لماذا سُحبت قطر؟
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
يقول الخبر إن «قطر أعلنت انسحابها من مفاوضات وقف إطلاق النار، وأعلنت أن مكتب حماس السياسي لم يعد يؤدي الغرض المطلوب منه».
انتهى دور قطر مع مجيء ترامب. خلال ولاية ترامب الأولى حاصرت السعودية قطر، وكانت إيران وتركيا تنقل لهذه المشيخة المواد الغذائية جواً.
بدأ دور قطر في التسعينيات، مع استراتيجية الولايات المتحدة حينها «تحقيق الخرق عبر الدول الصغيرة»، وتعاظم مع اندلاع الربيع العربي. كانت قطر تضم مكتباً لحركة «طالبان» أثناء الاحتلال الأميركي لأفغانستان (أذكر أن المقابلة المتلفزة الوحيدة لأسامة بن لادن أجرتها «الجزيرة» قبل الاجتياح الأمريكي لأفغانستان) ومكتباً لـ»حماس»، وغيرهما من الحركات التي تعتبر خصوماً للولايات المتحدة.
كانت قطر نافذة الولايات المتحدة على العالم العربي عبر «الجزيرة»، ونافذة للحركات المناهضة للولايات المتحدة عليها. الولايات المتحدة كانت -عبر الدور القطري- تسعى لإبقاء خيط الاتصال قائماً بهذه الحركات لتبقي على ثابت وحيد هو أن مفاتيح الحل والربط في المنطقة هي في يدها وأنك مهما عارضتها لا بد من إبقاء نافذة للتواصل معها أملا في تسوية ما ترسم نهاية أية جولة صراعية في المنطقة.
كانت قطر بمعنى آخر تساعد الولايات المتحدة في إبقاء الصراعات تحت السيطرة والتحكم. الدور التخريبي في «الربيع العربي» والانتقال من كونها أداة أمريكية إلى محاولة تمويل تركيا في سعيها لتغيير التوازنات الجيوسياسية في المنطقة جعل السعودية تتكتل مع الإمارات ومصر لإفشال هذا المشروع الذي انتهى في ولاية ترامب الأولى بحصار خليجي لقطر، التي استعادت دورها مع مجيء بايدن، الذي أعلنها «حليفا استراتيجيا من خارج حلف الناتو»، حيث أسهمت خلال سنة وشهرين من العدوان في التسويق لحفلة الكذب والعلاقات العامة الأمريكية وإيهام الناس كل فترة بالسعي لوقف إطلاق النار، في حين كانت «إسرائيل» ولا تزال ترتكب إبادة جماعية.
عموما، قطر انسحبت أو بالأحرى سُحبت عشية مجيء ترامب لتولي زمام الرئاسة في الولايات المتحدة.
 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات