الخبير العسكري شمسان لـ(لا): المفاجأة القادمة للعدو صواريخ يمنية فرط صوتية بحرية
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

مرحلة "إيلام الأمريكي" بدأت ومصير "فينسن" ليس ببعيد
شراسة المعركة ستنتقل من الأحمر إلى العربي
عادل بشر / لا ميديا -
فنّد خبير عسكري واستراتيجي الروايات الأمريكية حول "سقوط" مقاتلة حربية طراز FA/18 سوبر هورنيت تابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر، كاشفاً في حديث مع (لا) تفاصيل معركة القوات المسلحة اليمنية مع حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" والقطع البحرية الحامية لها.
وفي تطور لافت، يعكس التحولات غير المسبوقة في موازين القوى، اعترفت البحرية الأمريكية بخسارتها لمقاتلة FA/18 سوبر هورنت، أمس الأول (الاثنين) في البحر الأحمر، ساردةً روايات مختلفة حول الحادثة، سواء في بيانها الصادر عن مكتب رئيس المعلومات في البحرية، أو تصريحات مسؤولين عسكريين لوسائل الإعلام.
ففي الرواية الأولى أعلنت البحرية الأمريكية أن "حاملة الطائرات هاري إس ترومان (CVN 75) فقدت طائرة من طراز F/A-18E سوبر هورنت تابعة لسرب المقاتلات الضاربة (VFA) 136 وجرار سحب أثناء عمل حاملة الطائرات في البحر الأحمر، في 28 نيسان/ أبريل الجاري"، وزعمت أن "طائرة F/A-18E كانت تُسحب بنشاط في حظيرة الطائرات عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها. ففُقدت الطائرة وجرار السحب في البحر".
الراوية الثانية جاءت في تصريحات مسؤولين في البنتاغون لوسائل إعلام أمريكية بينها "سي إن إن" و"نيويورك تايمز" و"ذا وور زون"، التي أكدوا فيها أن "سقوط المقاتلة F18 في البحر الأحمر، جاء نتيجة لقيام حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" بانعطافة كبيرة لتفادي صواريخ القوات المسلحة اليمنية.
وفي تحديث لهذه الرواية، نشرت شبكة سي إن إن الأمريكية، أمس، تصريحاً لمسؤول كبير في واشنطن مفاده قال فيه "إن التقارير الأولية من مكان الحادث أشارت إلى أن حاملة الطائرات هاري ترومان قامت بمنعطف صعب لتجنب نيران الحوثيين، مما ساهم في سقوط الطائرة المقاتلة في البحر".
ومهما تعددت الروايات الأمريكية وسرديات بعض وسائل الإعلام الغربية التي حاولت التقليل من أهمية الحادثة بالقول إنه أسفر عن إصابة "طفيفة" لأحد البحارة، وأن الحاملة ترومان والقوة الضاربة المرافقه لها "تواصل مهامها على أكمل وجه"، إلا أن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير، وفقاً للخبير العسكري والاستراتيجي العميد مجيب شمسان.
وقال العميد شمسان لـ(لا) إن ما جاء في الروايات الأمريكية "هو محاولة للهروب من الحقيقة التي حصلت لحاملة الطائرات هاري ترومان، اعتباراً من أن الأمريكي لا يمكن أن يعترف بالحقيقة وهو دوماً ما يحاول إنكار الضربات التي تتلقاها حاملات طائراته في البحرين الأحمر والعربي".
وأضاف شمسان: "إذا كانت الرواية بأن الطائرة انزلقت من على سطح الإقلاع فهذا يعني أن قواتنا المسلحة نجحت في تشتيت القطع الحربية المرافقة لحاملة الطائرات وتم إصابة الحاملة ترومان مباشرة، وهنا كانت حاملة الطائرات في حالة الاستدارة الحادة أو ما تسمى مناورة الإفلات في محاولة للهروب من الضربات اليمنية". مشيراً إلى الرواية الأخرى التي تقول بأن
"الطائرة فُقدت أثناء قيام حاملة الطائرات بعملية استدارة حادة بينما كانت طائرة إف 18 تحت السحب وهي في الحظيرة". وهنا، وفقاً للعميد شمسان، تكون "الكارثة الأكبر، لأن الطائرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنزلق وهي في الحظيرة إلا في إحدى الحالات الصعبة جداً والنادرة جداً، فلا يمكن أن تكون البوابات الجانبية للحظيرة مفتوحة إلا في حالات الطوارئ القصوى، وإذا كانت البوابات مفتوحة في حالة الطوارئ القصوى فلا يمكن أن يكون إلا في حالة ما تسمى أنظمة صارمة، بمعنى عدم وجود أي تحريك أو سحب للطائرات التي على متن الحاملة".
وتساءل الخبير العسكري والاستراتيجي: "فكيف يمكن أن يكون عدم تنسيق بين القيادة وبين الأجنحة الجوية وبين طاقم التحريك"، مؤكداً "هذا يعني ارتباكاً شديداً وعدم قدرة على إدارة القطع الحربية، وأيضاً عدم قدرة الطاقم الأمريكي على حماية القطع الحربية داخل بدن حاملة الطائرات".
