حاوره:أحمد عطاء / لا ميديا -
استطاع شعراء تهامة إجبار العالم على الاستماع للهجتهم ومحاولة معرفة معاني بعض المصطلحات، وذلك لروعة ما يكتبون سواء كان الشعر عاطفيا كالذي يكتبه الشاعر التهامي أحمد سليمان الذي اشتهر بقصيدته «امسألة كبريتو»، أو بالشعر الحربي المقاوم والذي يتميز به ضيفنا الشاعر سيف الإسلام الناصري فهو يكتب بلهجته التهامية الخالصة بجبروتها وعنفوانها الشاهق.
استطاع الناصري شق طريقه المستقل في وسط الشعراء الكبار، وفلق بحره بعصاه الشعرية التهامية فكانت عصاة سحرية بالفعل، فكتب وأبدع واعتلى المنصات وأصبح لديه طريقته الخاصة.. ورغم صغر سنه إلا أنه كبير بإبداعاته وقصائده القوية والتي تنبئ بأن شاعرنا لديه مستقبل «مرعب» سيحلـــق بالقصيدة التهامية عالياً كما فعل الشاعر أحمد هيجة وغيره، لهذا كان لزاماً علينا الاحتفاء بالشاعر سيف الإسلام وإجراء هذا الحوار كتوثيــق لهـذه المرحلة من الإبداع.
الشاعر سيف الإسلام الناصري أهلا بك في ضيافة صحيفة «لا»، أولاً لو تعرف القراء من هو الشاعر سيف؟
الشاعر سيف الإسلام الناصري، شاعر مجاهد من مواليد 2007 في عزلة المناصرة التابعة لمديرية المنصورية بمحافظة الحديدة، حمل القضية منذ صغره متأثرا بملازم الشهيد القائد (رضوان الله عليه) وخطابات ومحاضرات السيد القائد (يحفظه الله)، تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدرسة عمر بن عبدالعزيز. ولدي العديد من المشاركات في مختلف المناسبات الوطنية الجهادية.

بداية مبكرة
بدايتك كنت خفيفة ورائعة احك لنا عنها؟
طبعاً، بدايتي مع الشعر كانت من المدرسة أثناء المشاركة في الإذاعة المدرسية والمراكز الصيفية والفعاليات التي تقام في العزلة والمديرية.

قوة الروح
برزت بلهجتك التهامية القوية، ما الذي أشعل فيك هذه الروح؟
كوني أحد أبناء تهامة الأحرار، فقد أردت أن تصل الرسالة باللهجة التهامية العامية للمزارع، والمقاتل، والصياد، والمتعلم، والأمي.. والحمد لله كان لها صدى وقبول لدى الجميع، بتوفيق من الله سبحانه وتعالى.

باكورة القصائد
ما هي أول قصيدة كتبتها في مشوارك؟
طبعاً، أول قصيدة كتبتها في مشواري الجهادي الشعري، هي قصيدة تهامية تقول:
من كلفك يا سلمان
تهجم أراضي أسيادك
أرض الحكم والإيمان
اللي بنـــــو أمجادك
غلطــان وسبعيـــن غلطــــــــــــــان
انته وابوك وسيادك
دمرت أجمل بنيان
وتقتل وتقصف عادك
بدأتنــــــــــــــــــــــا بالعـــــــدوان
والكون كلـــه حــادك
يـا سفــــاح يـا جبــان
لا بد ما نصطادك
ذاهي الجيش واللجان
تتوغل في بلادك
تقصف عسير ونجران
وسكود يفرح لا دك
والتوشكا والبركان
متحمسة لمرصادك
شعبي جميعه فرسان
كم منهن افرادك
معك قليّل سودان
كملتهــن بعنــادك
يا عبـــد للأمريكان
كــم مـــن يهـــودي قــادك
إحنا عبيد الديـــان
لا ننحني لاسيادك

إسناد ودعم
هل هناك أحد شجعك وسندك للوقوف والتوهج؟
نعم، أولاً الفضل لله ومن ثم الوالدين وأستاذي العزيز الشاعر المجاهد هايل عزيزي، والأستاذ المجاهد السيد حسن عبدالباري الأهدل، والسيد المجاهد ماجد الأهدل، كل هؤلاء كانوا السند والدعم لي.
من هو قدوتك الشعرية؟
على المستوى العام الأستاذ ضيف الله سلمان وبالنسبة لي كشاعر باللهجة التهامية تأثرت بالشاعر أحمد هيجة والشاعر أحمد عطاء وكثيرين غيرهم.

