عن المنطقة وأقلياتها
- هيثم خزعل الأثنين , 5 مـايـو , 2025 الساعة 7:34:44 PM
- 0 تعليقات
هيثم خزعل / لا ميديا -
لا يحمي الشيعة بوصفهم أقلية كبرى في العالم الإسلامي سوى تفاهمات إيرانية/ تركية، وتفاهمات إيرانية/ عربية. عمق شيعة لبنان وبلاد الشام هو في العراق وإيران. والصراع السُّنّي - الشيعي ليس شيئاً مستجداً أو طارئاً في تاريخ الأمة، وبرغم الصراعات الجيوسياسية البينية لم تصل العلاقة بين التشيُّع والتسنُّن إلى حدود البتر.
مشكلة إيران أنها حاولت فرض أجندة «التحرر» كأجندة للمنطقة على الدول السُّنّية التي تشكل أقطاباً فيها، فيما كانت هذه الدول قد اختارت الاندماج في النظام العالمي، أي الإقرار بهيمنة الغرب والولايات المتحدة واستقاء المشروعية من الدور الوظيفي الموكل إليها؛ نتحدث عن مصر وتركيا والسعودية.
لم يستطع الشيعة وحدهم أن يشكلوا رافعة -رغم خطاب «الوحدة الإسلامية»- للمشروع التحرري دون دولة/ قطب سنّية تتبنى هذه الأجندة، فبقي المشروع أقلوياً وحورب لأنه يشكل مسّاً بمشروعية الدول السُّنّية وارتباطها بمنظومة الهيمنة الغربية، لذلك كان التغول في التكفير واستخدام الحركات الجهادية لمحاربة هذا المشروع بالتنسيق مع دوائر الهيمنة الغربية.
اليوم، إيران صفّرت مشاكلها مع السعودية والخليج عموماً، وهي ترتبط بعلاقات تجارية ضخمة مع تركيا، وقد انسحبت من سورية التي شكلت ساحة اشتباك رئيسية، وضبطت حضورها في العراق، وهي تخوض مفاوضات مع الولايات المتحدة التي تستفرد برسم الترتيبات السياسية وخطوطها العريضة في المنطقة.
للأسف، بقية الأقليات في المنطقة تعرضت لإبادة. و»الدروز»، الذين حاولوا أن يجدوا في «إسرائيل» عمقاً، تُركوا ليجربوا المذبحة بدورهم. وحده وليد جنبلاط بعقلانيته يحاول تجنيبهم الكأس المُرة، بعد أن رسمت الولايات المتحدة حدود الاشتباك في سورية بين «إسرائيل» وتركيا. لقد تُرك موارنة لبنان سابقاً بعد 1982، وسيُترك دروز سورية ليلاقوا مصيراً مشابهاً.
المصدر هيثم خزعل
زيارة جميع مقالات: هيثم خزعل