وأوضح أنه "لا يمكن أن تحدث عملية الاستدارة الكبيرة وخروج الطائرة من البوابات الجانبية إلا نتيجة وجود ميل شديد، إما نتيجة ضربة صاروخية أُجبرت من خلالها حاملة الطائرات على مثل هذا الحدث، أو أن حاملة الطائرات فعلا باتت فاقدة للقيادة والسيطرة وهي في أسوأ حالاتها".
ويؤكد العميد شمسان أن أقرب الروايات هو ما جاء في بيان القوات المسلحة اليمنية قبل ساعات من اعتراف بحرية واشنطن بخسارتها لمقاتلة إف 18، حيث أعلنت قواتنا المسلحة أنه تم الاشتباك ولساعات طويلة مع حاملة الطائرات ترومان والقطع الحربية المرافقة لها بعدد من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة، ونتج عن ذلك إجبار حاملة الطائرات على التراجع والابتعاد إلى أقصى شمال البحر الأحمر.
وقال شمسان: "وفقاً للاعتراف الأمريكي، وكذلك ما جاء في بيان القوات المسلحة اليمنية، فإن النتيجة تقودنا إلى أن حاملة الطائرات تعرضت لخطر مباشر، الأمر الذي دفعها إلى الفرار مما أدى إلى سقوط المقاتلة إف 18".
تفاصيل المعركة
وفي تفاصيل أكثر عن الاشتباك بين قواتنا المسلحة وحاملة الطائرات الأمريكية والذي استمر لساعات طويلة، أفاد الخبير العسكري مجيب شمسان بأن الحاملة ترومان حاولت التقدم من موقعها في شمال البحر الأحمر إلى مسافة تكون فيها قريبة نوعاً ما من السواحل اليمنية بهدف تنفيذ هجوم مكثف، ولكنها فوجئت بضربات قوية ومتنوعة استمرت لعدة ساعات، فوجدت حاملة الطائرات نفسها في خطر مباشر خصوصا مع فشل وارتباك القطع الحربية المرافقة لها في التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، وما كان من "ترومان" سوى الفرار إلى أبعد مما كانت عليه سابقاً في شمال البحر الأحمر.
وحول حاملة الطائرات الأميركية "فينسن" التي تتواجد في البحر العربي، ومدى تأثير الضربات اليمنية عليها، قال العميد شمسان في حديثه مع (لا): "بعد اجتماع مجلس الدفاع الوطني برئاسة المشير مهدي المشاط في 20 نيسان/ أبريل الجاري، انتقلت طبيعة المواجهة مع العدو الأمريكي إلى نقطة أخرى، بمعنى إيلام الأمريكي بشكل أكبر، وبالتالي بدأت الضربات المركزة تتجه نحو حاملتي الطائرات (ترومان) و(فينسن) لإحداث الأثر المطلوب".
وأضاف: "وإذا كانت الضربات السابقة قد أجبرت الأمريكي على القول بأن ترومان اصطدمت بسفينة تجارية في البحر الأبيض المتوسط، فيبدو أن حجم الإصابة الكبيرة التي بلغتها نتيجة الضربات اليمنية التي استمرت لساعات قد أدت إلى ضرر كبير في بدن حاملة الطائرات مما أدى إلى فقدان إحدى طائراتها التي يقال إنها سقطت في البحر"، مؤكداً أن سيناريو هذه المواجهة سينتقل، أيضاً، إلى البحر العربي، حيث تتمركز الحاملة يو إس إس كارل فينسن".
مفاجآت قادمة
وأكد العميد شمسان أن القوات المسلحة اليمنية "لديها من المفاجآت الكثير مما لا يخطر على بال العدو"، لافتاً إلى أن قواتنا المسلحة "لا تكشف عن مفاجآت إلا وهناك مفاجآت أخرى أكبر منها قيد الإنجاز".
وأضاف: "إذا كانت مؤشرات الحديث عن صواريخ لم يتم تسميتها استخدمت مؤخراً في قصف حيفا المحتلة وقاعدة نيفاتيم الصهيونية، وأيضا دخول طائرات مسيرة الخدمة ولم يتم الإفصاح عن تسميتها، فبالتأكيد في المعركة البحرية هناك مفاجآت وإمكانيات وقدرات فيما يتعلق حتى بصواريخ باليستية فرط صوتية بحرية لم تستخدم بعد".
وتعد طائرة F/18A الأمريكية، هي الثانية من ذات الطراز التي تعترف البحرية الأمريكية بخسارتها في معركة البحر الأحمر، حيث كانت الأولى في 21 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وزعمت بحرية واشنطن حينها ان المقاتلة أُسقطت بنيران مدمرة أمريكية عن طريق الخطأ.
وإلى جانب المقاتلتين F/18A، نجحت القوات المسلحة اليمنية في إسقاط 22 طائرة MQ-9 الأمريكية، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا