الخبير مجيب شمسان لـ«لا» :استهداف «بن غوريون» نقطة فارقة ولدينا من القدرات ما يطال أهدافاً حيوية أكبر
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
مرحلة جديدة دشنتها صنعاء في حرب إسناد غزة، بسلاح استراتيجي جديد جرت تجربته على مطار اللد «بن غوريون» في يافا المحتلة «تل أبيب»، وضربة أخرى وجهتها القوات المسلحة اليمنية بقوة للكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا، بإعلانها فرض حصار جوي شامل على العدو الصهيوني، من خلال تكرار استهداف المطارات «الإسرائيلية» وعلى رأسها «بن غوريون»، رداً على التصعيد الصهيوني بقرار توسيع العمليات العدوانية على غزة.
وأفادت «لا» مصادر خاصة في صنعاء أن القوات المسلحة اليمنية أصبحت تمتلك أسلحة جديدة قادرة على فرض حصار جوي على الكيان «الإسرائيلي» يُضاف إلى حصار بحري قائم منذ أكثر من عام.
وقالت المصادر إن «13 مطاراً على خارطة الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مرمى نيران القوات اليمنية»، مؤكدة أن إعلان صنعاء فرض الحصار الجوي على العدو الصهيوني «لم يأتي في لحظة تسرع، وإنما بعد دراسة وإعداد طويلين، ضمن مسارات اليمن التصعيدية ضد الاحتلال الإسرائيلي توازياً مع تصعيد الأخير لجرائمه في غزة». وأوضحت أنه «كما نجحت صنعاء في الحصار البحري على الكيان الصهيوني، ستنجح في الحصار الجوي، ولديها من الأسلحة ما يعزز هذا الإجراء».
وتوالت، أمس، إعلانات شركات طيران عالمية عن تعليق أو إلغاء رحلاتها إلى مطار «بن غوريون» في «تل أبيب»، وذلك بعد يوم من نجاح صاروخ أطلقته القوات المسلحة اليمنية في تجاوز المنظومات والطبقات الدفاعية «الإسرائيلية» والأمريكية وضرب مطار «بن غوريون» الدولي أمس الأول الأحد، مما أدى إلى توقف الرحلات الجوية لأكثر من نصف ساعة وإعلان العديد من شركات الطيران العالمية تعليق رحلاتها إلى كيان الاحتلال.
ويُعتبر مطار بن غوريون المطار الدولي الرئيسي في فلسطين المحتلة، ويقع على بُعد حوالي 18كم من «تل أبيب».
ولم تحدد صنعاء اسم الصاروخ على الفور، لكن خبراء عسكريين أكدوا أنه «أسرع من الصوت، يستطيع السفر بسرعة تفوق خمسة أضعاف سرعة الصوت، ويتميز بالمناورة وتجاوز المنظومات الدفاعية الأكثر تطوراً».
وجاء في أعقاب عمليات سابقة باستخدام ما أشارت إليه الحركة باسم «صاروخ فلسطين 2 الأسرع من الصوت» لاستهداف إسرائيل وسط حربها المستمرة مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.
نقطة فارقة
في هذا الإطار قال لـ»لا» الخبير العسكري والاستراتيجي العميد مجيب شمسان إن «عملية استهداف القوات المسلحة اليمنية لمطار بن غوريون، أمس الأول، هي نقطة فارقة في طريقة التعاطي مع العدو الصهيوني والانتقال إلى مرحلة جديدة في مسألة المواجهة والتصعيد، وذلك من ناحية الدقة والسرعة والقدرة على المناورة التي تمكنت من تجاوز أربع منظومات وطبقات دفاعية من أحدث وأقوى المنظومات في العالم. وعلى مستوى الدقة أن يضرب حرم المطار وتحديدا قرب المحطة الثالثة وهي الأكثر ازدحاما داخل مطار اللد أو ما يسمى بمطار بن غوريون».
وأضاف شمسان: «النقطة الثالثة وهي القوة التدميرية أو القوة التفجيرية لهذا الصاروخ وفيها رسالة بالغة جدا على اعتبار كما جاء في وسائل إعلانهم أنه أحدث حفرة بعمق 25 مترا وبقطر عشرات الأمتار. هذا يعني أنه يمتلك رأسا تدميريا كبيرا جدا»، موضحاً أنه «إذا كانت الرسالة اليوم قد وصلت إلى مطار بن غوريون كيف يمكن أن تكون إذا وصلت مثل هذه الرسالة إلى منشآت حيوية أخرى كالمنشآت النفطية والغازية والمنشآت الحيوية الأخرى في حيفا وعسقلان وأشدود وفي غيرها، كون الصواريخ الفرط صوتية التي لم يتم تسميتها سواء التي قُصف بها في حيفا أو التي استهدفت مطار بن غوريون تمتلك قدرة عالية جدا على تجاوز كل المنظومات الدفاعية ومنظومة الإنذار المبكر والاستشعار التي حتى مربوطة بالأقمار الصناعية لتقديم فرصة أكبر لعملية التصدي أو الاعتراض».
وأكد العميد مجيب شمسان، أنه «وبناء على هذا التطور في القدرات العسكرية اليمنية تكون كافة الأهداف الحالية داخل أراضي فلسطين المحتلة تحت طائلة صواريخ وطائرات صنعاء المسيرة»، مشيراً إلى أن «النقلة النوعية التي أحدثتها القوات المسلحة اليمنية كانت فيما جاء تاليا في البيان الذي أعلنته القوات المسلحة بفرض الحظر الجوي على الكيان الصهيوني لأنها لا تنتقل إلى مرحلة إلا وقد غطت كافة الوسائط التي من خلالها تستطيع أن تفرض هذه الخطوة وهذه العملية التصاعدية أو التصعيدية ضد العدو الصهيوني».
وشدد الخبير العسكري والاستراتيجي على أن «الرسالة اليوم باتت واضحة أن القوات المسلحة اليمنية انتقلت إلى إرهاصات مرحلة متقدمة جدا من التصعيد ضد العدو الصهيوني سواء على مستوى فرض الحصار الجوي إلى جانب الحصار البحري أو على مستوى الرد على أي محاولة تهور ضد اليمن من قبل الكيان أو أمريكا».
بدء الحصار
وحول إمكانية نجاح صنعاء في فرض حصار جوي على «إسرائيل»، قال العميد مجيب شمسان: «الحصار الجوي أسهل بكثير من الحصار البحري»، مرجعاً ذلك إلى «كون البيئة أو الملاحة الجوية هي أكثر خطورة وتحتاج إلى بيئة أمنية عالية جداً وأبسط الأخطار يمكن أن تهدد الملاحة الجوية وبالتالي ترتفع أقساط التأمين إلى أعلى مستوياتها وتستشعر شركات الطيران وشركات الملاحة الجوية خطورة الوضع، ويكون أمامها إما أن تعلق رحلاتها وإما أن ترفع أقساط التأمين إلى أعلى المستويات».
وأكد أن «القوات المسلحة اليمنية أعدت لذلك جيداً، ولديها من الإمكانيات والقدرات ما يمكن أن تغطي به طبيعة المرحلة ومتطلباتها، والمسألة لم تبق مجرد رسالة كما حدث في ضربة بن غوريون، بل ستنتقل إلى مستوى التأثير الكبير والعميق على الكيان الصهيوني».
كما أكد العميد مجيب شمسان أن الحصار الجوي على «إسرائيل» دخل حيز التنفيذ منذ إعلان بيان الحصار وأيضاً من حين وصول الصاروخ إلى مطار «بن غوريون».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا