مـقـالات - ابراهيم الوشلي

نظرية صرف الأنظار (1-2)

إبراهيم الوشلي / لا ميديا - لو سمحت، لا تقرأ هذا المقال إلا إذا كنت متفقاً معي في ما أنا مقدم على قوله. عملية نصر من الله ليست شيئاً عادياً لكي نعطيها يومين أو ثلاثة على وسائل إعلامنا، ثم نقفل على الموضوع داخل صندوق فرعوني مدعَّم بقفل غثيمي، وننسى الأمر تماماً، هذه العملية إذا لبث الناس يتحدثون عنها (ثلاثمائةٍ سنين وازدادوا تسعا)، فلن ينقذوا أنفسهم من التقصير بحقها. إن كنت متفقاً معي في هذا، فأهلاً بك، وإن كان لك رأي آخر فلا تضيع وقتك في ما تبقى من هذا المقال....

غداء استثنائي..!

إبراهيم الوشلي / لا ميديا - فجأة وبدون مقدمات، حانت مني التفاتة إلى صديقي، ومعها تنهيدة عميقة، ووجدت نفسي أقول له: يا أخي نشتي زواجة، ضبحنا من هذي العيشة. لحظة لحظة.. آسف على هذه البداية التي لا تليق بمقال يتحدث عن "نصر من الله"، دعوني أحكي لكم القصة من أولها. في تمام الثانية والنصف قبل العصر، قضيت على ما أعدته أمي العزيزة من شهيّ الطعام، بعد أن حرمتني مشاغل الحياة وغيابي عن البيت من هذا الغداء الاستثنائي لفترة لا يستهان بها، ...

لا.. القاصمة

إبراهيم الوشلي / لا ميديا - 5 أيامٍ من كل أسبوع.. أقطع فيها ما يزيد على كيلومتر سيراً على قدميّ، قاصداً كشك الجرائد الذي سيبيعني نسخة من (لا)، الخميس والجمعة هما إجازتي من هذا الروتين، وليتني لم أُجز ولم أُحرم من صحيفتي المفضلة. ولأن الطريق طويل قليلاً وممل، فقد اعتدت على إفاضة التفكير أثناء المشي في السبب الكامن وراء تسمية هذه الصحيفة، لماذا هذا الاسم؟ لماذا "لا"؟ لم تجمعني المقادير بعد بالقدير "صلاح الدكاك" الذي يترأس تحريرها منذ ولادتها،...

طبطبة أمريكية

إبراهيم الوشلي / لا ميديا - يا أخي، ما أجمل الأطفال، وما أجمل براءتهم عندما يصدقون أي شيء، بالذات الحركة الخطيرة التي يتخذها الكبار كاستراتيجية لإسكاتهم إذا بدؤوا بالبكاء، ولا تعملوش انفسكم أول مرة تسمعوا عن هذي الاستراتيجية. مثلاً، عندما يكون الطفل فرحاً ومحتفل بتمكنه أخيراً من الوقوف والمشي كالآخرين، بعد مسيرة طويلة من المشي باستخدام الوسائد المسنودة للجدار،...

النطفة الخبيثة

إبراهيم الوشلي / لا ميديا - والله لا أدري، هل نحن أمام تشابه في الأزمان يجعلنا نرى طغاة لا يختلفون في شيء عن أسلافهم، أم أن التشابه في الطغاة أنفسهم، وهذا ما يجعلنا نرى تماثلاً ملموساً بين العصور. في مستهل ستينيات القرن الأول الهجري، تم تنصيب يزيد ابن معاوية خليفة على المسلمين، ووكيلاً على مختلف شؤون الأمة، وكان عمره آنذاك 34 عاماً تقريباً. ورغم غوايته المعروفة للناس إلى جانب فساده وفجوره وشغفه بكل ما هو حرام، إلا أنه وجد في ضعفاء النفوس والقلوب من يسميه "أمير المؤمنين"، ...