جوهر الصراع بيننا وبين الصهاينة والأمريكان*
- محمد الفرح السبت , 16 نـوفـمـبـر , 2024 الساعة 6:02:18 PM
- 0 تعليقات
محمد الفرح / لا ميديا -
أصل المشكلة أن الأعداء (أمريكا و«إسرائيل» ومعظم دول الغرب) ينظرون إلى منطقتنا على أنها سوق لمنتجاتهم ومواد خام لمصانعهم وثروات نفطية هائلة، وكذا هي من الناحية الجيوسياسية منطقة استراتيجية بالإمكان الاستفادة من جزرها وطرق الملاحة فيها ومضائقها البحرية في التحكم بالعالم وفي الصراع مع دول أخرى مناهضة لهم كروسيا وكوريا والصين.
يضاف إلى ذلك العداء والكراهية والأحقاد التي يحملونها لنا كمسلمين ونزعة الاستعمار والسيطرة والنزعة المادية الرأسمالية لديهم وكثير من العوامل المختلفة.
وعلى هذا الأساس زرعوا كيان العدو «الإسرائيلي» ثم أتوا من مغرب الأرض ومن مختلف أصقاعها وتوافدوا من بلدان نختلف معهم في اللغة والشكل والهوية ونختلف حتى في توقيت الليل والنهار.
فجاؤوا بأسلحتهم وجيوشهم وبنوا قواعد عسكرية في بلداننا وحشدوا أساطيلهم للسيطرة على بحارنا، وجثموا على صدورنا في هذه المنطقة، وأرادوا كتم أنفاسنا وتكميم أفواهنا من أن نرفع أي صوت رافض لممارساتهم أو مناهضاً لاحتلالهم.
ولتثبيت الهيمنة والنفوذ عملوا على اختراق مختلف المجالات في واقعنا، فهم يستهدفوننا فكرياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً واجتماعياً، ويضربوننا أمنياً وعسكرياً، ويستهدفوننا بأساليب ووسائل ناعمة وصلبة، بهدف إضعاف هذه الأمة وتفتيتها ليتمكنوا من السيطرة التامة.
في المقابل، عملوا على تطويع الأنظمة الخائنة والعميلة، واستغلوا مقدرات وثروات بلدانها، وأسلحتها وإعلامها، فيما يخدم مصالحهم ويوطد هيمنتهم، واستغلوا من يتماهى معهم من أحزاب سياسية ومنظمات وأفراد من داخل الأمة ليحولوهم إلى مرتزقة يدافعون عنهم بالوكالة.
كما استفادوا من أي مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية وحتى المشاكل الفكرية والفُرقة المذهبية... كل ذلك وظفوه في ما يخدم مصالحهم وما يحقق هيمنتهم ويمكنهم من البقاء ونهب الثروات ومصادرة القرار وفرض سياساتهم وإملاءاتهم، وما يخدم أمن «إسرائيل»، ويصفي القضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق عمدوا إلى تصفية أي قائد حر يظهر في هذه المنطقة، ومواجهة أي حركة تحررية تسعى لاستنهاض أبناء الأمة أو تعمل على توعيتهم وتبصيرهم وقيادتهم إلى بر الأمان.
ويقتلون أي عالم أو مخترع أو مبدع، ويدمرون أي منشأة صناعية، عسكرية خصوصاً، وكل من يقف ضد مشاريعهم أو يعاديهم يتخلصون منه ويسعون الى إزاحته... إلخ. كل ذلك بهدف أن تبقى لهم الهيمنة والسيطرة الكاملة ونهب الثروات وضمان أمن العدو «الإسرائيلي»، والحكاية في هذا تطول.
أمام كل ذلك، لا يوجد حل ولا مخرج إلا بأن تعود هذه الأمة إلى هويتها، وإلى الحلول التي قدمها الله لها «والله أعلم بأعدائكم»، وقد هدى إلى الحلول الحكيمة كاملة ووعد أن يقف مع من يسير عليها، وهو أصدق القائلين، وهي كفيلة بإخراج الأمة من هذا المأزق إلى بر الأمان.
وأثبتت التجارب عبر التاريخ أن مخرج الأمة مرتبط بالإسلام الأصيل. وتجربتنا في اليمن تشهد بذلك، كما ثبتت فاعليتها وتأثيرها في لبنان وفي فلسطين والعراق.
فنحن كعرب رُبطت عزتنا وكرامتنا وفلاحنا في الدنيا وفي الآخرة، وحتى النصر على العدو رُبط بديننا، بالإسلام، وليس لنا أي خيار آخر. جربنا القومية وجربنا العلمانية وجربنا كل التوجهات؛ لكنها فشلت وأخفقت ولم توصلنا إلى نتيجة مجدية أو إلى حلول مفيدة في مواجهة هذا العدو.
إذن، هذه هي حقيقة الصراع، وهذا جوهره، ولا حل آخر بدون العودة إلى القرآن وأعلام الهدى وبدون الاعتصام بالله، وواقع شعبنا يشهد بذلك.
يقول الله جل شأنه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» صدق الله العظيم (سورة آل عمران).
* مقطع من محاضرة تحت هذا العنوان.
المصدر محمد الفرح
زيارة جميع مقالات: محمد الفرح