مواطنو الأمس مسؤولو اليـوم
 

أحمد العماد

أحمد العماد / لا ميديا -
الملاحظـــات:
كانوا بالأمس القريب مواطنين أمثالنا، يعيشون بيننا، يسخطون كما نسخط، ويستهجنون تصرفات المسؤولين العوجاء وينتقدونهم كما ننتقد، بشعور وطني عال، وغيرة دينية محمودة.
منهم خُطباء المنابر، أولئك الذين كنا نتجشم عناء حضور خُطبهم الرنانة الطنانة في نقد الاختلالات الحكومية، وربما حتى بعض الممارسات الخاصة أو الفردية التي يرتكبها بعض شركات القطاع الخاص أو الشخصيات والأفراد...
وكان المأمول أن يتولوا المناصب التي تولوها الآن فيعملوا على إصلاح ما اختل أو انتكل مما كانوا ينتقدونه عندما كانوا مواطنين بيننا يتحرقون شوقاً إلى تصحيح تلك الاختلالات.
ماذا حصل؟! هل لي -بكل براءة وحسن نية- أن أتساءل: ماذا حصل؟!
هل ما إن ينتقل الفرد من مواطن إلى مسؤول تظهر له معطيات غير ما كانت تظهر له وهو مواطن؟! حتى نستغفر الله عز وجل عن انتقاداتنا السابقة للمسؤولين السابقين، ونتوب ونقلع عن هذه العادة السيئة فلا نستمر في نقد الاختلالات حالياً! أفيدونا يرحمكم الله عز وجل!
من مسؤولياتكم الدينية والوطنية، إخواننا مواطني ونُقاد وساخطي الأمس مسؤولي اليوم، أن تبينوا لنا الأمر حتى نعقل!
نحن -والعياذ بالله عز وجل من نحن- بهذا التساؤل البريء كما أسلفنا، لا نغمز أو نلمز والعياذ بالله عز وجل، وإنما نتساءل بكل صدق، حتى نكف أذانا عنكم - إن كنتم تشعرون بنا أو بما نكتبه! ما هو الجديد الذي عندكم وجدتموه بعد أن أصبحتم مسؤولين فتركتم الحبل على الغارب دون تغيير لما كنتم تتشوقون إلى تغييره بيننا وأنتم مواطنون مثلنا!
وفي ظل هذا الوضع الاستثنائي لبلادنا منذ أكثر من ثماني سنوات والعدوان والحصار الجائرين، وما تكبده ويتكبده شعبنا اليمني الأبي الصامد، نعتقد أن الموقف أكثر طلباً ومسؤولية لمعالجة الاختلالات وتصحيح الممارسات والمسارات الحكومية تحديداً أكثر من أي وقت مضى أو سيأتي، كأقل القليل نقدمه وفاءً لدماء الشهداء وتضحيات الشعب الأبي الصامد، التي لا تُعد ولا يمكن أن تقدر بثمن بأي حال من الأحوال.
يقول السيد العلم في كلمته بتاريخ 28/ 12/ 1439هـ، حول آخر المستجدات السياسية والاقتصادية والعسكرية: "ولذلك نحن معنيون -كشعبٍ يمني- أن نتجه بكل جدية، وباهتمام كبير، وبوعي بطبيعة هذه المرحلة، وبأهمية الصمود، وبأهمية المزيد من العزم والصبر والجدية والاهتمام وتحمل المسؤولية ضمن خيارٍ لا مناص منه، خيار انطلقنا فيه من قناعة راسخة بأنه يمثِّل الموقف المسؤول، والموقف الصحيح، والموقف الناجح في الأخير، وهو التصدي لهذا العدوان".
معالجة الاختلالات الحكومية وتصحيح الممارسات والمسارات الحكومية هي مسؤولياتكم الأولى للتصدي لهذا العدوان أمام الله عز وجل، وتجاه هذا الشعب الأبي الصامد، وتجاه تضحيات المجاهدين الواقفين جبالاً شامخة خلف متراس الجبهات ذوداً عن الدين وحياض هذا الوطن الذي ترفلون بخيراته.
الله عز وجل يُملي لكل مَن تهاون أو غلّب المصالح الضيقة على المصلحة العامة إلى يوم تشخص فيه الأبصار أين المفر؟! والسيد العلم -يحفظه الله عز وجل- والشعب الأبي الصامد من ورائه لن يغفر لكل من أخل أو أنكل، والبدائل في هذا الشعب الأبي الصامد أكثر مما تتصورون، فليس بعد تقييم: "الوضع الحكومي مُزرٍ جداً" إلا ما بعده، فلا يُطمعنّكم صبر الحليم!

التوصيــات:
اسمحوا لنا، سنكون قاسين معكم مادام أنكم كنتم فيما بيننا تقولون ما نقول وتسخطون مما نسخط، فنذكركم بقول الله عز وجل: "كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" (سورة الصف، الآية 3).
وبالله التوفيق.

أترك تعليقاً

التعليقات