مـقـالات - محمد ناجي أحمد

عصر المملوك هادي

في أواخر العصر المملوكي والعثماني، كانت المناصب تباع لهذا الوالي وهذا القائد وهذا القائم مقام بمقدار ما يدفع، ويتم تحريك الوظيفة وإعادة بيعها بحسب الأكثر قدرة على فرض الرشوات والإتاوات وتقديمها للأعلى منصباً، بهذا كان المماليك والعثمانيون يهرولون نحو شيخوخة سلطتهم وأفولها! في اليمن قرارات عبد ربه منصور هادي شبيهة بذلك، إلا أن طريقة الدفع هي خدمة المشروع الغربي وأدواته الخليجية، ...

ما أشبه الليلة بالبارحة هواناً وانقساماً

يتشابه واقع الأمة العربية في أيامنا وهي مقسمة ومنقسمة على نفسها إمارات ومشيخات ودويلات صغيرة، وما هو منها وطن واحد يسعى الغرب وأدواته إلى تفتيته جغرافياً وثقافياً، بما يجعلنا جغرافيات مجهرية تابعة وخانعة ومهيمناً عليها وعلى مقدراتها.. يتشابه مع واقع الأمة العربية في القرن الـ11 الميلادي، ففي 1098م كان الفرنجة يحاصرون (أنطاكية)، وغايتهم الشام وبيت المقدس، وكان واقع التشرذم السياسي مساعداً لهم كي يصلوا إلى غايتهم، فإمارة (أنطاكية) يحكمها الأمير (سيان)،...

فلسطين والوهابية والإخوان

انشغل الإخوان المسلمون والوهابية السعودية تربوياً بتكريس وتعزيز الانتماءات المحلية من خلال ما سموه (الثقافة الإسلامية) التي كانت ومازالت مدخلاً أيديولوجياً في الجامعات الخليجية واليمنية، يعدّون من خلال هذا المقرر الأجيال لتكون في حالة عداء ونفور من الانتماء القومي، مع ربطهم بانتماء أممي عقدي متجاوزاً للمنافع والمصالح الوطنية والقومية. لهذا بنيت المعاهد العلمية التعليمية، وهي معاهد دينية وهابية، في البلدان الخاضعة لنهجهم، على أساس الولاء والبراء، وتوحيد الألوهية، الذي بنى عليه محمد بن عبد الوهاب دعوته...

لافتة تفتيتية اسمها الاتحادية

يبدو أن الهاجس الرئيسي لتمثيلية ما سمي (الحوار الوطني) كان إعطاء صفة الإجماع على تقسيم اليمن إلى جغرافيات سياسية صغيرة، تحت مسمى الأقاليم والولايات، لذلك جاء التقسيم بقرار من عبد ربه منصور هادي إلى 6 أقاليم! كان الهدف الرئيسي من الاستعمار البريطاني لعدن والجنوب الذي استمر لأكثر من 129 عاماً، هو السيطرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، واستخدام عدن كميناء لتزويد السفن بالوقود، وحماية المشيخات الخليجية، لهذا كان وضع اليمن كمشيخات وسلطنات ضمن اتفاقية ومعاهدات الحماية، ...

عن صنعاء الوحدة اليمنية

في أي مشروع وحدوي تأتي القاعدة التي ينطلق منها هذا المشروع كأساس وشرط له، لذلك فالوحدة اليمنية كهدف للثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر)، حددت قاعدة هذه الوحدة بصنعاء عاصمة للجمهورية اليمنية، وكان إجماع كل الأطراف، لما تمثله صنعاء جغرافياً وسياسياً وتاريخياً، من عمق للدولة الوحدوية اليمنية، ولم تكن يوماً محل خلاف واختلاف. لم يكن اختيار صنعاء عاصمة للوحدة اليمنية لأسباب جمالية، أو لأنه يقطن فيها كل اليمنيين، ولم يكن اختيارها لأنها ملجأ للنازحين، كان اختيارها لأنها الأصلح...