لم تكتمل بعد
متى تشعر أن القصيدة التي كتبتها اكتملت؟
لم تكتمل القصيدة بعد، لأن المشهد لم يكتمل بعد، فنحن مازلنا في مواجهة مع الشيطان وأدواته، إنما القصيدة مستمرة في التسلسل حسب تطورات المرحلة، ولا بد للقصيدة أن تواكب كل الأحداث وتكون حاضرة في كل الميادين الجهادية.

جزالة وجمالية
ما الذي يميز القصيدة التهامية عن غيرها من القصائد الشعبية؟
أعتقد أن أهم ما يميزها، يتمثل بمفرداتها الشعبية الجميلة وتصويرها الأدبي الذي يختصر الغرض الشعري، خاصة إذا كانت قصيدة تحمل قضية وهدفا وتعبر عنهما.
هل هناك قصيدة قرأتها وتمنيت لو أنها لك؟ ما هي؟ ولمن؟
ليس هناك قصيدة واحدة، بل مئات القصائد التي كنت أتمنى لو أني كتبتها، نظراً لقوتها وجمالها، ولذلك لا أستطيع أن أحدد لك قصيدة بعينها.

إضافة تطويرية
ما الذي أضافته معركة «طوفان الأقصى» لقصيدتك؟
أشعر أن ما أضافته معركة «طوفان الأقصى» لي هو تطور في الكتابة ربما، فالمعركة بين حق وباطل، وتمنيت أن أشارك ببندقيتي إلى جانب المجاهدين في غزة وليس بقصيدتي فقط.

الخطوة الأولى
أين ترى نفسك في سلم الشعراء في تهامة؟
أنا لا أرى نفسي إلا تلميذا يتعلم كل يوم، لأن الحديدة تزخر بالشعراء الكبار، ولذلك أرى نفسي بأنني مازلت أخطو الخطوة الأولى على هذا السلم.

صدق وإيمان
ما هي الشروط التي يجب أن تنطبق على الشاعر حتى يكون شاعراً؟
أهم الشروط الواجب توفرها هي أن يحمل الشاعر قضيته الجهادية بصدق، وأن يستوحي كل ما يكتبه من كتاب الله وثقافة آل البيت أعلام الهدى (سلام الله عليهم أجمعين).
ما هو هدفك الذي تسير إليه في الحياة؟
هدفي الوحيد في هذه الحياة هو أن أرتقي شهيداً في سبيل الله.
ما هو الموقف الذي تمنيت أن تصل إليه؟
أتمنى أن أكون في مقدمة الصفوف عند وصول يمن الإيمان والحكمة إلى فلسطين أثناء معركة تحرير المسجد الأقصى.
ما هي القصيدة التي ترددها باستمرار؟
هي قصيدة «بحر امحديدة».

لا ندم
هل هناك قصيدة تمنيت لو أنك لم تكتبها؟ ولماذا؟
لا ليس هناك أي قصيدة، لأن جميع نصوصي مساندة للقضية الفلسطينية وضد العدوان السعودي الأمريكي على اليمن وغزة.

دور كبير
كيف تنظر لواقع شعراء تهامة في هذه المرحلة؟
له أثره الكبير في التحشيد والتعبئة ومواكبة المرحلة الراهنة في مواجهة العدو.
هل أدت القصيدة التهامية دورها في مواجهة العدو؟
نعم أدت القصيدة التهامية دورها وبطلاقة، وتميزت من حيث نشرها أو إنشادها، وإذا أردت أن أضرب مثالا على ذلك، فهناك عدة زوامل وأناشيد تهامية قي مواجهة العدوان، ومنها «ودفن أمريكا»، و»قاحي يا تهامي» و»من حيس لمضحي لاميدي» و»واساري سنا مزيدية»، وغيرها الكثير.

كلمة أخيرة تود قولها؟
أتقدم بالشكر والتقدير لصحيفة «لا»، واتحاد الشعراء والمنشدين، ممثلاً برئيسه الأستاذ ضيف الله سلمان، وأتمنى من جميع زملائي الشعراء المواكبة والتجديد، فحروفهم لها أثر يغيظ العدو الأمريكي و»الإسرائيلي» وأدواتهما، وهذا شرف كبير نالوه وتميزوا به، وأتمنى من الله سبحانه التوفيق والسداد.