غزة: 65 شهيدا بينهم 36 من طالبي المساعدات خلال 12 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
تواصل آلة القتل الصهيونية حصد الأرواح في قطاع غزة بلا هوادة، حاملة معها كل معاني الفناء والإذلال، في واحدة من أبشع الحروب ضد الإنسانية في العصر الحديث. ففي أقل من 12 ساعة، ارتقى، أمس الجمعة، 65 شهيداً، بينهم 36 من طالبي المساعدات، ممن هرعوا بأجسادهم الضعيفة وأمعائهم الخاوية إلى ما يسمّى مراكز توزيع مساعدات علّهم يجدون ما يسد الرمق، ليجدوا بدلاً من ذلك رصاصاً صهيونياً مدعوماً أمريكياً يخترق صدورهم.
وفي مشهد يتكرر كفصل دموي لا ينتهي، ارتفعت حصيلة الشهداء تجويعاً إلى 162، بعد ثلاث حالات وفاة جديدة بسبب التجويع المتعمّد خلال 24 ساعة فقط. لم يعد العدوان على غزة مجرد حرب دموية، بل تحول إلى إبادة جماعية يستخدم فيها الكيان الصهيوني التجويع سلاحاً ممنهجاً لتحطيم الكرامة وسحق ما تبقى من الإرادة.
«حمامات دم منتظمة» بدعم أمريكي
في تقرير صادم، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن «الجيش الإسرائيلي» المدعوم أميركياً، وضع «نظاماً عسكرياً معيباً لتوزيع المساعدات في غزة»، ما جعله يتحول إلى «حمامات دم منتظمة». التقرير يثبت بالأدلة أن قوات الاحتلال تطلق النار يومياً على الجائعين، عند نقاط توزيع مساعدات تُدار بالتنسيق مع قوات الاحتلال. هذه ليست فوضى عشوائية، بل سياسة متعمدة وموثقة، هدفها استخدام التجويع كأداة إبادة، وهو ما يشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان.
ومنذ 27 أيار/ مايو حتى 31 تموز/ يوليو، قتل الاحتلال ما لا يقل عن 859 فلسطينياً أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، وفق تقارير. المجازر تتكرر، فيما يصمت العالم أو يكتفي بالبيانات الرمادية.
جمعية الإغاثة الطبية في غزة أكدت مجدداً: «كثيرون يموتون في مراكز المساعدات، بغياب وسائل الإسعاف، والمساعدات الجوية لا تصل، بل تُسرق أو تُسقط في مناطق سيطرة الاحتلال». وأضافت أن «مؤسسة غزة»، التي يزعم العدو أنها «جهة إنسانية»، تعمل بالتنسيق مع قوات الاحتلال وتغطي على جرائم التجويع، وتشارك في صناعة مشهد القتل البطيء باسم «الإغاثة».
حماس: لن نفاوض على موائد الموت
سياسياً، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس الأول، جاهزيتها «للانخراط الفوري في مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار حال تم إيصال المساعدات لمستحقيها في قطاع غزة وإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة»، محذرة من أن استمرار التفاوض في ظل المجاعة يفقده مضمونه.
كما دعت الحركة إلى تصعيد كل أشكال الحراك الجماهيري والتظاهر أمام السفارات «الإسرائيلية» والأمريكية جول العالم، رفضاً للتجويع والحصار، وللتذكير بأن الدماء ليست أرقاماً، بل أرواح تبحث عن حق الحياة.
عواصم تحيي ذكرى استشهاد هنية وتطالب بوقف الإبادة
بالتزامن، أحيت بالأمس عشرات العواصم والمدن في العالم، والعالم العربي والإسلامي، الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الذي اغتاله العدو الصهيوني في 31 تموز/ يوليو 2024 في طهران.
وامتلأت الميادين والساحات العامة بحشود جماهيرية في كلٍّ من بغداد وكوالالمبور وطرابلس وغزة ونواكشوط وإسطنبول وتونس والجزائر وعمّان ودمشق والرباط والكويت ومصراتة وجنوب أفريقيا ونيجيريا والدوحة وإندونيسيا وغيرها من الدول والمدن، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد هنية، في مشهد وحّد نبض الشعوب، تكريماً للشهيد هنية، وضد المجاعة والإبادة التي تنهش جسد غزة التي تتعرض لحرب الإبادة منذ سنتين.
فيسبوك: يمول الجريمة الصهيونية
في فضيحة جديدة لشركة «ميتا» المتعاونة مع العدو الصهيوني، كشفت منظمة المراقبة الأمريكية «إيكو» أن شركة «ميتا»، المالكة لـ»فيسبوك»، سمحت بنشر إعلانات تدعو لجمع تبرعات لشراء معدات عسكرية «إسرائيلية»، بما في ذلك طائرات دون طيار وقواعد قنص ومولدات كهربائية لوحدات جرافات.
ووفق المنظمة، فإن هذه الأموال تذهب مباشرة إلى وحدات عسكرية متورطة في جرائم الإبادة الجماعية والتحقيقات الدولية، ما يجعل «ميتا» شريكاً مباشراً في الجريمة.
نكبة متجددة في الضفة
في الضفة الغربية المحتلة، لا يختلف المشهد كثيراً عنه في غزة. فقد أقدم غاصبون صهاينة، أمس الجمعة، وبحماية من قوات الاحتلال، على إحراق مساكن لتجمع عرب المليحات في منطقة المعرجات شمال غرب أريحا، ما أدى إلى تهجير عشرين عائلة، للمرة الثانية خلال شهر. المساكن التي كانت تؤوي العائلات ومواشيها دُمرت بالكامل، ضمن سياسة استهداف عرقي ممنهج يمارسه كيان العدو ضد البدو الفلسطينيين.
المشرف العام لمنظمة «البيدر»، حسن مليحات، أكد أن الاعتداء جزء من حملة منظمة تستهدف الوجود الفلسطيني البدوي، وطالب بتحقيق دولي عاجل ومساءلة حقيقية لكل من شارك أو سهّل هذا الإجرام، محذراً من أن سياسة التهجير باتت سلاحاً صامتاً لإفراغ الضفة من سكانها الأصليين.
المصدر لا ميديا