر بحرية يصعب تعويضها، إذا أغرق الحوثيون حاملة طائرات أمريكية وهو احتمال وارد»، مؤكدة أنه في حال حصل ذلك «ستكون خسارة فادحة للبحرية الأمريكية، وستعيق عملياتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لسنوات».
تهديد كبير
وتأتي هذه التحذيرات بعد أيام من تقرير مشابه نشرته ذات المجلة (ذا ناشيونال إنترست) أكدت فيه أن الصواريخ المضادة للسفن أضحت تشكل تهديدا كبيرا للسفن الأميركية المسطحة، لدرجة أن البحرية تبقيها على مسافات آمنة من مواقع الإطلاق اليمنية.
وأشارت إلى أن «الهيمنة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط كانت مضمونة قبل 20 عاما، لكن الحوثيين أصبحت لديهم قدرة كافية تمكنهم من إبقاء حاملات الطائرات الأميركية بعيدة، مما يحد كثيرا من فاعليتها، وهم قادرون، إذا تجرأت على الاقتراب من منطقة القتال، على إغراقها بكل تأكيد».
وكان سيد الجهاد والمقاومة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قد أكد في كلمته الخميس الماضي، حول آخر تطورات العدوان على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية، أن استهداف حاملة الطائرات والقطع البحرية المرافقة لها دفع بها إلى الفرار والمرابطة في أقصى شمال البحر الأحمر، بعيداً عن السواحل اليمنية.. مشيراً إلى أن استهداف حاملة الطائرات (ترومان) والقطع البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، منذ منتصف آذار/مارس الفائت، تم بعدد (مائة واثنين وعشرين) ما بين صاروخ بالِسْتِي، ومجنَّح، وطائرة مسيَّرة، في (ثلاثة وثلاثين عملية اشتباك)، كانت تستمر لساعات طويلة، وكان من نتائج هذه العمليات: تحييد شبه كامل لدور حاملة الطائرات في البحر الأحمر؛ وبالتالي لجأ العدو إلى استقدام حاملة طائرات أخرى (فينسون) ونشرها في المحيط الهندي، وفي أقصى البحر العربي، إضافة إلى استخدام طائرات الشبح، المسمَّاة بالقاذفات (بي 2) للعدوان على اليمن.
يذكر أن «ترومان» و«فينسون» ليستا الوحيدتين اللتين تعرضتا لهجمات يمنية منذ بدء المعركة المباشرة مع الولايات المتحدة في كانون الثاني/ يناير 2024م، إذ سبقتهما خلال العام الفائت (آيزنهاور ولينكولن وروزفلت) الأمر الذي دفع الخبراء العسكريين وصناع القرار والاستخبارات الأمريكية للحديث عن مرحلة ما بعد إغراق حاملة الطائرات، في إشارة إلى أن إمكانية تدميرها باتت قاب قوسين أو أدنى.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا