الانبثاق المقاوم وسقوط العمالة
 

زياد السالمي

زياد السالمي / لا ميديا -
في البال أشياء كثيرة كتطلع مستشرف برهانه من معطيات أقل ما توصف بأنها صاغت المعجزات والمستحيلات آتياً وطوعتها لوجود وكينونة فاعلة، رغم ما أحاط بها من تداعيات وملابسات مجحفة وأنانية تستعدي أي محاولة للانبثاق، وتحاربها بكل ما أوتيت من قوة، كنهج وطريقة إمبريالية استعمارية لا تعترف بالآخر إلا كفائض من الممكن إتلافه، وهذا ما يحدث في غزة. وبالمقابل المقاوم، يأتي اليمن لفرض هذه المعادلة التحررية كسراً للهيمنة وسبيلاً للأحرار وقدوة للثوار وفناراً للشعوب الأخرى التي تعيش حالة الانتفاء أمام حضور دول الاستكبار؛ وثباتاً على القيم الإنسانية. كيف لا، ونحن نشاهد ونتابع ونترقب علناً، نسمع أو نقرأ أي موقف عربي مساند لغزة التي تباد بكل وحشية؟! كيف لا، والعدو الصهيوني يقصف الموانئ اليمنية ومطار صنعاء وتصمت الأنظمة العربية والإسلامية، في حين تريليونات الخليج تقدم على طبق من الخضوع لترامب؟!
قطر تهدي ترامب طائرة، ومطار صنعاء تدمر كل طائراته. السعودية تستقبل ترامب بطائرات حربية، ومطار صنعاء يقصف بالطائرات الصهيونية... ماذا يعني ذلك؟!
لا شك أن ثمن البزوغ الكثير من التعب والتضحية. ثمن الفاعلية غالٍ. وهكذا هو اليمن، سينتصر كما انتصر على حاملات الطائرات، ويعرف الخليج حينها مدى فداحة تجاهله ودعمه للعدو الأمريكي والصهيوني، ثم يتمنى لو انضم إلى ركب اليمن.
سيكتشف الغرب والصهيونية كم كان مخطئاً لعدم مراعاته قرارات اليمن والانصياع لها. كما ستكتشف الأنظمة العربية -إن صح القول- كم كانت قياداتها حمقاء وغبية عندما اعتبرت اليمن وثورته وقيادته خطراً يهددهم، متجاهلة أن الخطر هو الصهيونية والمخطط التفكيكي الأمريكي، وأنها تسير إلى زوالها وتشظيها، وأنها الداعمة لهذا التشظي والزوال، أو كما قال تعالى: «سينفقونها ثم تكون عليهم حسرة».
ولننتظر، ودعوا التاريخ يكتب سقوط العمالة وارتفاع المقاومة والتضحية. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات