كم ستدوم هذه المرحلة؟!
 

هيثم خزعل

هيثم خزعل / لا ميديا -
في العام 2005 سقط «اتفاق الطائف» كتعبير عن تسوية إقليمية دولية لإدارة لبنان، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم يدار لبنان كما العراق على وقع التوازنات الأمريكية الإيرانية في المنطقة التي كانت تجد تعبيرها في المستجدات السياسية اللبنانية والعراقية اليومية كالفراغ الرئاسي أو الحكومي أو نتائج الانتخابات وغيرها مما يعتقد أنها مشكلات سياسية داخلية في بلدان فاقدة للانتظام الدستوري.
لقد استلزم الأمر حرباً بحجم الحرب الأخيرة كي تكسر الولايات المتحدة المعادلة القائمة على توازن النفوذ بينها وبين إيران وتنفرد بصياغة المشهد السياسي في لبنان وسورية والعراق بما يطال الوجهة الاستراتيجية لهذه البلدان التي تحدد وفق أولويات الولايات المتحدة في المنطقة، وهي أمن «إسرائيل» وموارد المنطقة وطرق التجارة فيها، وهي ثلاث أولويات متصلة بحيث تشكل موضوعاً واحداً يتصل بهيمنة الولايات المتحدة الكاملة على المنطقة التي تشكل «إسرائيل» أهم أعمدتها. فيما عدا ذلك لا شيء يهم الولايات المتحدة.
ستشهد المنطقة استقراراً هشاً دون أن تشهد قفزة تنموية أو انتعاشاً مالياً في ظل الأزمة التي تضرب العالم والمتوقع اشتدادها مع بداية ولاية الإدارة الأمريكية الجديدة.
في هذا الإطار يبدو اختيار جوزيف عون اختياراً مرناً عاكساً للرغبة في استقرار لبنان وبعيداً عن الخيارات التفجيرية التي تحمل انقلاباً شاملاً على التوازنات الداخلية، وفي الوقت ذاته تضمن سير لبنان في الوجهة الاستراتيجية التي تريدها الولايات المتحدة للمنطقة.
استمر «اتفاق الطائف» 15 عاماً، و»اتفاق الدوحة» 3 أعوام، ومرحلة توازن النفوذ الإيراني الأمريكي 13 عاماً. فكم ستدوم هذه المرحلة التي تعكس تفرداً أمريكياً في صياغة المشهد السياسي في لبنان؟!
 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات